قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مئوية السادات.. أهالي ميت أبو الكوم: كان سندا للجميع ولحظة استشهاده صدمة كبرى

الرئيس الراحل محمد أنور السادات
الرئيس الراحل محمد أنور السادات

سجل التاريخ المصري الكثير من الشخصيات التاريخية التي حفرت أسماءها في قلوب المصريين لنجاحاتها المتعددة في رفعة شأن البلاد، ومن بين كل هؤلاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي استطاع تسطير اسمه واسم قريته في أكبر كتب التاريخ، فهو الفلاح الذي استطاع خداع أكبر القوى العسكرية في العالم، وجعل النصر حليف بلاده في أشرف معركة شهدها التاريخ لاستعادة الأرض في حرب أكتوبر عام 1973 ، هذا الرئيس الذي حير العالم بعبقريته ودهائه السياسي.

الرئيس الذي نشأ في قريته الصغيرة المتواضعة وأتقن عدة لغات وأجاد فنون الحرب والخداع ، وفنون السياسة الذي استطاع بها ملاعبة أقوى رؤساء العالم وخداعهم واستعادة أرض سيناء كاملة رغما عن أنف العالم بأكمله.

الرئيس محمد أنور السادات ولد في قرية ميت أبو الكوم التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية وعاش بها أيام صباه إلى أن انتقل إلى العيش بالقاهرة،وتحتفل مصر كلها بمئوية الرئيس السادات الذي ستظل ذكراه خالدة في الأذهان مدى التاريخ وعلى مختلف العصور.

وانتقل صدي البلد الي قرية ميت أبو الكوم مسقط رأس الزعيم لاستعادة ذكريات صباه في القرية، وللحديث عن عادات الرئيس في قريته بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية.

وقال الحاج عبدالخالق الصافي صاحب الـ 73 عاما أحد أبناء قرية ميت أبو الكوم والمقيم بها طوال عمره، إنه فلاح عاش في أرضه لرعايتها، وتحدث معنا قائلا أيام الرئيس السادات كانت أيام عز للبلد كلها، كنا بنستنى خبر أنه هييجي يصلي الجمعة في البلد، وكنا بنتطوع وننظف شوارع البلد كلها مع عمال النظافة احتفالا بمجيئه للقرية، وكنا بنعرف أنه جاي للقرية من الحرس الجمهوري اللي كان بيجي القرية قبل حضوره بيوم، وبمجرد سماعنا صوت الطائرة الخاصة تهبط فى مطار القرية كنا نخبر بعضنا البعض بوصول الرئيس للقرية، وكنا نستعد يوم الخميس من العصر ونرتدي أرقى الثياب لدينا للذهاب للجلوس معه بعد صلاة العشاء.

وعن أخلاقه مع مشايخه ومعلمينه فكان رحمة الله عليه يحب شيخه عبدالحميد عيسي الذي حفظ القرآن علي يديه ويجله ويوقره ، لدرجة أن الرئيس السادات أمر بصنع كرسي خصيصا لشيخه عبدالحميد ووضعه بجوار كرسيه في مضيفة قصره بميت أبو الكوم، ولكن الرئيس السادات أمر بأن يكون الكرسي الذي يصنع لشيخه أعلى من جميع الكراسي الموجودة في المضيفة وأعلى من الكرسي الذي يجلس عليه هو أيضا، ونتذكر عند وفاة الشيخ عبدالحميد حضر الرئيس السادات إلى القرية في وقت قياسي بمجرد سماعه للخبر، وتكفل بمصاريف الدفن والعزاء ووقف طوال الليل يستقبل المعزين في شيخه.

وتناول طرف الحديث إيهاب عبدالغني قائلا الرئيس كان يريد أبو الكوم قرية نموذجية، فقد كانت أول قرية وصلها التيار الكهربائي بين القرى المجاورة ومن أول القرى التي أنشا بها مدرسة لجميع مراحل التعليم، حيث أنشأ السادات مدرسة بها مرحلة ابتدائية وإعدادية وثانوية، وكان اسمها مدرسة السادات، وللعلم لم يكن يريد أن يسميها باسمه، وكان يريد إطلاق اسم مدرسة ميت أبو الكوم عليها، ولكن الأهالي أصروا على تسميتها على اسمه تقديرا لدوره، كما أنشأ الرئيس كثيرا من البيوت علي طراز واحد وبشكل متناسق لتصبح القرية ذات شكل جمالي ومتناسق.

وتابع: لا أنسى شكل الرئيس وهو يتجول بالقرية مرتديا جلباب بلدي وعباءة وبلغة فلاحي ويسير وسط شوارع القرية، وكان يطلب من الحرس الابتعاد عنه حتى لا يهابه الناس ويتعاملون معه دون تكليف.

وقال إن الرئيس السادات كان له الكثير من المواقف التي تدل على حسن أصله وطيبة معدنه، فكان أثناء سيره في شوارع القرية يذهب لأحد المنازل فجأة ويطرق بابهم، ويطلب منهم أن يجلس معهم ويحتسي معهم الشاي في وسط سعاد بالغة لا توصف من قبل الأهالي الذي يزورهم الرئيس، وكان يتحدث مع الأهالي ليتعرف على أحوالهم المعيشية، وطلباتهم وكان يساعد كل منزل على انفراد حسب متطلباته.

وعن صلاته وإقامة الشعائر الدينية بالقرية قال : كان الرئيس السادات يصلي يوم الجمعة في المسجد وكان يجلس في آخر صف بالمسجد في مكان ما اعتاد على الجلوس به بجوار باب المسجد، وكان ينبه على رجال الحراسة معه عدم الوقوف أمام المسجد والدخول للصلاة للمسجد وسط المصلين، وكان يؤكد عليهم ترك مساحة للأهالي حوله للجلوس فيها، وبعد انتهاء الصلاة كان يصافح جميع المصلين علي باب المسجد ويعانقهم.

وأضاف محمد صديق 64 عاما : لا ننسي أبدا واقعة استشهاده، فكان يوما عصيبا على القرية بأكملها، ولا أستطيع أن أنسى عويل النساء وصراخهم حتى الرجال كانوا يبكون كالنساء حزنا على خبر استشهاده، ويؤكد علمنا الخبر من التلفاز، لأن القرية بأكملها كانت تتابع الاحتفالات بالتلفاز لمشاهدة الرئيس وسماع خطبه وأحاديثه، ومع وقوع الحادث خرجت القرية عن بكرة أبيها في حالة صراخ وعويل.

وتحول منزل الرئيس الذي شيده بالقرية متحفا ومزارا سياحيا فبمجرد دخولك القصر تجد حديقة كبيرة مليئة بالأشجار والنخيل، ثم تدخل إلى مضيفة القصر التي لا تزال على سابق عهدها أيام الرئيس السادات حتي تظل تحتفظ بعبق التاريخ، ويضم المتحف 184 صورة متنوعة للرئيس البطل في مناسبات مختلفة ومتنوعة ما بين لقاءات رسمية واجتماعات عالمية ومجالس ودية وسط أهالي قريته.

ويضم المتحف بدلة الرئيس الذي ارتداها أثناء افتتاحه قناة السويس، والبدلة التي ألقى بها خطابه في الكنيست الإسرائيلي، وتوجد مكتبة تضم 236 كتابا منها ما كتبه الرئيس بنفسه، ومنها كتب أخرى كتبها مؤلفون عنه وعن بطولاته وعبقريته في حرب أكتوبر.