قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عفوا أيها الرجل ..


عفوا أيها الرجل، عفوا يا سوبر مان، قصدي يلّي كنت سوبر مان، قبل ما تخرج علينا سميرة سعيد بألبومها الأخير(سوبر مان 2018)، والذي تضمن أغنية بنفس الإسم والتي وضع كلماتها "شادي نور" ولحنها "بلال سرور"،

الأغنية وإن كانت تحمل طابعا فكاهيا كوميديا، إلا أنها من وجهة نظري تحمل الكثير من السب والقذف للرجل، وهذا ما لم نعتد عليه في أغانينا بل وفي ثقافتنا بصفة عامة، فالرجل المصري كان وسيظل يحتفظ بوقاره وهيبته، ولن نقبل _نحن الرجال_ إهانة الرجل بأي حال من الأحوال حتى ولو على سبيل (الإفيه)،

ولا أدري كيف وافقت المصنفات الفنية على هذا النص، حيث يمكن أن تفتح هذه الأغنية الباب أمام المزيد من الشتائم في حق الرجال بدعوى أنها فكاهة وكوميديا وأغان مرحة، حتى يفقد الرجل ما بقي له من كرامة، وسأعرض لحضراتكم مقطعا قصيرا من كلمات هذه الأغنية:

بقي دة اللي كان طيب و حنين .. و رومانسي كمان
كان هو العاشق الولهان.. كان بيحب الدنيا وكله حنان
كان سندي و ضهري وليا أمان ...
بقى بارد جدا .. بقى دمه تقيل .. بقى ندل قوي و طماع و بخيل
البيه اللي عامل إنه مؤدب و جميل .. بيجيلي مدروخ نص الليل
بقى كسلان و مأنتخ .. و كرشه قصاده شبرين .. قاعد ياما هنا ياما هناك
بقى منكوش و مبهدل .. شخص كئيب و حزين .. نكدي و سلبي و عصبي و شكاك...

كلمات تحمل قدرا كبيرا من القُبح، ولا شك أن كلمات الأغاني ونصوص المسلسلات تؤثر تأثيرا كبيرا بالسلب أو الإيجاب في سلوكياتنا في الحياة اليومية، وأعتقد أن الأغاني أقوى تأثيرا من المسلسلات والأفلام حيث أن كلمات الأغاني قصيرة وموزونة نسبيا مما يُسهل حفظها خاصة إذا كان اللحن بسيطا، ومن المحرج جدا أن يستمع الرجل وزوجته إلى مثل هذه الأغنيات، فقد يشاهد الرجل في عيون زوجته تصديقا لبعض كلمات هذه الأغاني مع حسرة وخيبة أمل، مما قد يكون سببا في اختلاق مشكلة كبيرة، وأنا لا أنفي أن بعض الرجال قد يهملون في ملابسهم وبعض تصرفاتهم داخل البيت وبالطبع لا أوافق على ذلك ولكن ليس هذا مبررا لأن يصبح الرجل أضحوكة في أغانينا، فيجب ألا ننسى أن ضغوط الحياة هي التي تضطر الرجل للعمل الإضافي بجانب عمله الأساسي حتى يستطيع سد احتياجات الزوجة والأولاد، مما يجعله يعود إلى بيته وقد أنهكه العمل بل وقضى على زهرة شبابه وخارت قواه بل وأحرقت طاقته، حيث يعود فاقدا للحيوية والنشاط ولا يجد عزما يكفي حتى لخلع ملابسه.

فالرجل يضحي بشبابه وصحته من أجل زوجته وأولاده ويعمل لأوقات متأخرة دون تذمر أو شكوى، ويكافح ويناضل بشكل دائم ثم يعود للبيت ليستمع لعتاب زوجته التي تراه مقصرا طول الوقت، فهو دائما مُلام بل ومُدان أيضا،فإذا خرج للترفيه عن نفسه قليلا فهو إنسان غير مسؤول، وإذا بقي في المنزل للراحة فهو كسول، وإذا انتقد أبناءه إن أخطأوا فهو متوحش، وإن تغاضى عن أخطائهم فهو متساهل وغير حازم، إذا منع زوجته من العمل فهو متسلط، وإن تركها تعمل لتثبت كيانها وتحقق طموحاتها فهو مستغل وطماع، إذا سمع كلام أمه فهو خاضع وإذا سمع كلام زوجته فهو خانع.

ورغم كل ذلك فإن الرجل يحمل زوجته وأولاده في قلبه بل وعقله طول العمر مما قد يصيبه بالأمراض النفسية والبدنية بل والعقلية أيضا، ولم يتخل يوما واحدا عن واجبه تجاههم حتى وإن داسوا على قلبه.

وأخيرا أقول لسميرة سعيد بل وللمرأة بصفة عامة احترِمن كل رجل في حياتكن فأنتن لا تعلمن كمَّ التضحيات التي يبذلونها من أجلكن ... دُمتن بحب وفن.