وجبة الشعب.. عيد الأضحى في مصر لحمة وفتة من العصر الفرعوني

تتفنن السيدات في أول أيام عيد الأضحى في إعداد «الفتة»، ويتبارون في جعل مذاقها الأفضل رغم أن المكونات الأساسية لها واحدة وهي «خبز وأرز ولحم»، وارتبطت هذه الوجبة بالمصريين منذ آلاف السنين، حيث تعود أصول «الفتة» إلى العصر الفرعوني، وتناقلها المصريون ببعض الإضافات حتى الآن.

تعد «الفتة» من الأكلات المتأصلة في الشعب المصري، ويرجع أصلها إلى العصر الفرعوني، حيث اهتموا بإعدادها وتقديمها في المناسبات الملكية التي كانت تقام في القصور، ومكوناتها ثابتة من قطع الخبز المخلوط بالأرز واللحم، وكانت من الأكلات الهامة لاحتوائها على المواد الغذائية الأساسية لهم والتي كانوا يتناولونها في حياتهم اليومية مثل اللحوم والخبز.

استمر إعداد «الفتة» كواحدة من طعام الولائم والمناسبات عبر العصور، وسميت بذلك الاسم نسبة لإعدادها من فتات الخبز بشكل أساسي، حتى ازدهرت في العصر الفاطمي في الفترة من "969م - 1171م"، وتفنن الطهاة في ذلك العصر بجعلها ألذ، فأضافوا إليها الصلصة والثوم ليجعلوا لطعمها نكهة مميزة.

واعتاد الملوك الفاطميون ذبح الذبائح في أول أيام عيد الأضحى، وكانوا يأمرون الطهاة بإعداد «الفتة» من هذه اللحوم، وتوزيعها على عامة الشعب، ومن هنا جاء إعداد الفتة في أول أيام عيد الأضحى في كل منزل مصري، حتى لو لم يقوموا بالذبح.

وكانت الفتة في العصر الفاطمي تسمى «وجبة الشعب»، فقد كانت الوجبة الأولى في الدولة حينها، وكان يأكلها الغني والفقير.

بدأ المصريون في العصر الحديث بإعداد الفتة بنفس الطريقة، ولكن بإضافة البهارات والثوم والبصل، لتصبح بذلك من الأكلات القديمة المستمرة منذ عهد الفراعنة وحتى الآن.