عالم مصري يبتكر حلا لأزمة زراعة الأرز.. تعرف عليه.. فيديو
في الزراعة التقليدية لنبات الأرز، يكون الاعتماد الأساسي على غمر حقول الأرز بالمياه العذبة، فتنتقل المياه إلى الترعة من النيل لتصب في الحقول، وخلال تصفيته يجد الفلاحون أحيانًا الأسماك التي حبست في المياه الغزيرة فيقوموا باصطيادها والاستفادة منها.
ومع تحجيم زراعة محصول الأرز بسبب هدر المياه، وفرض العقوبات على الفلاحين والتي تصل إلى الحبس «ستة أشهر» وغرامات تصل إلى «عشرين ألف جنيه»، لترشيد الاستهلاك في المحاصيل الزراعية الشرهة للمياه، ورغم غضب الفلاحين واعتراضاتهم المتوالية، لم يبق لنا إلا استيراده من الخارج.
لكن الأرز المستورد بمثابة حل غير مرضٍ للمصريين، حيث يحظى الأرز بشعبية واسعة فهو المحصول الأساسي الذي يعيش عليه نصف سكان العالم، لقلة ثمنه وكفاءته في تغذية أعداد كبيرة من الناس، فيتغذى الإنسان على 95% من الإنتاج العالمي من هذا المحصول، بينما يذهب الباقي للمواشي والحيوانات.
كل هذه التحديات التي تواجه مصر من مشاكل نقص المياه، والتوقف عن زراعة الأرز، مع ازدياد السكان وحاجتهم للغذاء، دفعت العالم المصري هشام حجاج، إلى دراسة الظروف وإيجاد حل لهذه الأزمة، فدكتور الاقتصاد وإدارة الأزمات بجامعة أكسفورد، أطلق تجربة فريدة من نوعها في الأراضي المصرية وهي زراعة الأرز داخل الصوبات في مزرعته على طريقة «الأكوابونيك»، ويقول لـ"صدى البلد": "الأرز معروف باستهلاكه للمياه ولكن نسبة نجاحه بالأكوابونيك عالية جدًا وموفر جدا للمياه".
الأكوابونيك هي زراعة تكاملية بين النبات والأسماك، فتستفيد النباتات من الأمونيا الذائبة في المياة المحملة بفضلات الأسماك بتحويلها إلى النترات التي يحتاجها النبات بنسبة 90%، وتستفيد الأسماك بالعناصر التي يفرزها النبات في الماء، بعد فلترته وعودته مرة أخرى للأسماك في دورة متكافئة مستمرة تحمل نفس المياه منذ 5 سنوات مع صلاحيتها للشرب ودون الحاجة إلى تزويدها أو تغييرها، فيمكن استخدام المياه التي يحتاجها الأرز عدة مرات أخرى في تلك العملية .. فهل تتخيل كم يمكن أن يشكل هذا فارقًا في حاجة مصر للأرز والمياه في نفس الوقت!
داخل مدينة 6 أكتوبر وخلال زيارة صدى البلد لمزرعة آل حجاج بـ«هرم سيتي» خطف أنظارنا اللون الأخضر الزاهي لأوراق الأرز الطويلة الشبه مسطحة تنمو في صندوق مغلق داخل صوبة بدائية تغمره المياه المحملة بفضلات الأسماك بعد فلترتها على طريقة الأكوابونيك.
"التجربة ناجحة لحد دلوقتي والنبات بياخد دورته الطبيعية داخل الصوبة"، يدرس الدكتور «هشام حجاج» تلك التجربة الفريدة من نوعها من خلال حساب احتياجات الرز المائية وإنتاجيته والمدة التي يحتاجها الأرز حتى ينمو، ويؤكد لصدى البلد: "لو اكتملت التجربة هتشكل فارق كبير جدا في اقتصاد مصر, وفتح كبير في الزراعة وتوسع على المستوى القومي، نبقى وفرنا المياه وأنتجنا الأرز بدون مشاكل".
يمكن توفير العناية المناسبة بنبات الأرز عن طريق الحفاظ على مستوى الماء لـ5 سنتيمترات أو أكثر، وقد يصل زيادة عمق الماء ما يقارب 10 سنتيمتر، ثمّ ترك مستوى الماء يقل من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، حيث ينبغي أن لا يكون هناك أيّ ماء متبقي بحلول وقت حصاد النبتة، وإذا سارت الأمور على نحو طبيعي، فإنّ النبتة ستكون جاهزةً للحصاد خلال أربعة أشهر.