كان شغوفا بمشاهدة أفلام الخيال العلمي، مما جعل العديد من الأسئلة تطوف بخياله عن عدم دخوله مجال تصنيع أجهزة الروبوت "الإنسان الآلي" إنه المهندس طارق جمال الدين (38 عامًا)، الذي أصبح بالكثير من النجاح والإصرار أول مصري يقتحم مجال تصميم وتنفيذ الروبوتات، حيث نجح في أن يكون قائدا لأول فريق عربي يشارك في مؤتمر كوريا الدولي لتصنيع الروبوتات، ولاقى مشروعه عن "الروبوت الطبي" استحسان الجميع، ليسير على خطى المصريين الذين سبقوه و تجرأوا على إثبات أن النجاح لا يحتاج إلا تفكير وتنفيذ صحيح، وحاور "صدى البلد" مهندس الإلكترونيات خلال تواجده خارج مصر.
- في البداية ..عرفنا بنفسك والفكرة التي عملت عليها؟
أنا طارق جمال الدين، تخصصت في علوم الكمبيوتر حيث درست في الأكاديمية الحديثة، واستكملت دراستي بدبلومة تحضير من ماجستير من الأكاديمية البحرية، وحصلت على بعض الشهادات من الشركات الخاصة مثل مايكروسوفت في مجالات البرمجة وتطوير التطبيقات، وأعمل حاليا مهندسا في السعودية.
- متى بدأت في مجال تصنيع الروبوتات ؟
بدأت في تصنيع الروبوتات في عام 2007 وكان هواية فقط، وبعد الممارسة لعدة سنوات، بدأت في تصميمه وتنفيذه في عام 2011 بشكل احترافي واستمررت في هذا المجال حتى الآن.
- ماذا عن المؤتمر العالمي للروبوتات الذي شاركت فيه مؤخرا ؟
شاركت بروبوت "ريمو روبو" في مؤتمر الروبوتات العالمي السنوي، ويعد "ريمو روبو" هو المشروع الأول في الشرق الأوسط، ويجتاز مرحلة المناقشة حتى وصل إلى مرحلة العرض في المؤتمر.
- هل عملك تم بشكل منفرد ؟
لا، فأنا كنت أقود فريق عمل "الروبوتات العربية" من الناحية التقنية، ويضم الفريق أكثر من عضو في تخصصات مختلفة، فعادة لا احب العمل منفردا، فالعمل الجماعي في فريق له مميزات كثيرات كالإبداع وإنتاج الأفكار المختلفة خاصة في تنفيذ المشاريع.
- هل شاركت في المؤتمر بـ روبوتات أخرى ؟
نعم فالمشروع ينقسم إلى 3 أجزاء، أولا "ريمو روبو" والذي سمي على أنه أحد أفراد فريق العمل، وهو روبوت صغير يوضع في المنزل، ويتابع صحة أفراد الأسرة وبعض الخدمات الأخرى منها الطبي ومنها العام.
والجزء الثاني "روبو هوسبيتال" وهو نظام مختلف تماما متخصص في المتابعة الطبية والخدمات الطبية لكل مستخدمي النظام المبني على قواعد البيانات والذكاء الصناعي والحوسبة السحابية، والتي تتيح للمستخدم الوصول للخدمات من أي جهاز أو روبوت، يستطيع معرفة ما إذا كانت هناك أدوية متعارضة يتناولها المستخدم وتنبيهه، كما يمكنه من التواصل مع كل أطراف العملية الطبية كالمستشفيات، وشركات التأمين وسيارات الإسعاف والأطباء والصيدليات من خلال البيانات التى يتم إدخالها بالذاكرة الإلكترونية للنظام.
أما الجزء الثالث فهو نظام مطور خصيصا لربط الروبوت المنزلي بالمستشفى السحابية، ومن خلاله يتمكن المستخدم من الحصول على الكثير من المزايا الإضافية وربط ملفه الطبي بالروبوت المنزلي , بالتالي يتمكن الروبوت من التصرف بحريه طبقا لحالة المريض وإستخدام الخدمات اوتوماتيكيا.
- كم استغرق تنفيذ المشروع ؟
حوالي عام، قدمت الفكرة منذ فترة، وتم الموافقة عليها وأرسلت مناقشة مبدأية، ثم ناقشت المشروع مع إدارة المؤتمر من سنة، وتم عرضها في المؤتمر حاليا.
- ما طبيعة الفريق الذي كان بقيادتك ؟
أعضاء الفريق بالكامل بذلوا جهودا في تنفيذ المشروع، وعلى رأسهم مديرة التطبيقات د/ ريما عقله أبو خيط، والتي بدونها لم يكن ليرى المشروع النور لدورها المركزي في قسم علاقة الروبوت بالإنسان، وقسم اللغة، و الجودة والتدقيق، ومتابعة تطوير الروبوت في كل خطوات تطوير المشروع.
- هل حاولت تسويق الروبوتات ؟
بالفعل أكثر من شركة أجنبية، حاولت التعاقد معي لإنتاج هذا الروبوت، ولكنني فضلت أن يكون إنتاجه مصري، فبعض السياسات الأجنبية مختلفة في التسويق، وأتمنى لو أنني أملك المال الكافي وأصنعهم بنفسي مع تطويرهم.
-هل ترى أن الإمكانيات المصرية كافية للمنافسة في مجال تصنيع واستخدام الروبوتات ؟
بالطبع نعم، فإذا كان الكمبيوتر قائد العلوم في فترة من الفترات، وبعده ثورة الاتصالات وتطورها، فالوقت الحالي وقت الروبوت، ومصر بها مصادر بشرية كثيرة وبها تخصصات كثيرة، ولكن المشكلة هي قلة الرعاية وعدم التركيز على المواهب الشابة.
- قبل سفرك للخارج..هل عملك في مصر كان متعلقا بالروبوتات؟
لا، لقد سافرت من مصر منذ عام 2011، وقبل هذا الوقت لم أعمل في أي شركة في مصر متعلقة بالروبوتات، العمل في مجال الروبوتات كان أشبه بحلم لم يتحقق في مصر.
- في رأيك ما السبب ؟
التركيز في السوق المصري كان منصبا على مجالات أخرى بخلاف الروبوتات.