أسعدني الحظ بلقاء المرحوم الشيخ محمد الغزالي أكثر من مرة وهو من أطيب الناس وأكثرهم تواضعا رغم أنه من أكبر علماء العصر الحديث وأكثرهم تجديدا للفكر الإسلامي وعُرف عنه الإعتدال والبعد عن الغلو والتشدد في الدين وأشتهر بأسلوه الأدبي الرائع والسرد البديع في كتابة كتبه الكثيرة ولٌقب بأديب الفكر الإسلامي .. ألف رحمة ونور عليه .. أما عن كتبه الكثيرة فحدث ولا حرج ورغم وفاته عام 1996 الا أن كتبه مازالت حية بيننا ومنها على سبيل الذكر لا الحصر .. عقيدة المسلم وهو الكتاب الذي أجاب فيه على الكثير من الأسئلة التي تحيط الفكر البشري ككل .. وأيضا كتاب جدد حياتك .. وهو عبارة عن عدد من الرسائ التي أرسلها الشيخ الغزالي للعقل الذي يريد أن يبني حياته بشكل إيجابي من أجل سعادة وراحة بال قد يعيش الإنسان يبحث عنها طوال حياته يبحث عنها ولا يجدها بسبب جهله .. وكتاب جدد حياتك كتبه الشيخ الغزالي بعد أن أنهى قراءة كتاب دع القلق وابدأ الحياة للكاتب ديل كارينجي ورغم إعجال الشيخ الغزالي بالكتاب إلا انه إكتشف أن هذه النصائح التي جاءت في كتاب كارينجي هي في الأصل من قلب الدين الاسلامي وكلها تجلب راحة البال والهدوء والسعادة .. وأيضا من كتب المرحوم محمد الغزالي كتاب كيف نتعامل مع القرآن ..وكتاب الطريق من هنا وكتاب دستور الوحدة الثاقفية بين المسلمين وكتاب السنة النبوية بين أهل الفقة وأهل الحديث وكتاب التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام .. وكتاب الإسلام المفترى عليه.. بين الشيوعيين والرأسماليين وهذا الكتاب هو أحد خمسة كتب كتبها الشيخ الغزالي قبل ثورة 1952 م وأراد بها أن يحذر ن الشيوعية بمذهبها الاقتصادي ومن الرأسمالية بفوارقها الضخمة والجائرة وحاول توضيح الصورة الصادقة للدين والروح العامة لأركانه والموقف من الأفكار الاقتصادية المختلفة .. وهنا نأتي لموضوع المقال أو فكرته .. الشيخ الغزالي رحمة الله عليه ذكر في كتابه (الاسلام المفترى عليه ) ..: أن أغيناءنا للأسف الشديد والعميق إذا قورنوا بأغنياء البلاد الأخرى يعتبرون أخس أغنياء العالم .. وبعد ذلك في الكتاب مقارنة بين أغنياء العالم الغربي وأمريكا مثلا ومواقفهم تجاه قضاياهم سواء القومية والاجتماعية والإنسانية وكيف هم رجالا يرعون شعوبهم وينصفون أتباعهم وينهضون بالأحمال الثقيلة التي تلقى عليها .. أما أغنياؤنا فهم أشد إسرافا في ملذاتهم الشخصية وأشدهم بُخلا وضنا على شئون الوطن والمجتمع .. وكأن واعزا خفيا يوحي لهم بأنم جمعوا ثرواتهم من باطل وينبغي أن تنفق في مصارف السحت والفجور وحدها .. ولذلك قلما تظفر بها نواحي البر ووجهات الخير على طول الانتظار وحرقة الظمأ ..