الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عوالم خفية «مفتوحة»


الوصول للنجاح صعب، والأكثر صعوبة هو الحفاظ عليه.. وهذا المبدأ يترسخ عندما يرتبط بعرش النجومية في أى مجال وقدرة المبدع على كسب ثقة جمهوره ودعم رصيده الشعبى علي مدار مشواره وتاريخه في العطاء والإنتاج.

وتتحكم في عرش "السوبر ستارز" في عالم الفن معايير السوق وذوق الناس ومواكبة العصر وذكاء النجم في تغيير جلده والمواءمة مع متغيرات العملية الفنية، بل وثقافة ووعى هذا النجم عند اختيار الأدوار ونوعية القضايا التى يخترقها ليقترب أكثر من عقل ووجدان المتفرج .. وينال احترام الأخير وتقديره دائما!.

وكثيرا ما نقف عند أعمال الزعيم عادل إمام فى السينما والدراما التليفزيونية لنستلهم منها جرأة الطرح وصدمة المضمون ممتزجة بالرؤية الفنية الثاقبة، حيث صنع مجده مع مخرجين موهوبين كسمير سيف ومحمد خان ومحمد عبد العزيز، إلي أن لمعت بصماته السينمائية بامتياز مع الثنائي وحيد حامد وشريف عرفة فى سلسلة أفلام شديدة الخصوصية والتفوق والعمق الفنى والسياسى والإنسانى وضعته منفردا على رأس قائمة "أثرياء شباك التذاكر"! 

ومع التقدم في العمر وسطوع نجم جيل الشباب، انتقل الزعيم إلي الشاشة الصغيرة مقتحمًا المنازل والمقاهى لمواصلة دق جرس الإنذار وتفجير الألغام التى يعيش فوقها المجتمع المصرى وتتضاعف خطورتها الاجتماعية يومًا بعد يوم.. ويبلغ ذكاء الزعيم توهجه في تجربته الأخيرة "عوالم خفية" المكتوبة بقلم وأفكار 3 من المؤلفين الشباب بعد أن أدرك الفنان الكبير أهمية وضرورة التواصل مع خيال أبنائه وأحفاده ليظل في قلب الحدث ومكانه محفوظا داخل الكادر.

ولجأت الأحداث الدرامية إلي "مشرط الجراح" في كشف الأمراض المنتشرة فى حياتنا عن طريق مذكرات سرية لنجمة "معروفة" فقدت حياتها مقابل السطور التى كتبتها - وهو ماحدث بالفعل ولمن يرغب في المعرفة يُراجع الماضى الأسود - ويلتقط هذا الخيط مصادفة من يملك الأمانة والضمير والشجاعة في فضح الفاسدين، ويبدأ رحلته مع فريقه الشريف، وبمساعدة عناصر من الأمن اليقظ نحو استرداد الحقوق وتصحيح الأوضاع .. وحتى الآن يحافظ العمل الفنى علي قوته بتماسك السيناريو وإيقاعه السريع وحيوية محطات القصص القصيرة التى تصلها المذكرات .

. نعاصر مأساة المستلزمات الطبية الفاسدة وتجارة الأعضاء وعلاقتها المشبوهة بالإرهاب ومافيا السموم البيضاء وتلوث الوسط الفنى بالنوعية الرخيصة التى أفرزت فيما بعد ظاهرة "المثليين" العابرة، ونغوص فى عالم الأطفال السفلى بالتنقيب عن دور الأيتام القاتلة للبراءة وتستحق الإعدام فى ميدان عام لتورطها فى دفع البراعم النقية إلي الشوارع والملاهى الليلية وأوكار الإدمان والضياع.

رحلة شاقة وقاسية وممتدة أجبرنا الزعيم علي خوضها، ولم يعكر صفو تلك الرحلة سوى شيئين، الأول يرجع إلى ثغرات الإخراج الذى لم يتحلّ بالإيقاع المطلوب مقارنة بالحيوية المتدفقة من السيناريو، فضلا عن فقر الصورة وافتقادها للعمق البصرى والمعالجة المختلفة علي مستوى الكاميرا .. والشيء الآخر ضعف نهاية الرحلة، حيث كان الأقرب إلي التميز في رأيى هو أن يستعد الصحفى المخضرم هلال كامل - أو خليفته من تلاميذه - لرحلة جديدة مع مذكرات أخرى تظهر فجأة في الطريق وتنتظر "عينا ساهرة" علي هذا الوطن لحراسته وحمايته من ملفات فساد "مفتوحة" دائما .. ملفات كثيرة يا زعيم .. لاتنتهى في الحلقة الأخيرة ولا تقتنع بالنهاية السعيدة، حتي ولو كانت مع نجمة كبيرة وجذابة مثل "يسرا"!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط