عمر طويل قضيته فى هذا المبنى العريق ففيه بدأت اولى خطواتى الإعلامية بعد تخرجى من كلية الإعلام منذ أكثر من ربع قرن.
قابلت فى ماسبيرو قامات وتتلمذت على أيد عظماء على رأسهم الأستاذ احمد الرزاز مدير الادارة المركزية للأخبار المسموعة والذى كان يرى فى الموهبة والذكاء الفطرى اللذان يسمحان لى بترقى وارتقاء سلم المجد الإعلامى على حد قوله.
فى هذا المبنى العتيق تعلمت التفانى فى العمل واتقنت مقولة الشاطرة تغزل برجل حمار بكل ماتحمله من معنى فبالفعل رغم ضآلة الامكانيات فإن كتيبة ماسبيرو تعمل وبجدية واتقان ودون كلل من اجل ان تظهر اعمالها الى النور وتصبح شيئا ملموسا محسوسا.
فى ماسبيرو ياسادة الكرام تعلمنا روح الفريق والكل فى واحد وعرفنا أيضا أن الأهم هو جودة العمل فى شكله النهائى وليس من قدمه بصورة منفردة ، كنت اثناء حرب الخليج انزل بالأخبار للمذيعين واذا كانوا على الهواء ونريد إذاعة خبر كنا نكتبه بخط كبير ونعرضه عليهم من غرفة المراقبة فيقوموا بقراءته للمستمعين ، تعلمنا المسؤلية بدون ان تطلب منا فالكل يعلم ان حاجة العمل تتطلبه فى الازمات فتجد غرفة الاخبار مكتظة بكل الطاقم وظهر هذا جليا فى حرب الخليج ففور أن سمعنا عن ضرب امريكا لعنة الله عليها للعراق ذهبنا الى ماسبيرو نسخر انفسنا للعمل.
واذكر وقتها ان مديرتنا كانت السيدة المحترمة زينب صالح والتى سعدت بوجودنا دون أن تطلبنا وربتت علينا وقالت: همة دول ولادى؛ وقضت معنا الليل كله وفى الصباح أرسلت عم فوزى رحمه الله ليحضر لنا سندوتشات الفول والطعمية لكى نفطر ونستريح بعد ساعات طوال من المتابعة والتنقل من غرفة الأخبار إلى الاستوديوهات .طوال فترة وجودى فى المبنى والتى تنقلت فيها من قطاع الاخبار المسموع الى المرئى كنت اجد واقابل فريق عمل يفعل كل مافى وسعه من أجل إعلاء قيمة ماسبيرو وارتقاؤه.
ومما يجعلنى مستاءة اشد درجات الاستياء واعتقد انه يشاركنى شعورى هذا كل العاملين فى ماسبيرو المستاؤون من حملات التجريح والتنديد بماسبيرو وتسخير أقلام عديدة لمحاربته والنيل منه وتقليل قيمة من يعملون فيه مع العلم ان من يتناولون ماسبيرو وعامليه بالاساءة فى الغالب هم أشخاص سعوا سعيا دؤوبا للانضمام الى كتيبته وكان الفشل من نصيبهم .
المحير ان ماسبيرو يجد نفسه منذ ثورة الخامس والعشرين وحتى الآن جبهة قذف من كل حدب وصوب وايضا يتأكد أن ثمة جهات بعينها تعمل على تصوير هذا الصرح الاعلامى بخيل الحكومة الواجب التخلص منه واطلاق رصاصة الرحمة عليه وتفريغه من العاملين فيه ليسهل ساعتها التخلص منه بصورة أو بأخرى وهم من أجل الوصول إلى هذا الهدف انتهجوا سبل عدة لاضعافه فقد قاموا بانشاء قنوات بديلة وانفقوا عليها الملايين وفشلت هذه القنوات بل واعلنت افلاسها واغلاقها ، قاموا بالدفع باى صورة لاشخاص ممن يطلق عليهم النكبة اقصد النخبة بان يسخروا اقلامهم وبرامجهم لانتقاد والتنديد بمبنانا العريق ولن ينجحوا.
والمؤسف فى كل هذه المحاولات ليس إطلاقها ولكن بالصمت عليها من القيادة العليا وبعدم الأخذ بيد ماسبيرو واثبات شرعيته وأحقيته بالاهتمام والولاء والانتماء ، فماسبيرو هو الام والاساس وهو الذى بيده تثبيت اركان الدولة ودعمها واعلاءها فهو جهاز وطنى لاتحركه اهداف ولا يعمل من اجل الربح ولايوجد من يحصد من وراءه ويحقق أهدافا أو منفعة شخصية.
لن نمل ولن نتوقف عن مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن ينظر بعين الرضا لماسبيرو وان يختصه بالمداخلات التليفونية وان يجرى حوارات مع القامات الإعلامية الراسخة مثل الاستاذة هالة ابو علم واميمة تمام وعمرو الشناوى وعمرو توفيق وغيرهم الكثيرين خلف الميكرفون سواء فى الاذاعة او التلفزيون ، ماسبيرو ياريس لم يجد رئيس يحنو عليه وهو يناديك باسم من يعملون فيه ايا كان عددهم بأن توقف حملات النيل منه وتجريح العاملين فيه ووصفهم بانهم عمالة زايدة وغير منتجين ، ماسبيرو بكل مافيه ومن فيه يطلب منك ان تحنو عليه فهل تستجيب وتلبى؟!!