الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أم سيادة !!


ذلك كان اسمها (سيادة ) وكأنه قد أعطاها كل معانيه فقد كانت ذات سياده فى الجمال وخفة الروح والتألق وكلما تكبر يزداد حسنها ويتهافت عليها شباب المنطقة وشباب أهل بلدتها وكل من يراها. وبذلك الإقبال تزداد سيادة سيادة فوق سيادتها . أبوها كان رجلا طيبا له غيرها ابنة وثلاثة أبناء لم ينالوا تعليما عاليا ولكنهم حظوا بقدر يسير منه . 

أم سيادة كانت مثال للأم الطيبة الراضية المحبة لأبنائها وخاصة سيادة. جمال سيادة المبهر تجعلها تشعر بغرور أضيف إليه صغر سنها الذى جعلها متلهفة على أن تصبح عروس ويتحدث الكل عنها وعن جمالها وهى فى الكوشة وكأنها ملكة، اختار لها ابوها العريس ولم ترفض وفرحت وزفت إليه وكان شابا ذا ملامح جميلة وأخلاق أجمل وعاشت معه سبع سنوات أنجبت له بنتبن ورثا وزادا من حسنهما على حسن أمهما درجات ودرجات.

كان الزوج محبا وطيبا وحنونا لدرجة أنه لم يسألها أين تذهب ومن أين جاءت وإلى أين ستتوجه .. خرجت سياده إلى السوق وإلى المدرسة وإلى الحياة التى حرمت منها لحرص أبويها وأخوتها عليها وفى كل خطوة تخطوها كانت تجد الأعين معلقة بها والألسن تغازلها والكل يلهث عليها ويهمس فى أذنها ويعطى لها مما عنده من حلويات وفواكه وخضراوات بكثرة وهى تسعد لكونها مميزة ومسيطرة عليهم كلهم بلا استثناء، بخروج سيادة من بيتها لم يعد زوجها يرضيها وأصبحت تشمئز منه وتقارن بين طريقته فى معاملتها وبما تسمعه من عبارات تذوب دلالا وسعادة. 

كثرت مشاكل سيادة مع زوجها وتحولت حياتها إلى جحيم، وتدخل القريب والغريب ولم ينجحوا فى إصلاح ما بينهما وفشلت كل المحاولات ووقع بينهما ابغض الحلال وعادت إلى بيت ابيها واخذ هو ابنتيه وكان هذا شرطه الوحيد مقابل تنازله عن كل شىء وهبه لها عن طيب خاطر.

وبعودتها إلى أهلها عادت إلى دائرة التحكم وتضييق الخناق وسؤال الصغير والكبير لها عن كل شىء وأى شىء .كلما ازداد الخناق عليها ازدادت هى عندا فى مقاومة سلطة أهلها عليها وكذبا عليهم وإيجاد وسائل ملتوية للخروج من مأزق الأسر الأسرى. تقدم لها كثيرون وترفض ويكره أهلها رفضها ولكنهم لا يملكون إجبارها على القبول.

طلب أبيها من أمها التقرب لها ومحاولة احتوائها فهى لاتزال طفلة لم تصل إلى العشرين رغم كونها أما لبنتين، سخرت امها من هذا الطلب مؤكدة انها لم تبعد عنها طيلة عمرها فكيف تتقرب منها وهى ملتصقة بها!! عندما وجد ابيها ان ابنته تبعد وتتباعد عنهم وان اخوتها يمعنوا فى التحكم بها حاول هو ان يرضيها و يسترضيها فعرض عليها ان تتولى امور المنزل وتأخذ منه راتبه كل اول شهر وتنفق عليهم جميعا فى بادىء الامر فرحت جدا وقبلت يد ابيها ووجهه وشكرته على ثقته الغالية بها ولكنها لم تواصل اسعاد ابيها وعادت الى المربع صفر وزاد تهامس الناس عليها وتنابز هم واصبحت اصابعهم تشير الى جار لها زوج واب لاخرى ولكنهم تحدثوا عن علاقة آثمة تربطه بصاحبة السيادة سياده المشكوك فى أمرها والمغضوب عليها من بنات جنسها الحاقدات عليها وعلى ميراثها من الجمال والدلال .
وتصحو المنطقة ذات يوم على صراخ وعويل وبوليس واسعاف معلنين انتحار سيادة وآخرين يتحدثون عن قتلها . وبين الاثنين تجلس امها تبكى وتنهار وتحدث كاتبة القصة وتقول لها لم تنتحر بل قتلت قتلها ابيها واخيها الكبير وخالها وفى هذا اليوم الحزين اطلعونى عن نيتهم وخيروني بين الصمت وبين قتلى معها وكنت من الخسة بأن رضيت بحكمهم عليها وتركهم ينفذون جريمتهم الشنعاء وكان صوتها وترجيها لهم بأن يتركوها تعيش وقسمها لهم أنها شريفة ولم تقترف اية معاصى وان كل مايقال عنها افتراء وكذب وحقد ،قتلوها ولم يرحموها وبعدما أتموا جريمتهم أشعلوا فيها النيران ليواروا سوأتهم ويخلوا معالم جريمتهم التى تواطىء معهم وكيل النيابة وحرر واخرجهم كلهم وتركهم يعيشون وقال لابيها :انا حطيت نفسى مكانك ولو بنتى كانت بتعمل زى بنتك ومبتحافظش على شرفها كان لازم اموتها وامسح عارها واتخلص من دنسها ، صرخت فى وجهه مؤكدة له ان ابنتى شريفة وان غيرة الجيران والأهل منها هى التى سوأت سمعتها وانها لم تنتحر فقد قتلت قتلها ابيها واخى واخيها ، ولكنه نظر لى نظرة نزعت عنى ملابسى وشعرت انه يقول لى اكيد انتى زيها ماهى اكفى القدرة على فمها مش مجرد مقولة او مثل ولكنها حكمة بليغة تؤكد ان البنت لامها. 
.
ماتت سياده يااهل المنطقة وتركتها لكم وتركت بنتان حكم عليهما بأن يقولوا ان امهم ماتت كافرة .تصمت ام سيادة وتمضى الايام والسنون ولاتنتهى اقاويل الناس عن سياده ومناجاة ابيها لربه بأن يسامحه ويغفر له ولها ومناداته لابنته ليل نهار بأن تقول لربها ان يسارع خطى أبيها اليها تنازعه امها هذا الدعاء بآخر تطلب فيه ان يباعد بين ابنها وزوجها وأخاها وحبيبتها سياده ويجمعها بها فى عليين ويغلق عليهم من قتلوا بنتها ابواب الجحيم..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط