حظيت وظيفة الكاتب بأهمية كبيرة لدي المصري القديم؛ لما يقوم به من أعمال كبيرة خاصة في كل من المعبد والقصر الملكي.
ورغم أن تمثال الكاتب المصري القديم هو الأشهر من حيث الدلالة علي ذلك،إلا أن هناك تماثيل كثيرة أخري تدل علي أهمية وظيفة الكاتب،ومنها تمثال الوزير منتوحتب بهية الكاتب في متحف الأقصر، والذي رصدناه أثناء جولتنا فيه.
سناء عبد العزيز مدير عام متحف الأقصر قالت أن التمثال مصنوع من الجرانيت الأسود،وعثر عليه في معبد أمون بالكرنك،وينتمي تاريخيا إلي الدولة الوسطي 1971 – 1936 ق.م.
وقالت أن هذا التمثال مصور وهو جالس علي إستعداد تام للكتابة،وقد أبدع الفنان في تصوير تفاصيل الجسد بدقة خاصة ترهلات البطن التي تظهر بوضوح،وللأسف التمثال فاقد الرأس.
وقد حمل اسم "منتوحتب" مجموعة من ملوك مصر في الأسرات الحادية عشرة والثالثة عشرة والسابعة عشرة، وهو مركب من مقطعين الأول منتو وهو اسم إله الحرب في مصر القديمة،والثاني حتب وتعني راضيًا أو منعمًا.
ويعدّ عصر الدولة الوسطى من أزهى عصور مصر الفرعونية، وسمي بعصر الرخاء الاقتصادي بسبب قيام ملوك الدولة الوسطي بالعديد من المشروعات لاستثمار الموارد الطبيعية من اجل النهوض بالبلاد.
ويكشف التمثال مدي أهمية وظيفة الكاتب فى مصر القديمة،بصورته التقليدية متربعا ويمسك لفافة البردي في حجرة أثناء الكتابة،وهي الهيئة التقليدية التي يظهر بها الكتبة عبر التاريخ المصري القديم.
وقد كان للكتبة دور أساسي في الحياة الفكرية والثقافية في مصر القديمة،وقد كشفت برديات عديدة أن الكاتب المصري كان أول من كتب القصة في التاريخ،وجمع عبر الكتابة بين الفن والفكر والعلم والخيال.