ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاء ليلة القدر ويستحب قوله في العشر الأواخر من رمضان، رجاء موافقة هذه الليلة المباركة، وهو «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
وهناك شروط لاستجابة الدعاء في ليلة القدر ومنها: الإخلاص في الدعاء لله وحده، وهنا يجب على المسلم أن لا يسأل إلّا الله وأن لا يتوكل إلّا على الله ورجاء الله في الأمور كلها بعيدًا عن الاعتماد على البشر في أي أمرٍ من الأمور
ومن شروط استجابة الدعاء في ليلة القدر أكل الحلال، لأنّ الله طيبٌ لا يقبل إلّا طيبًا، فالدعاء الذي يخرج من جوف مليء بالخبث والحرام لا يصل إلى الخالق عزّ وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناسُ! إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا،...، ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ . أشعثَ أغبَرَ. يمدُّ يدَيه إلى السماءِ. يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام. فأَنَّى يُستجابُ لذلك؟» [صحيح مسلم].
ويشترط في الدعاء في ليلة القدر تجنب المجاوزة في الدعاء، ويُقصد بذلك أن يطلب الداعي أمرًا قد حسمه الله سبحانه وتعالى مثل الخلود في الدنيا، أو طلب منازل الأنبياء في الآخرة.
ومن شروط استجابة الدعاء في ليلة القدر الصدق في الدعاء، أي الثقة بالله وحسن الظن به، وهنا يجب على المسلم أن يدعو ربه وهو موقنٌ بالإجابة وأنّ الله سيعطيه ما أراد، وهنا يجب الابتعاد عن سوء الظن بالله، فالله يكون دومًا عند ظن عبده به سواء خيرًا أم شرًا.
وهناك آداب يبنغي مراعاتها عن الدعاء وهي البدء بحمد الله والثناء عليه ثمّ على الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والختم بذلك أيضًا، واستحضار القلب في الدعاء، والدعاء في كلٍ من الرخاء والشدة، والاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها، وتجنب تكلف السجع في الدعاء، فيمكن للمسلم أن يدعو بالطريقة التي يشعر فيها بقربه من الخالق جلّ وعلا، والدعاء ثلاثًا، واستقبال القبلة، وجود يقين في الإجابة مع ضرورة الجزم في الدعاء، والإلحاح في الطلب وكثرة الدعاء وعدم استعجال الإجابة، ورفع اليدين أثناء الدعاء، والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة، وردُّ المظالم مع التوبة، وخفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر، والابتعاد عن المعاصي والذنوب، والاهتمام بأن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلالٍ، والدعاء للنفس ثمّ الدعاء للغير.
وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن بعض العلماء ذكر أوقاتًا يستجاب فيها الدعاء، وهي في جوف الليل، وليلة القدر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وساعة من كل ليلة.
وأضافت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «ما الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء؟»، أن هناك ساعة من يوم الجمعة وهي آخر ساعة بعد العصر يستجاب فبها الدعاء، وأيضًا عند النداء للصلوات المكتوبة، وإذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا، والدعاء في شهر رمضان، وفي السجود، وعند السفر، وبعد ختم القرآن، وعند الإفطار من الصوم، وعند نزول المطر ونحو ذلك.