جدل حول إطلاق بعوض معدل جينيا للقضاء على الملاريا فى بوركينا فاسو

أعربت منظمات المجتمع المدنى فى بوركينا فاسو عن اعتراضها على مشروع /تارجت ملاريا/ او استهدف الملاريا الرامى الى إطلاق ناموس معدل جينيا بهدف القضاء على وباء الملاريا لانه من وجهة نظرها سيتسبب فى كارثة حقيقية على المدى البعيد.

وفى هذا الشأن قال الدكتور عبد الله دياباتى كبير باحثى /تارجت ملاريا/ - وهى منظمة غير ربحية هدفها القضاء على هذا الوباء القاتل فى بوركينا فاسو – فى حديث خاص أدلى به لصحيفة لوموند الفرنسية واوردته فى موقعها على شبكة الانترنت إن مبدأ هذه الحملة يقوم على إطلاق ذكر الناموس المعدل جينيا وبعد عملية التزاوج مع انثى الناموس العادية لن يتمكن هذا الجيل الجديد من الناموس المعدل جينيا من النضج بالشكل الذى يمكنه من نقل العدوى الأمر الذى من شأنه تحقيق غاية المنظمة المنشودة .

وأضاف الدكتور دياباتى إن ذلك سيسمح بتقليل عدد الناموس المتسبب فى نقل العدوى بشكل كبير وفى وقت قصير، الأمر الذى ينتج عنه القضاء على الملاريا تماما .. مشيرا إلى أن الطرق الحالية التى تتبعها حكومة بوركينا فاسو للقضاء على هذا الوباء الفتاك أثبتت عدم فعاليتها.

وأكد أن المشروع حصل فى سبتمبر الماضى على موافقة الوكالة الوطنية للأمن البيولوجى لإطلاق عدد من ذكر الناموس المعدل جينيا فى موقعين فقط للبحث بشكل مبدئي.

وتشكل الملاريا خطرا داهما على الصحة العامة فى بوركينا فاسو إذ تجاوزت عدد حالات الإصابة بها 8 ملايين حالة خلال عام 2016 فقط فيما بلغ عدد الوفيات الناجم عن الإصابة بها 21 ألف حالة.

وعلى الصعيد الدولى رأت منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بالملاريا بلغ 216 مليون حالة فى 91 دولة فى عام 2016 بزيادة قدرت بخمسة ملايين حالة مقارنة بعام 2015 .

وتسببت الملاريا فى وفاة 445 ألف شخص فى عام 2016 علما بأن 90 % من حالات الإصابة بها و91 % من الوفيات الناجمة عنها وقعت فى أفريقيا وحدها .

ومن المقرر إطلاق ما يقرب من 10 آلاف بعوضة معدلة وراثيا خلال الأشهر القليلة المقبلة على سبيل التجربة فى منطقتى بانا وسوروكودينجان الأمر الذى من شأنه المساعدة على التوصل لمعلومات تتعلق بمعدلات الحياة اليومية لذكر البعوض المعدل وراثيا وحركته بوجه عام.

ومن المنتظر أن تسهم هذه التكونولوجيا الحديثة فى القضاء تماما على الملاريا.. وكان الدكتور دياباتى قد أكد أن هذا المشروع لا يشكل أية خطورة على الإنسان والحيوان والطبيعة بوجه عام إلا أن منظمات المجتمع المدنى ماتزال متشككة فى فعاليته ومدى تأثيره السلبي على البيئة على المدى البعيد .