
الزمن كان يوثق بطبيعته للمناسبة بنوع من الاحتفال تملأ جنبات الحياة، الشوارع والبيوت والراديو والتلفزيون حتى الهواء الذي تستنشقه كان يخبرك أنه العيد فاستمتع.
العيدية
قبل أن تتحول العيدية إلى واجب مجتمعي بغيض، وقبل أن تفقد الفلوس قيمتها، كانت تلك العملات الفضية لها بريق خاص، ولها سحر في اليد لا يشعر به حاملو بطاقات الائتمان في زمننا الحاضر، ويا حبذا لو تحولت تلك الفضيات إلى عملة ورقية، تلك هي السعادة الكبرى، خاصة وأن الجنيه الواحد كان بإمكانه أن يحقق كل الأحلام البسيطة لطفل يلهو يوم العيد.

سعادة حقيقية
يقول أحمد البالغ من العمر 29 سنة، إن أكثر عيدية جمعها في طفولته كانت مبلغ 100 جنيه، وكانت قيمتها وقتذاك تعادل 1000 جنيه أو أكثر مقارنة بالأيام الحاضرة.
يتذكر أحمد أن لحظات اللهو والفرحة كانت على طبيعتها أكثر من أي وقت، اللعب بمسدسات المياه، والبلالين والكرات الملونة، أهم اللحظات العالقة بذهنه.

ليلة العيد وسعد نبيهة
صوت أم كلثوم لا يزال يشدو في وجداننا، ما الذي يجبر طفل لم
يبلغ عامه العاشر أن يستمع إلى أم كلثوم، سوى أن الكلمات كانت تنبئ بالعيد
"يا ليلة العيد آنستينا".
بروموهات التلفزيون الذي اقتصر على قناتين أو 3 قنوات بالكثير، كانت لا تتوانى عن الزج بالفنانة صفاء أبو السعود في كل البيوت لتخبرنا أن "العيد فرحة .. وأجمل فرحة"، وبالتالي "سعد نبيهة بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد".
بروموهات التلفزيون الذي اقتصر على قناتين أو 3 قنوات بالكثير، كانت لا تتوانى عن الزج بالفنانة صفاء أبو السعود في كل البيوت لتخبرنا أن "العيد فرحة .. وأجمل فرحة"، وبالتالي "سعد نبيهة بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد".


بعد أذان الظهر مباشرة، تميز التلفزيون المصري بعرض فيلم هندي خلال أول أيام العيد، المشهد أمام التلفزيون كان أشبه بسينما صيفي، جميعنا نجلس بتركيز شديد نتفاعل مع تفاصيل - ربما تكون مملة - لكنها بالنسبة لنا متفردة في الإثارة والتشويق، ربما لأنها مناسبة تتكرر مرتين في العام.. يحكي محمود السعيد.
يضيف محمود 32 سنة، أن الأفلام التي عرضتها القنوات المصرية في العيد لا تغيب عن ذاكرته، ومنها فيلم الشعلة وعمار أكبر أنتوني للنجم الكبير أميتاب باتشان.

السهرة كانت حافلة بمسرحية من بين "العيال كبرت - مدرسة المشاغبين - عش المجانين - ريا وسكينة- الواد سيد الشغال"، وعلى الرغم من تكرار العرض وحفظ التفاصيل والإفيهات لكننا اضطراريا كنا لا نستطيع تفويتها.
كان العرض الخاص للمسرحية يوم العيد له مذاق خاص، وكأنها في حلة جديدة سيقت لنا خصيصا، الابتهاج كان حقيقيا والضحك كان من القلب.