حذر الشيخ أحمد المالكي، خطيب الجمعة بالجامع الأزهر، من أن التحرش يشكل آفة خطيرة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، وهو تصرف محرَّم شرعا وسلوك خاطئ ليس له ما يبرره.
وأوضح الخطيب أن الشرع الحنيف أمر المسلمين بأن يغضوا من أبصارهم وأن يحفظوا أنفسهم من الانجرار خلف الشهوات وخطوات الشيطان، فالتحرش وسيلة من وسائل الشيطان لإفساد أخلاق العباد، ويجب على الإنسان أن يقاوم أهواءه وشهواته ويحذر من كيد الشيطان وخبثه ووساوسه.
وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن التحرش تتبع لعورات الناس وقد نهى الإسلام عن تتبع عورات الناس، فقال رسول الله ﷺ: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوْراتهم؛ فإنه مَن تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع الله عورته، ومَن تتبَّع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته)، وقال رسولنا الكريم في حجة الوداع: (إن دماءَكم وأموالكم حرامٌ عليكم)، فلابد من إكرام المرأة وحفظ كرامتها حتى يعم الأمن والأمان بين العباد وتسود الأخلاق الحميدة بين الناس.
ألقى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر الشيخ أحمد المالكي، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر.
وكان الأزهر الشريف قد أصدر بيانًا حاسمًا يوم الإثنين الماضي شدد فيه على أن التحرش، إشارة أو لفظًا أو فعلًا، هو تصرف محرم وسلوك منحرف، وأن تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط. وحظي بيان الأزهر بأصداء واسعة في وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي وصفت موقف الأزهر بأنه "حاسم وغير مسبوق" في رفضه تبرير التحرش لأى سبب.