ثم يكمل الشيخ الغزالي في المقارنة ويقول : هؤلاء الأغنياء الذي أثروا من جيوب الشعب وإنتفخوا على مسغبته وهم يشاهدون النوائب الطامة تنزل به وألوان البأساء والضراء تتساقط عليه فلا تزيدهم هذه الأحزان المترادفة الا كزازة يد وقسوة قلب .. فأي مودة تبقى في قلوب الشعب لأولئك الذين سرقوه .. (من كتاب الإسلام المفترى عليه للشيخ محمد الغزالي ص 122) وما أشبه الليلة بالبارحة .. وللأسف فعلا أن أغنياء وأثرياء بلادي قٌساة القلوب ولا يهمهم ما يحدث حولهم من مآسي وعذابات ولا يبادرون الى بذل أي جزء ولو قليل من أموالهم في سبيل خدمة مجتمعهم ووطنهم مصر حتى ولو من باب برو العتب ورد الجميل ولا تجد أحد منهم مثلا يتبرع ببناء 10 فصول مدرسية أو فصل واحد أو بناء مدرسة أو مدرستين تساهم في تقليل الكثافة العالية جدا في فصول المدارس الحكومية ولا المساهمة في بناء مستشفى أو مبرة خيرية لعلاج غير القادرين .. ولا نغفل في هذا المقام أن نؤكد أن هناك من رجال المال والأعمال من يفعلون الخير ويحاولون خدمة المجتمع الا إنه ليس بالقدر الكافي .. وهنا أنتهز الفرصة وأوجه الدعوة لرجال المال والأعمال بمصر وكثيرا منهم لهم مساهمات كبيرة في العمل الأهلي وخدمة المجتمع ولهم مؤسسات ثقافية ترعى الموهوبين .. أتمنى منهم أن يقتطعوا جزء لصالح بناء فصول دراسية من الـ 250 الف فصل التي نحتاجها لحل مشكلة الكثافة الطلابية .. والدعوة موجهة ايضا لكل من يستطيع المساهمة في ذلك والتبرع ببناء فصول مدرسية في كافة المدارس الحكومية لحل أزمة الكثافة الطلابية العالية جدا والتي كانت السبب فيما ذكره السيسي في منتدى شرم الشيخ من أنه سيقوم ببناء الـ 250 الف فصل دراسي حتى لو إقتطعها من العلاوة الدورية للموظفين وكلامه ربما على سبيل المجاز إلا أنه أقلق الموظفين وأزعجهم .. وأتمنى من رجال المال والأعمال جميعهم تبني مبادرة إبني فصل دراسي وساهم في تطوير التعليم وإصلاح منظومة التعليم خاصة في المدارس الحكومية .. والله المستعان
الشيخ محمد الغزالي .. ورجال المال

أسعدني الحظ بلقاء المرحوم الشيخ محمد الغزالي أكثر من مرة وهو من أطيب الناس وأكثرهم تواضعا رغم أنه من أكبر علماء العصر الحديث وأكثرهم تجديدا للفكر الإسلامي وعُرف عنه الإعتدال والبعد عن الغلو والتشدد في الدين وأشتهر بأسلوه الأدبي الرائع والسرد البديع في كتابة كتبه الكثيرة ولٌقب بأديب الفكر الإسلامي .. ألف رحمة ونور عليه .. أما عن كتبه الكثيرة فحدث ولا حرج ورغم وفاته عام 1996 الا أن كتبه مازالت حية بيننا ومنها على سبيل الذكر لا الحصر .. عقيدة المسلم وهو الكتاب الذي أجاب فيه على الكثير من الأسئلة التي تحيط الفكر البشري ككل .. وأيضا كتاب جدد حياتك .. وهو عبارة عن عدد من الرسائ التي أرسلها الشيخ الغزالي للعقل الذي يريد أن يبني حياته بشكل إيجابي من أجل سعادة وراحة بال قد يعيش الإنسان يبحث عنها طوال حياته يبحث عنها ولا يجدها بسبب جهله .. وكتاب جدد حياتك كتبه الشيخ الغزالي بعد أن أنهى قراءة كتاب دع القلق وابدأ الحياة للكاتب ديل كارينجي ورغم إعجال الشيخ الغزالي بالكتاب إلا انه إكتشف أن هذه النصائح التي جاءت في كتاب كارينجي هي في الأصل من قلب الدين الاسلامي وكلها تجلب راحة البال والهدوء والسعادة .. وأيضا من كتب المرحوم محمد الغزالي كتاب كيف نتعامل مع القرآن ..