قد يسير الإنسان طيلة حياته على نهج واحد ويظن أن هذا النهج هو الصواب المطلق الذى لا يجب ولا يمكن تغييره لأنه الأفضل , وبالتالى يسقط بشدة مع كل خطوة يخطوها تجاه مستقبله وحياته وحياة أولاده وحياة من حوله جميعا , ومع كل كل سقطة لا يحاول إطلاقا تغيير المسار ومصر على إستكمال الطريق الخطأ أو الغير مناسب له , مختزلا حياته كلها فى خطأ , أو مستنسخا شخصية ناجحة لا يمكن أن ينجح مثلها لأنه لا يمتلك مقومات نفس الشخصية وإمكانياتها .
ولأن الحياة حتى الموت عبارة عن تجارب مستمرة ينجح فيها البعض ويخفق البعض الآخر فيجب استدعاء روح التجربة والمحاولة مع كل لحظة لحين الاستقرار النسبى على ما هو مناسب , سواء فى العمل أو فى الزواج أو فى العلاقات الإنسانية مثل الصداقة ومعاملة الناس فى الشارع .
المناسبة التى تدعونى لكتابة مثل هذا الكلام المعقد أن بعض البشر يواجهون الحياة بما لديهم من موروثات ثقافية قديمة , ولا يريدون مواجهة الحياة مواجهة حقيقية بمعطيات الزمن الحالى حتى يتغيرون , كما أن البعض الذى يتغنى بالظروف الحياتية ويلقى باللوم يمينا ويسارا هو فاشل بدرجة كبيرة , لأنه لا يريد تغيير حياته من واقع معطياته بل يريد النوم ويرزقه الله من حيث لا يحتسب , والغريب والمضحك حد البكاء أن الشعب المصرى وخاصة فى المجتمعات الريفية لا تريد النجاح لأحد بل تحاربه حتى السقوط عكس كل المجتمعات المتقدمة , حينما يصل الأمر عند الفاشل الى إلقاء الشائعات والتهم الخرافية الممزوجة بالحبكات الدرامية ناحية من هو يراه أفضل منه , والفضل هنا يأتى من كون شخص حاول وإجتهد وآخر ذلك إكتفى بالتقليد والإستياء ومعاداة المجتمع والحكم على الأمور بمنظوره المحدود , بعيدا عن محاولة الفهم وإعادة إنتاج نفسه من خلال إعادة إنتاج الموروث الثقافى بمعناه الواسع من أجل تغيير أساليب نشأته وبالتالى تتغير حياته للأفضل .
ياسادة ... التغيير للأفضل لا يأتى إلا بالاستعداد والعلم والتعلم والاحتكام الى الخبرات السابقة وإعادة إنتاج هذه الأفكار بمنظور إبتكارى يليق مع الزمن الجديد , بل إن إبداع الأفكار واجب لإستكمال ممارسة الحياة , لأن الحياة لا تريد الخمول والكسل وإنما تريد العمل والمحاولة والتجربة للوصول الى المنشود , لذلك يجب على كل منا أن يتخذ قرارا جديدا يغير المسار الى الأفضل .