تنوعت المنتجات والأثار التي تركتها الحضارة الإسلامية علي مر عصورها المختلفة،حيث هيئت للفنانين والصناع جوا ملائما للإبداع في مجالات مختلفة،وظهرت زخارف متعددة علي تلك الأثار التي يمكن التعرف عليها عن قرب بزيارة المتحف الإسلامي.
ومن بين الأثار التي يمتلئ بها المتحف الإسلامي تأتي التحف الخشبية لتثبت براعة الفنانين الذين عاشوا في كنف الحضارة الإسلامية،خاصة في الزخرفة والحفر علي الخشب،ومنها مجموعة ألواح تمتلئ بزخارف رائعة وقد رصدتها كاميرا موقع صدي البلد أثناء جولة لنا،وكشف لنا حكايتها د.ممدوح عثمان مدير عام المتحف.
ومنها لوح من الخشب محفور وملون ومزين بزخارف طيور"الدولة الطولونية - العصر العباسى-مصر - القرن 3 هـ / 9 م"،ويُرجح أن هذه الألواح الخشبية كانت جزءا من تكسية جدارية، كما تظهر بقايا لبعض الألوان على الأفاريز،ونُفذت أشكال الطيور متقابلة وسط زخارف نباتية قوامها رسم لفروع نباتية متداخلة.
وعرف هذا الأسلوب الفنى بالحفر المائل المشطوف بعد إنتقال طرز سامراء من العراق إلى مصر في عصر الدولة الطولونية (254-٢٩٢هـ/ ٨٦٨-905 م)،وتمثل هذه الزخارف انتقال للتأثيرات الساسانية المتمثلة فى رسم شجرة الحياة والزخرفة برسوم طيور متقابلة على مهاد من الزخارف النباتية.
ولوح من الخشب المحفور مزين بزخارف نباتية"مصر أو سوريا - العصر الأموي - القرن 2هـ / 8م"،حيث تميزت التحف الخشبية التي تنتمى لنهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي بزخارفها النباتية شديدة القرب من الطبيعة.
وقد ظهر تـأثير الفن الهلنستي ويقصد به ذلك الفن الذى امتزج فيه الأسلوب الفني البيزنطي الغربي مع بعض الأصول الفنية الشرقية وظهر لأول مرة في مدينة الإسكندرية،جليا في هذه الزخارف وذلك من خلال زخرفة عناقيد العنب التي تخرج من أشكال مزهريات.
وقد تشابهت هذه الزخارف مع الزخارف التى يزدان بها المسجد الأقصى في القدس الشريف خاصة فى فترة اعادة بنائه فى عهد الخليفة المهدى العباسي(158-169هـ).
ولوح من الخشب عليها بالحفر مناظر آدمية وحيوانية ونباتية"مصر – العصر الفاطمي - القرن 5هـ/ 11م"،وكانت هذه الألواح الخشبية تزين قصور الخلفاء الفاطميين التى كانت تقع في شارع المعز بين باب زويله وباب الفتوح.
وقد زُخرفت بمناظر تصويرية من الحياة اليومية في العصر الفاطمي قوامها رسوم مناظر صيد ومناظر طرب ورقص وشراب، وقد نُفذت الزخارف بالحفر متعدد المستويات مما يعكس مهارة الفنان في العصر الفاطمي.
وأُعيد استخدامها ضمن زخارف المجموعة المعمارية الضخمة التي شيدها السلطان المملوكي المنصور قلاوون في شارع المعز سنة 684 هـ / 1285م .
وجزء من تركيبة خشبية للإمام الشافعي"مصر- العصر الأيوبي - القرن 7هـ /13م"،وتمثل التحفة حشوات خشبية مجمعة تُكون شكل الطبق النجمي مزدان بزخارف نباتية، بالإضافة إلى كتابة بخط النسخ على أرضية نباتية، وقد نُقلت هذه الحشوات إلي متحف الفن الإسلامي من قبة الإمام الشافعي 608هـ/1211م.