الراحل العظيم أحمد فؤاد نجم كتب مقال يستشهد فيه بجملة "تصدق وتؤمن بكام" ليوضح مدى تغير الذمم والأخلاقوالأعرافعند بعض الشخصيات بمقابل ما يحصلونعليه، وعندما تتجول فى سطور المقال تنحنى لعبقرية شاعرنا الفريد نجم، وفى هذه المرحلة نطالب بعودة نجم إلى الحياة ليقيم لنا كثيرين ممن تتغير آراءهموفقا لما سيحصلون عليه من ماديات ومناصب وتزكيات ايا كان نوعها.
فى هذا الزمن الغريب أصبحت الموروثات الأخلاقية موضة قديمة إذا اقتضت الضرورة وصفها بذلك وتصبح فى نفس ذات الوقت تاريخ واصول وعلم إذاتطلب الأمرذلك وعلى لسان نفس الشخص الذيتتذبذب أقوالهوفقا للشباك الذى يهل منه نسيم الصباح أيا كان نوعه اخضر احمر ودائع.
الحقبة الحالية توصفبـ المهزلة الأخلاقيةفقد جمع شاب مقالات لشخصيات معروف عنها انها تسير فى الركب ووفقا لمنظومة يعرفونها جيدا.. المهم هذا الشاب جمع مقالات متعددة على فترات متفاوتة ووضعها تحت المقارنة والمجهر وللعجب العجاب وجد ان نفس الكاتب الذى هاجم نفس الشخصيات واتهمها بما لا تتهمبه عاهرة قد دافع عنها ووصفها بوصف البتول.
ومع اختلاف تواريخ القذف والمدح اتضح ان الماديات والمناصب كانت وراء هذا التغير المفجع فهو حينما سن قلمه واعتلى المنبر ليهجوهم كانوا لاحول لهم ولاقوة أومنبوذين من القيادة السياسية أو من السلطة الحاكمة؛ وعندما مدح وفاض فى المدح كانوا على قمة الهرم سواء الوظيفى أو المادى أو السلطوى.
هذا الشاب حينما أرادان يبرز هذه التناقضات للكل اغتالوه فكريا واتهموه بالعمالة ولم يتركوه الا وقد اعلن استسلامه وتركه المهنة بل والبلد كلها . ومن خلال ما قيلعن نوعية كتاب عاش الملك مات الملك ومن على شاكلتهم ؛ يتأكد لنا عبقرية فؤاد نجم فى وصف هذه النوعية ممن يطلق عليهم للاسف نخبة أو صفوة فهو قد اعطاهم وصفا ينطبق كلية عليهم ان لم يكن مفصلا تفصيلا عليهم.. فهم يقيسون مايقولون بقدر ما يأخذونويزيدوه حلفا بأغلظ الأيمانبأنهم صادقون فيما يتحدثون عنه وله وبه .
نجم عندما قال تصدق وتؤمن بكام كان من العبقرية بأن يترك جملة تدرس فى أرقىمدارس الحياة وجامعاتها فهى جملة مانعة جامعة تأخذ معانيها من أشخاصجعلوا همهم هو التقرب ممن بيدهم الأمور، وايضا تصف حال شريحة من رجال الميديا لاتتغير مبادئهم غير السوية بتغير الاشخاص ولكنها تتغير بتغير المناصب والاوضاع المادية والسلطوية .. سلاما على شاعرنا نجم الغائبالحاضر ؛ وخلص الكلام على أصحابالمبادئالاستيكية والقيم اللولبية والوجوه المهلبية ؛ ولكى الله يابلدى ولنا الصبر.