يعد باب الشعرية، أحد أشهر وأعرق أحياء القاهرة، كان سكنا لوجهاء المدينة فى أول الأمر، ثم أصبح حي أصحاب الحرف والتجار والفنانين، لم يكن باب الشعرية مجرد تجمع لمهن مختلفة، بل كان يمثل مكانا يجتمع فيه فيه كل الأجناس.
سبب تسميته بـ"الشعرية"
قال "المقريزى" في خططه أن اسم "باب الشعرية" يرجع إلى طائفة من البربر المغاربة،
يقال لهم "بنو الشعرية" جاءوا للقاهرة وسكنوا الحى ومن ثم أطلق عليه حى "باب
الشعرية".
موقعه غير مألوف
يقع جزء من حي باب الشعرية داخل أسوار القاهرة الفاطمية والجزء الآخر خارجها، وكان الخليج المصرىيقطع قسم باب الشعرية من الجنوب للشمال قاسما إياه الى منطقتين: المنطقة الشرقية (تجاور قسم الجمالية، ويحدها شارع الحسينية من الشرق)، والمنطقة الغربية المتاخمة لمنطقتيالموسكى والفجالة.
من علية القوم لأصحاب الحرف
كان باب الشعرية بمثابة بوتقة انصهر فيها أناس من أجناس مختلفة، حيث كان سكنا لوجهاء المدينة فى أول الأمر، ثم أصبح بمرور الزمن حيا لأصحاب الحرف والتجار والفنانين.
وخلال العهد العثماني وحتى
قدوم الحملة الفرنسية، كان بعض أمراء
المماليك والوجهاء يقطنون بيوتا عظيمة تطل على الخليج المصري وبركة
الرطلى، بينما يسكن العامة فى الأحواش والوكالات التي تُقفل عليها أبواب الحارات
خلال الليل، وظلت عدة عائلات كبيرة تقيم فى باب الشعرية حتى أوائل القرن العشرين،
مثل عائلات الشيخ العروسى، والشيخ القويسنى، والحريرى، والشوبرى، وفيما عدا
البيوت الكبيرة الواقعة على شاطئ الخليج والبرك، كان القسم يعتبر مسكن الحرفيين،
ونظراً لوقوع جزء كبير من باب الشعرية خارج أسوار القاهرة، فقد تمركزت به المهن
المضرة بالبيئة التي لم يكن مسموحا بممارستها داخل أسوار المدينة: مثل المخابز
والمسابك التى تسبب أدخنة كثيفة، ومحال الجزارة والمذابح التي تنتج روائح كريهة،
بالإضافة إلى المهن التى تحتاج لمساحات واسعة مثل تسويق الحبوب والفاكهة.
مشاهير الحى
سكنت باب الشعرية كذلك طوائف من الأجانب مثل اليونانيين، والإيطاليين، والأرمن، وطائفة من اليهـود عملت بتجارة الذهب، وكان الأجانب يقيمون فى الحي ويعملـون فى الأحياء المجاورة، وعند رحيلهم، بدأ الوافدون الجدد يشترون متاجرهم ويحلون محلهم فى بيوتهم.
ومن مشاهير حي باب الشعرية نجد الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي وُلِد فى القسم عام 1893 ميلادية، والممثل والصحفى الساخر يعقوب صنوع، والفنان شفيق جلال، والفنانة مها صبرى.