قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ادينى حسنة وأنا سيدك!!

×

يقال إن سيدًا من الأسياد الأتراك قد ذهب ماله وسلطانه وزال عنه صولجانه وأصبح لا يملك حولا ولا قوة؛ ولحبه الشديد فى السلطة والتحكم هداه تفكيره إلى حيلة تمكنه من إصدار الأوامر والنهى والأمر.

ألا وهى شراء مجموعة من الأوانى الضخمة ويقوم بملئها مياه كل يوم ويضعها فى الصباح الباكر أمام منزله ويجلس بجوارها على كرسيه الفخم الذى تبقى له من الزمن الجميل ؛ واضعا قدما على أخرى ؛ ويمسك بيد سيجارة وبالأخرى مذبة يذب بها الذباب عن وجهه ويمارس مهام صولجانه الجديدة؛ التى تتمثل فى نهر كل من يشرب وتوجيهه إلى الإناء الصحيح كما يرى ويريد السيد التركى.

فكلما يقترب أحد ينظر إليه صاحبنا التركى ويقول بلهجة المعز المذل: هذا الإناء ليس من أجلك، إنه من أجل الصنايعية ؛ والآخر من اجل المدرسين ، والذى يليه من أجل السيدات، والذى يلى مايليه للتلاميذ والآخر للاطفال وهكذا ، وبالطبع كان يُزيل من توجيهاته بسباب وقذف وصوت آمر ناهى .. ذلك هو حال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فهو يستغل كل المواقف وأى موقف من أجل أن يقول للعالم أجمع أنا مازلت السلطان العثمانى القادم وأنا سليل امبراطورية آل عثمان التى ملكت العالم كله فى فترة من فترات التاريخ الحديث.. وليس هذا ما يتحدث عنه فقط بل إن أردوغان تاجر واع يعرف كيف يجلب الأموال إلى خزينته وكيف يبعد أى سماسرة عن بلده فى حال لم يدفعوا وهم صاغرين.. أردوغان لا يمانع ولا يرفض أي عرض يحقق له اهدافه واهمها بالطبع ان يظل صمام امان اوربا من جهة الشرق مقرونا بوجوده وبقاءه واستقرار حكمه. اردوجان اثبت فى كل المراحل التى مرت بها منطقتنا المأسوف عليها انه المنتصر الاوحد من الازمات وانه حرباء تتلون وفقا لطبيعة الضوء ومصدره. فالمتتبع لما مرت به منطقة الخليج بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة يجد ان العم اردوجان كان من الذكاء والدهاء بحيث لم يترك الغرب يعبث ويغتنم شىء الا وقاسمه فيه او ساومه بل وهدده ليحصل على مراده ونصيبه من اى كعكعة تخبز وتزين وتقطع على المغتصبين المستفيدين وهو بالطبع واحدا منهم . التاجر التركى لاتوجد لديه موانع ولا محظورات ولا ممنوعات مادام العرض سخى والمقابل وفير .. والواضح ان منطقتنا عاشت فى دورين أحدهما انتقاد التاجر اذا ما استطاعوا لذلك سبيلا فان لم تتهيأ لهم فرص اظهار نقدهم والتصريح به لاسباب علنية وخفيه كان لزاما عليهم ان يعيشوا الدور الثانى وهو ان يعطوا الحزية عن يد وهم صاغرين ليزداد بك تعملق التاجر وتتوسع مطالبه ويستفيد ويفيد ..ويظل كاتبى السيناريو الهزلى لمنطقتنا المرثية مواصلين عملهم بجدية وهمة لاخر قطعة خبز وقطرة مياه وبقعة بترول موجودة فى اراضى المنطقة المتكالب عليها الذباب كتكالبهم على قصعة الفتة.