تعتبر قرية بلاط الفرعونية إحدى القرى التي تمتد جذورها لآلاف السنين بدءا من العصور الفرعونية ومرورا بالعصور الرومانية والإسلامية والعثمانية وانتهاء بالعصور الحديثة وبمرور الوقت انضمت إلى قائمة التراث العالمي باعتبارهما من الآثار العالمية الفريدة.
وسميت بلاط بهذا الاسم لأنها كانت مقرا للبلاط الملكي في العصر العثماني وقد تجسدت العمارة والفنون العثمانية في جميع مبانيها فهي مدينة إسلامية متكاملة بشوارعها ودروبها وحواريها ومنازلها ومن الطريف أن المدينة شيدت بالكامل فوق ربوة عالية عن سطح الأرض حتى يتمكن السكان من رؤية الأعداء قبل الاقتراب منهم بمسافة كافيةفضلا عن حماية المنازل والمنشآت التي أقيمت من الطوب اللبن من تسرب المياه الجوفية علاوة على أن ارتفاعها يساهم في زيادة التهوية وانخفاض درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف.
يقول عبد الوهاب ذخيرةرئيس مركز بلاط الأسبق يرجع تاريخ بلاط للعصور الفرعونية فعلى جدرانها صور ورسومات للإنسان المصري القديم بعدما استقر على ضفاف وادي النيل وعرف الزراعة واستأنس الحيوان حيث تصور تلك الرسومات النخلة والحيوانات والدواب ولا تزال تلك الآثار خالدة على مقابر بلاط الفرعونية وتقع على بعد كيلو متر واحد من قرية بلاط الحالية حيث توجد 6 مصاطب مرفوع عليها بعض البنايات لمقابر رومانية وأخرى لمقابر ترجع إلى الأسرة السادسة الفرعونية عام 2420 ق.م. كما توجد بها مقبرة حاكم المنطقة ومسلتان صغيرتان ومصطبة خنتيكا المعروفة باسم قلاع الضبة.
وأوضح أن بلاط تحتوى على آثار نادرة ترجع إلى العصر الإسلامي في مقدمتها بلاط الإسلامية وتقع فوق ربوة عالية وشوارعها ضيقة ومسقوفة من خشب الدوم والنخيل ومقسمة إلى شوارع ملك لعائلات القرية و تحمل علي أبوابها نقوش من الخشب مكتوب عليها اسم العائلة وتاريخ البناء وآيات من القرآن الكريم وبجوار بلاط توجد قرية البشندى وبها مقبرة كتيانوس وهي مقبرة من الحجر الرملي وبها نقوش تمثل الموت والتحنيط والبعث والحساب أثناء العصر الروماني والمقبرة تحمل اسم حاكم روماني بمنطقة الواحات أما عن الآثار الإسلامية فتشتهر قرية البشندى بوجود ضريح الشيخ البشندي التي سميت باسمه وكان شيخ القرية في العصور التركية وبني مقبرته من أحجار معبد فرعوني قديم كان موجود بالقرية وكانت تستعمل كمصلي وكتاب لتعليم القران الكريم واللغة العربية والحساب لأطفال المدينة مشيرا إلى أن واحة بلاط تمثل جانبًا مهمًّا في تاريخ مصر .