«أيوة أنا رميتها وارتحت منها دي كان عندها السكر وكده كده كانت ميتة، خلصت عليها عشان مشيها البطال وغسلت عاري بإيدي .. أنا اللى رميتها ومحدش ليه دعوة خليها تموت».. بهذه الكلمات صرخ الزوج المتهم وسط الأهالى بعد إلقاء زوجته من الطابق الرابع بسبب شكه فى سلوكها وبعد ارتكاب الجريمة وقف على شرفة المنزل يحتسي كوب شاى ويدخن سيجارة حتى وصلت الأجهزة الأمنية وألقت القبض عليه.
فى حارة على عمر المتفرعة من شارع عزام بمنطقة حدائق القبة، وقف الأهالى فى حالة ذهول بعد أن شاهدوا جثمان إحدى السيدات يطير فى الهواء وتصرخ من هول الألم بعد ارتطام جسدها النحيل بالأرض، تتلوى من هول الألم وفى الأعلى يقف الزوج فى بلكونة الشقة بالطابق الرابع يراقب زوجته وهى تصرخ من الألم ويدخن سيجارة ويحتسى كوب من الشاى.
تفاصيل مؤلمة يرويها الأهالى عن الحادث الذى وقع يوم الجمعة الماضية، دقت عقارب الساعة السابعة مساء وقف المتهم بقتل زوجته أحمد فى بلكونة الشقة يصرخ فى الأهالي مطالبهم بالابتعاد عن زوجته، بعد أن ألقاها، رافضا مساعدة أى شخص لها فى نقلها للمستشفى بحجة أنه غسل عاره وانتقم لشرفه.
تفاصيل الحادث يرصده صدى البلد، تقول إحدى الجيران: منذ عام ونصف حضر المتهم إلى تلك منطقة حدائق القبة ومكث فى البحث عن شقة للإيجار، وأثناء ذلك ساعده أحد الأهالي فى العثور على شقة بسعر متوسط، حتى وقعت تلك الجريمة .. تسكت جارة القتيلة لحظات وتذرف دمعة وتعود للحديث: ماتت الزوجة الصالحة ماتت أم ملك التى لم تترك زوجها لحظة واحدة، ولم تتخل عنه وهو فى أشد محنته أثناء عجزه، تلك الفتاة العشرينية معروفة بطيبة قلبها وحسن خلقها وأنها دائمًا تصوم يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع.
وتستكمل أنه فى تمام الساعة السابعة ونصف من منتصف يوم الجمعة الماضية، سمع أهالى المنطقة صوت صراخ يخرج من داخل شقة جارهم السائق أحمد الذي يقطن بصحبة زوجته، وبعد مرور 5 دقائق فوجئ الأهالى بالمتهم يلقى زوجته من الطابق الرابع، ويردد قائلًا: «أيوه أنا رميتها وارتحت منها دي كان عندها السكر وكده كده كانت ميتة، خلصت عليها عشان مشيها البطال وغسلت عاري بإيدي».
وتستكمل: لحظات قليلة ووصلت سيارة الإسعاف، وبعدها تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية وتم فرض كردون أمني حول المنطقة وتم إلقاء القبض على المتهم، وبعدها هرول الأهالى إلى المستشفى لإنقاذ زوجة المتهم، ولكن الأطباء أخبروهم بأن حالتها خطرة وبعد مرور ساعات لفظت أنفاسها الأخيرة.
أنهت صديقة القتيلة كلامها قائلة: «أم ملك» الزوجة الصالحة كما لقبها أهالى المنطقة، لم تترك زوجها لحظة واحدة، ولم تتخل عنه وهو فى أشد محنته أثناء تعرضه إلى حادث منذ عدة أعوام أسفرت عن إصابته بعجز فى قدمه، وبعد مرور شهور تعافى حتى أصبح يحرك قدمه.
وأكد الأهالى أن المجنى عليها معروف عنها وسط المنطقة بأدبها وحكمتها، لا تتحدث مع أحد وعندما تخرج من المنزل تضع عينها فى الأرض والجميع يشهد لها بحسن الخُلق، لا أحد فى المنطقة يعلم اسمها ولكن المقربين منها ينادي عليها باسم أم ملك، كانت تعاني من مرض السكر ولكن رغم ذلك كانت تصوم يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع.
وأضاف الأهالى أنه قبل الواقعة بثلاث ساعات خرج المتهم أحمد بصحبة زوجته وتوجه إلى منزل والدته بمنطقة الأميرية، وهو يحمل طفلته ملك وابنه ياسين الذي يبلغ من العمر عامين.. مرت 60 دقيقة، وأثناء وصولهم إلى منزل والدته وقعت مشادة كلامية بينهما وترك طفليهما مع والدته وعاد مرة أخرى إلى المنزل، وبعدها سمع الأهالى صوت صراخ يخرج من داخل الشقة، وفوجئوا خلالها بالمتهم يلقى زوجته من الطابق الرابع ويردد قائلًا: «خلصت عليكي وارتحت .. أنا اللي رميتها ومحدش ليه دعوة خليها تموت»، ووقف على شرفة المنزل يشرب شاي وفى يده سيجارة حتى وصلت الأجهزة الأمنية.
المتهم أحمد . م. سائق، معروف وسط المنطقة بطيبته ولكن فى الفترة الأخيرة بدأ فى تدخين السجائر وتناول المواد المخدرة، وكانت الزوجة تنصحه بالابتعاد عن المخدرات والاهتمام بتربية الأطفال.