- فتاة تقدم علىلحس البشعة لإثبات براءتها من السرقة
- رجل يعترف بالسرقة بعد أن أصابت النار لسانه
- لا تقع البشعة تحت مظلة الشرع
اتهم أحد المواطنين في سيناء 4 أشخاص بسرقة كمية كبيرة من الذهب عيار 24 تقدر قيمتها بنحو 200 ألف جنيه، من بين المتهمين فتاة لا يتجاوز عمرها عن 14 عاما.
ولجأ المتهمون وعلى رأسهم الفتاة إلي البشعة لإثبات براءتهم من تهمة السرقة التي التصقت بهم، وأبدوا رغبتهم في لحس البشعة لإثبات براءتهم وعليه قام المبشع بعمل طقوس الخاصة بالبشعة وإشعال النار وترك أداة اللحس "البشعة" في النار لمدة نصف ساعة ثم قرأ الفاتحة.
وكان أول من أقدم علي لحس البشعة الفتاة كي تثبت براءتها من هذه التهمة التي لصقت بها، ثم تقدم بعدها الرجال واحدا تلو الآخر وجاءت النتيجة براءة الفتاة ولكن الطاسة أو البشعة كان لها رأي آخر مع أحد الرجال، حيث أصابت لسانه النار وظهرت حروق علي لسانه ووجه إليه المبشع الإدانة فقام المتهم واعترف بالسرقة.
وقال، عندي الذهب المسروق وأرشد عن مكانه باعتراف المتهم فأطفأ نار الانتقام والفتنة بين العائلات التي اتهمت بالسرقة.
ويؤكد المبشع عمير من الإسماعيلية أن رهبة الموقف تجعل نحو 60 % من المتهمين يتراجعون قبل لحس البشعة والاعتراف بجريمتهم، وإذا ظهرت براءة المتهم يمكنه أن يطالب عقد جلسة عرفية أخرى ولكن مع قاضي عرفي آخر للحصول على تعويض بسبب الادعاء الكاذب أما إذا كان مذنبا فيعقد له مجلس عرفي آخر حيث تنظر القضية بواسطة ثلاثة قضاة عرفيين آخرين لإصدار أحكاما قد تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه في بعض القضايا الكبرى.
وقال الشيخ محمد الصادق ماجستير في الشريعة الإسلامية إن ما يتعارف عليه بالمخالفة للشرع لا يقره الإسلام أو العمل به والأصل في الأحكام قول الرسول صلى الله عليه وسلم، البينة علي من ادعي واليمين علي من أنكر والشرع لا يعترف بأعمال البشعة ولكن إذا كان ذلك من أجل إقرار بالجرم فهي مقبولة.
وقال الحاج يحي محمد الغول قاضي عرفي من العريش إن البشعة تستخدم للترهيب فقط كي ننتزع اعتراف من الجاني بينما لا تقع البشعة تحت مظلة الشرع، فهي ليست نصوصا موضوعة في قواعد القضاء العرفي وإنما فراسة القاضي هي التي تحكم هذا الاختيار عند طلب الأطراف المتنازعة، لأنه في حالات عديدة يعتمد اللص علي جرأته في الإقدام علي البشعة كي يلحسها وهنا يكون بريئا ويقتنع المجني عليه بذلك لكن القاضي المحنك والخبير يمكن أن يرفض لمصلحة المجني عليه بحثا عن الحقيقة, وحتى لا تضيع معالم القضية المعروضة علي القضاء العرفي باللجوء إلي البشعة للفصل في الاتهام نتفادى ضياع الحقوق خاصة في القضايا التي يوجد فيها عدد كبير من المتهمين حيث يوجد من بينهم الجريء ولا يهمه عاقبة حلف اليمين وهو كاذب.
ويذكر سليمان عياط باحث في التراث أنه جرت العادة أن البشعة كانت سببا في حل نزاعات كثيرة ومعقدة بين قبائل البدو, وحقنت العديد من الدماء وخاصة في قضايا القتل، والبشعة ممنوعة من الاستعمال ليلا حتى لا يكون هناك مجال للشك كما أنها ممنوعة في شهر رمضان حتى لا تتحمل وزر إفطار الصائم.
وقال عبد المحسن إبراهيم بمركز الفلكلور الشعبي في شمال سيناء إن المبشع لا يعتبر قاضيا عرفيا بل أن عمله أشبه ما يكون بعمل الخبير أو بدور الأدلة الجنائية في أجهزة وزارة الداخلية، ويلجأ الأطراف إلي البشعة بعد الاتفاق علي ذلك خاصة في قضايا القتل والعرض والسرقة وقد يلجأ إلي الصلح في حالات السرقة بتقاسم المبلغ بينهما حفاظا علي كرامة المدعى عليه الذي قد تحرق لسانه النار.
ويقول الدكتور محمد سعيد لطفي دكتوراه في الطب جامعة عين شمس إن الشخص الواثق من نفسه لا تفرز الغدد لديه مادة الأدرينالين، وبالتالي يكون اللسان رطبا ولا تظهر عليه أثار الحروق أما الشخص الخائف أو المضطرب فتفرز غدده هذه المادة فيجف حلقه وبالتالي يظهر عليه أثار النار عقب لحسه البشعة والظاهرة تشبه كثيرا جهاز الكشف عن الكذب الذي يستخدم العامل النفسي ويستطيع الكثيرون التحايل عليه بالتدريب المستمر وكذلك الأمر في البشعة.