- أمن الجيزة: 120 ساعة من التحريات لكشف المتهم بقتل أحفاد المرسي أبو العباس
- فرق البحث: أدلة "خدوش" في جسد المجني عليها وزوجها القاتل كشفت جريمته
- مناظرة النيابة كشفت خيط الوصول للجاني.. والمتهم أنكر على مدار 15 ساعة
- أهالي بولاق الدكرور: المتهم وقف بيننا يصرخ "مراتي والبنات ماتوا"
بعد مرور خمسة أيام على مذبحة أحفاد الفنان المرسي ابو العباس بمنطقة بولاق الدكرور، كشفت الاجهزة الامنية الستار عن وجه المتهم الرئيسي، رب الأسرة الذي قتل الضحايا بدم بارد وغادر الشقة لمشاهدة مباراة مصر وروسيا في كأس العالم.
جريمة القتل البشعة التي شهدتها منطقة بولاق الدكرور، بعد مقتل هبة عادل، ربة منزل، وابنتها الكبرى "جنة الله" طالبة بالصف الثالث الإعدادي، والصغرى "حبيبة" البالغة من العمر 11 عاما.
وخلال 120 ساعة من التحريات واصلت اجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، برئاسة اللواء إبراهيم الديب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، عمليات البحث عن المتهم بقتل الضحايا، إلي ان عثرت علي الاجهزة علي الخيط الاول أثناء مناقشة "رب الاسرة" عن طريق وجود خدوش في ذراعه.
كما توصلت التحريات إلي ان الاب المتهم كان ينوي الانتحار بعد قتل زوجته ولكنه فشل في تنفيذ مراده.
وخلال مناظرة النيابة لجثة الزوجة القتيلة، تبين وجود اصابات بجسدها، وكدمة بالعين واثار خدوش بالصدر والرقبة مما رجح مقاومتها للجاني فكلفت النيابة حينها الطبيب الشرعي بأخذ عينة من اسفل اظافرها لبيان مدى وجود اية بقايا جلود من عدمه.
وأحالت النيابة الزوج إلي مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه بشأن بعض السحجات والخدوش التي عثر عليها بجسده ومطابقتها بالعينات المأخوذة من اظافر الزوجة.
وبدأت التحقيقات مع الأب "صلاح المرسي" بمعرفة نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول، علي مدار 15 ساعة، لمواجهته بما نسب اليه وكيفية تنفيذ الجريمة واسباب قتله لزوجته وابنتيه.
وواجهت النيابة برئاسة المستشار محمد خالد، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، ومحمد عمر، وكيل النيابة المتهم بالأدلة التي توصلت لها الأجهزة الأمنية بالجيزة بارتكابه الجريمة، ومن ثم أمرت بحبس المتهم، 4 أيام علي ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.
وفي موقع الجريمة بمنطقة بولاق الدكرور، وبالتحديد داخل شارع مسجد الصحابة، ومحل الجريمة المنزل المكون من 8 طوابق بمنتصف الشارع، والمملوك لخالد أبو عيطة شقيق كمال أبو عيطة وزير القوي العاملة السابق، كان الجميع هنا في حالة ذهول بعد الجريمة البشعة، والاب مثل "قاتل القتيل وماشي في جنازته".
وأمام مسرح المذبحة تمركزت قيادات قطاع أمن الجيزة وضباط مباحث قسم بولاق الدكرور، طوال 5 أيام لاستكمال عمل فرق البحث لكشف ملابسات الجريمة وفك لغز القتل والوصول إلى هوية القاتل.
وقال أحمد خالد نجل مالك العقار، إن أهالي المنطقة اكتشفوا الجريمة في الواحدة والنصف من صباح يوم الأربعاء عقب انتهاء مباراة مصر وروسيا في كأس العالم، حين خرج هو وشقيقه لشراء بعض المستلزمات وعند عودتهما وأثناء تواجدهما بشقتهما بالطابق الأول، استمعا لأصوات أقدام على سلم العقار فهرعا إلي الخارج لاستطلاع الامر، فقابلهما أحد الجيران قائلا: "الست هبة اتقتلت هي وبناتها".
وأشار أحمد إلى أن الشقة مكونة من غرفتين وصالة كبيرة، وقام بالدخول إلى الشقة برفقة وحدة الإسعاف لرفع الجثث الثلاث، حيث شاهد مكتبة تحوي كتبا بمدخل الشقة مقلوبة بالكامل على الأرض وعلى يمين الشقة غرفة بها سرير كانت ترقد عليه "جنة الله" ووجها في حالة انتفاخ ويتشح باللون الأزرق، وبداخل غرفة النوم الأخري كانت الأم ملقاة على الأرض وتحت قدمها "حبيبة" وجسداهما يتشح باللون الازرق.
