"المدرسة البقرية" أنشأها قبطي .. أسلم على يد شرف الدين بن الأزكش

هناك في حارة العطوف المتفرعة من شارع باب النصر بالقاهرة تقع واحدة من المنشآت الأثرية المهمة، هي"المدرسة البقرية" ويرجع تاريخ إنشائها إلى ما قبل "776هـ/1374م"، ومنشئها شمس الدين شاكر بن غزيل المعروف بابن البقرى أحد مسالمة القبط.

وكشف لنا محمد خليل المشرف العام على إدارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بمنطقة آثار الجمالية‏ أن شمس الدين بن شاكر كان ناظر الذخيرة فى ايام الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، وهو خال الوزير الصاحب سعد الدين نصر الله ابن البقرى، وأصله راجع لقرية تعرف بدار البقر في الغربية.

وتابع: نشأ على دين النصارى وعرف الحساب وباشر الخراج، الى ان اقدمه الأمير شرف الدين بن الازكش استادار السلطان ومشير الدولة فى ايام الناصر حسن، فأسلم على يديه وخاطب بالقاضى شمس الدين ، وخلع عليه واستقر به فى نظر ذخيرة السلطانية وكانت تلك من الرتب الجليلة، واضاف اليه نظر الاوقاف والاملاك السلطانية.

ورتبه مستوفيا بمدرسة الناصر حسن،فشكرت طريقته وحمدت سيرته واظهر سيادة وحشمة، وقرب اهل العلم من الفقهاء، وتفضل بأنواع البر ولم يزل ابن البقرى على حال السيادة والكرامة، الى ان مرض ومات وهو يشهد شهادة الاسلام سنة(776هـ/1374م ) ودفن بالمدرسة.

وكشف خليل أن العمارة الخارجية لهذا الأثر تشمل واجهة رئيسية تطل على حارة العطوف،ويشغل طرفها الغربى المدخل الرئيسى لها،وهو مدخل بسيط يتقدمه حجر غائر على جانبيه مكسلتان حجريتان ، ويتوسطه فتحة باب مستطيلة يغلق عليها باب خشبى من مصراعين.

وتابع: أما العمارة الداخلية للاثر فيؤدى اليها المدخل الرئيسى حيث يفضى الى ردهة مستطيلة، وبضلعها الجنوبى الشرقى فتحة باب تؤدى الى الداخل،والتخطيط العام لهذه المدرسة غير تقليدى للمدرسة المملوكية حيث يتكون من ايوان مستطيل المساحة يقع بالجهة الجنوبية الشرقية،ويتصدر جداره الجنوبى الشرقى حنية محراب على يمينها منبر خشبى، وبالجهة الجنوبية الغربية والجهة الشمالية الشرقية سدلة مستطيلة المساحة تطل كل منهما على الإيوان الرئيسي بعقد مدبب.

وقال: ويتقدم هذا الايوان درقاعة مستطيلة المساحة،ويغطى سقفها سقف خشبى معرق تتوسطها شخشيخة خشبية يفتح عليها 12 نافذة مستطيلة،وقد ألحق المعمار بهذه المدرسة غرفة ضريحية يتوصل اليها من خلال فتحة باب تتوسط الجدار الشمالى الشرقى للسدلة الشمالية الشرقية بايوان القبلة.

وأضاف: وهى عبارة عن غرفة مستطيلة المساحة تقريبا،ويتوسط ارضيتها تركيبتان خشبيتان الاولى تعلو قبر المنشئ والثانية تعلو قبر سيدى محمد العقباوى،وقد سقفت هذه الغرفة بسقف خشبى معرق،ويشغل الجدار الشمالى الشرقى لها سدلة مستطيلة المساحة.