وكتاب الطريق من هنا وكتاب دستور الوحدة الثاقفية بين المسلمين وكتاب السنة النبوية بين أهل الفقة وأهل الحديث وكتاب التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام .. وكتاب الإسلام المفترى عليه.. بين الشيوعيين والرأسماليين وهذا الكتاب هو أحد خمسة كتب كتبها الشيخ الغزالي قبل ثورة 1952 م وأراد بها أن يحذر ن الشيوعية بمذهبها الاقتصادي ومن الرأسمالية بفوارقها الضخمة والجائرة وحاول توضيح الصورة الصادقة للدين والروح العامة لأركانه والموقف من الأفكار الاقتصادية المختلفة .. وهنا نأتي لموضوع المقال أو فكرته .. الشيخ الغزالي رحمة الله عليه ذكر في كتابه (الاسلام المفترى عليه ) ..: أن أغيناءنا للأسف الشديد والعميق إذا قورنوا بأغنياء البلاد الأخرى يعتبرون أخس أغنياء العالم .. وبعد ذلك في الكتاب مقارنة بين أغنياء العالم الغربي وأمريكا مثلا ومواقفهم تجاه قضاياهم سواء القومية والاجتماعية والإنسانية وكيف هم رجالا يرعون شعوبهم وينصفون أتباعهم وينهضون بالأحمال الثقيلة التي تلقى عليها .. أما أغنياؤنا فهم أشد إسرافا في ملذاتهم الشخصية وأشدهم بُخلا وضنا على شئون الوطن والمجتمع .. وكأن واعزا خفيا يوحي لهم بأنم جمعوا ثرواتهم من باطل وينبغي أن تنفق في مصارف السحت والفجور وحدها .. ولذلك قلما تظفر بها نواحي البر ووجهات الخير على طول الانتظار وحرقة الظمأ ..ثم يكمل الشيخ الغزالي في المقارنة ويقول : هؤلاء الأغنياء الذي أثروا من جيوب الشعب وإنتفخوا على مسغبته وهم يشاهدون النوائب الطامة تنزل به وألوان البأساء والضراء تتساقط عليه فلا تزيدهم هذه الأحزان المترادفة الا كزازة يد وقسوة قلب .. فأي مودة تبقى في قلوب الشعب لأولئك الذين سرقوه .. (من كتاب الإسلام المفترى عليه للشيخ محمد الغزالي ص 122) وما أشبه الليلة بالبارحة .. وللأسف فعلا أن أغنياء وأثرياء بلادي قٌساة القلوب ولا يهمهم ما يحدث حولهم من مآسي وعذابات ولا يبادرون الى بذل أي جزء ولو قليل من أموالهم في سبيل خدمة مجتمعهم ووطنهم مصر حتى ولو من باب برو العتب ورد الجميل ولا تجد أحد منهم مثلا يتبرع ببناء 10 فصول مدرسية أو فصل واحد أو بناء مدرسة أو مدرستين تساهم في تقليل الكثافة العالية جدا في فصول المدارس الحكومية ولا المساهمة في بناء مستشفى أو مبرة خيرية لعلاج غير القادرين .. ولا نغفل في هذا المقام أن نؤكد أن هناك من رجال المال والأعمال من يفعلون الخير ويحاولون خدمة المجتمع الا إنه ليس بالقدر الكافي .. وهنا أنتهز الفرصة وأوجه الدعوة لرجال المال والأعمال بمصر وكثيرا منهم لهم مساهمات كبيرة في العمل الأهلي وخدمة المجتمع ولهم مؤسسات ثقافية ترعى الموهوبين .. أتمنى منهم أن يقتطعوا جزء لصالح بناء فصول دراسية من الـ 250 الف فصل التي نحتاجها لحل مشكلة الكثافة الطلابية .. والدعوة موجهة ايضا لكل من يستطيع المساهمة في ذلك والتبرع ببناء فصول مدرسية في كافة المدارس الحكومية لحل أزمة الكثافة الطلابية العالية جدا والتي كانت السبب فيما ذكره السيسي في منتدى شرم الشيخ من أنه سيقوم ببناء الـ 250 الف فصل دراسي حتى لو إقتطعها من العلاوة الدورية للموظفين وكلامه ربما على سبيل المجاز إلا أنه أقلق الموظفين وأزعجهم .. وأتمنى من رجال المال والأعمال جميعهم تبني مبادرة إبني فصل دراسي وساهم في تطوير التعليم وإصلاح منظومة التعليم خاصة في المدارس الحكومية .. والله المستعان