في عام 1998 قدم المطرب "محمد فؤاد" أغنية (الحب الحقيقي) من كلمات "مصطفى كامل" ولحن "عصام إسماعيل" وتوزيع "أشرف عبده" لتكون بمثابة نشيد الحب الرسمي في هذه الفترة، حتى أن كل العاشقين احتضنوا هذه الأغنية التي اعتبروها ميثاق حب وعقد بين كل حبيبين ولكنه مُسجل في شركة "فري ميوزك – نصر محروس" بدلا من التسجيل في الشهر العقاري.
دعوني أذكركم ببعض كلمات الأغنية:
الحب الحقيقي هو اللي يحلي مرار الأيام لو غلبتنا دموع عنينا نندهله بيجيلنا أوام
أنا عايزك .. علطول ويايا فـ الفرح وفـ الجرح معايا ولا خطوة أمشيها ولا بداية غير إيدك فـ إيديا
مش عايزك.. ولا يوم تظلمني فـ الحلوة وفـ المرة قاسمني من غير ما اتكلم تفهمني من نظرة عنيا
أوعدنى لانبكى ونتألم .. ولا نعرف حيرة ولا فراق
أوعدنى إن أنا وانت نعلم .. حكايتنا لكل العشاق
أنا عايزك .. تبقى أنت زماني ومكانك .. فى الدنيا مكاني
كل ما أقولك عايز تانى .. من حبك تسقيني
وفي الواقع وبعد مرور ما يقرب من عشرين عاما على هذه الأغنية أرى أن هذا العقد جائرًا على المرأة وأنه كان خدعة كبيرة، حيث أنه تضمن قدرًا كبيرا من الأنانية من جانب الرجل، ومع ذلك وبالرغم من كل الطلبات التي صرح بها الرجل في هذه الأغنية، نجد أن كل الفتيات فرحت بهذا (الفخ)، ولم تفطن معظمهن إلى أن الرجل ذكر هذه الكلمات (أنا عايزك .. مش عايزك .. أوعدني مرتين .. أنا عايزك ..) واختتم بعبارة (كل ما أقولك عايز تاني .. من حبك تسقيني)، والطريف أن الرجل لم يقدم ولو تعهدا واحدا بالعطاء للمرأة، هذه المرأة الساذجة التي سعدت بهذه الأغنية في حينها...
وبعد مرور ما يقرب من عشرين سنة زواج (وبعد فوات الأوان) اكتشفت المرأة أنها لم تأخذ شيئا من هذا الرجل، وبعد أن كانت أميرة في بيت أبيها أصبحت خادمة (بدون أجر) في بيت هذا الرجل الأناني، ولم تحقق أي إنجاز ملموس سوى إنجاب مجموعة أطفال تعساء يحملون اسم الأب أيضا، يالها من مصيبة كبيرة، ولكن لا ننكر أن هذه المرأة حققت مجموعة مكاسب؛ نذكر منها أنها تعلمت الطهي وأصبحت طباخة ماهرة، وإن كانت لا تأخذ أجرًا أيضًا، كما تعلمت كي الملابس بسرعة وتنظيف المنزل بمهارة وغسيل الملابس بحرفية عالية حتى أن غسيلها أصبح أكثر بياضًا...
كما أنها اكتسبت أيضا زيادة ملحوظة في الوزن، ونظارة طبية غالية لا تفارقها إلا عند النوم، وقليل من الهالات السوداء تحت العين مع ترهلات بسيطة في الجفون، ولكن كل هذه المكاسب لا ترضي طمع المرأة، يبدو أنها ترغب أيضا في اكتساب بعض الأمراض الخفيفة مثل الضغط والسكر.
بالرغم من كل ذلك ستظل المرأة تواصل العطاء ولن تتقدم بأي بلاغ للنائب العام أو شكوى في مجلس الأمن ضد الرجل، لأنها وَقَّعَت برضاها على العقد المسجل في ألبوم الحب الحقيقي،،، دُمتم بحب وفن.