"لا اله الا الله مراتي وبناتي ماتوا"، بهذه الكلمات وصف أحمد مشهد الزوج الحزين الذي وقف بمنتصف الشقة في حالة انهيار مرددا "مراتي ماتت والبنات راحت"، وكان هناك عدد من أقاربه بداخل الشقة، فقام والده بإبلاغ الشرطة، وبعد فترة حضرت دوريات الشرطة وتم إغلاق مسرح الجريمة واستجواب الزوج والجيران وعامل الجراج المواجه للعقار وصاحب محل دي جي وإحدى جارات المجني عليها بالعقار.
وأضاف أحمد، بعد فترة وجيزة حضر أعضاء النيابة العامة والأدلة الجنائية إلى مسرح الجريمة، وتم إجراء معاينة لباب الشقة والمنافذ، ورفع بصمات من المكان بالكامل، الأمر الذي استغرق قرابة 5 ساعات من الثانية صباح الاربعاء حتى نقل الجثامين في السابعة صباحا إلى المشرحة.
قال محمود أحمد مالك أحد المحال التجارية بالشارع، إن فرق البحث الأمنية قامت بتفريغ كافة كاميرات المراقبة والتي توجد أعلي المحال التجارية، واتضح ان مدخل العقار محل مسرح الجريمة لا يرصده سوي كاميرا مراقبة اعلي سوبر ماركت على مدخل الشارع.
وفجر محمود مفاجأة، حين أكد أن قوات الأمن اشتبهت في سيدتين منتقبتين دخلتا إلي العقار وتم الاشتباه بهما إلا انه اتضح أنهما حضرتا لزيارة احدى السيدات من السكان الجدد بالعقار.
وقالت أم يوسف إحدى جيران المجني عليهن بالعقار، إن المجني عليها كانت فائقة الاحترام وكانت تربطها بها علاقة جيدة واعتادت المجني عليها اعطاءها مبالغ مالية لإرسالها لمستشفي 57357، ويوم الجريمة عادت من منزل أسرتها في السادسة مساء ولم تستمتع لأصوات غريبة او استغاثات من داخل شقة جارتها القتيلة أثناء صعودها.
وواصلت فرق البحث بقيادة اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية والعميد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة مناقشة الجيران بالشارع ومعاينة مسرح الجريمة وإعادة تفريغ الكاميرات لكشف اللغز والتوصل الي الجاني والبحث في سرقة مبلغ 340 ألف جنيه بحسب أقوال المتهم والتي قرر أنه تحصل عليها من بيع شقة ميراث من والده منذ اسبوعين.
وأسفرت المعاينة التي أجراها محمد عمر وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، أن الجريمة وقعت داخل شقة بعقار ببولاق الدكرور وتبين سلامة منافذ ومداخل الشقة وعدم وجود آثار كسر أو عنف بباب الشقة كما تبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة.
وكشفت مناظرة النيابة برئاسة المستشار محمد خالد مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة أن جثة الأم لسيدة تبلغ قرابة 38 عاما تدعي "هبة" وعثر عليها بين السرير والدولاب ويوجد كدمة بالعين وآثار خنق حول الرقبة وعثر بجوار الجثة علي ايشارب رجحت المعاينة خنقها به وأضافت المناظرة عن إصابتها بخدوش بالصدر ما يضع احتمالية مقاومتها الجاني.
وعثر على الطفلتين القتيلتين كل منهما علي سرير، حيث تبين كتم أنفاس الطفلة الكبري "جنة الله" 12 سنة بـ "مخدة" بينما تعرضت الطفلة الصغيرة "حبيبة" 10 سنوات للخنق بـ"سلك تليفون".
وقال الزوج في المناقشات إنه خرج من منزله الساعة السادسة أمس لمشاهدة مباراة منتخب مصر مع روسيا على أحد المقاهي وترك زوجته وطفلتيه نائمات حتي تلقي اتصالا هاتفيا من شقيقه زوجته قرابة الساعة الواحدة صباحا تسأله عن شقيقتها نظرا لاتصالها هاتفيا بها وعدم ردها وقال الزوج انه انتابه القلق لتكراره اتصاله بزوجته وعدم إجابتها فعاد مسرعا إلى المنزل.
وأضاف الزوج أنه فور دخوله الشقة توجه إلى غرفة طفلتيه فعثر عليهما جثتين وأسرع تجاه غرفته فعثر علي زوجته ملقاة بين السرير والدولاب واكتشف فقدان مبلغ 340 ألف جنيه من دولاب غرفة النوم مشيرا الي انه باع شقة ورثها عن والده منذ 15 يوما والمبلغ المسروق كان ثمن الشقة.