قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أهلا رمضان.. شهر الخير والإيمان


شهر رمضان شهر كريم مبارك أنزل الله عز وجل فيه القرآن الكريم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم... وكفى به شرفا وسؤددا...(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..) (185 سورة البقرة)

ويعدد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الله ونفحاته على عباد الله في هذا الشهر، ويبشر أصحابه وأمته من بعده بقدوم رمضان بقوله: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) (رواه أحمد ) وقوله: (إذا جاء رمضان: فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين) (رواه الشيخان)، وفي رواية للإمام مسلم: (فُتِّحت أبواب الرحمة، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين).

وهكذا فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان: صُفِّدت الشياطين ومَرَدةُ الجن، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وينادي منادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.. ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة.. إنه شهر البركة وشهر الأمن والأمان والقرب من الله الواحد الديان.. شهر تطهير النفوس والأبدان من الأمراض والمكدرات التي علقت بالشخص طوال العام.. شهر تجدد فيه للصائمين خلايا أجسامهم التالفة.. ويتجدد إيمانهم.. شهر يسمو بالمسلم الصائم إلى صفة من الصفات الملائكية.. ذلك أن الملائكة الكرام أجسام نورانية لطيفة.. لا يأكلون ولا يشربون...إلخ، وحينما يصوم الإنسان عن الطعام والشراب والشهوة يكون مشابها للملائكة في ذلك وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون...

هذا الشهر من فطَّر فيه صائمًا مخلصا ذلك لله كان مغفرة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار.. وكان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء... في هذا الشهر كانت تتوق نفوس الفقراء من الصحابة الكرام إلى بذل الصدقة، فقالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائمًا على مذقة من لبن أو تمرة أو شربة ماء.. ومن أشبع فيه صائمًا سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة.. شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار...

شهر رمضان الكريم له حق أصيل علينا.. لذلك ينبغي علينا أن نستقبل هذا الضيف الكريم بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن، وترك الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن، وأن نتقرب إلى الله فيه وفي غيره بصالح الأعمال حتى نفوز ونحوز رضا الله في الدنيا والآخرة، وننعم بالسعادتين وبالنظر إلى وجه الله الكريم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

نستقبله بالإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففيها تفريج للكروب وتفريح للقلوب وتيسير للأمور وشرح للصدور، وعلينا أن نكثر من تلاوة القرآن، فقد كان رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قرآنا يمشى بين الناس؛ بل كان قرآنا يمش على الأرض.. وكان خلقه القرآن..

نستقبله بالتحلي بالصبر والصدق والشكر والزهد والورع والمراقبة وبالأخلاق الكريمة حتى تصفو السرائر وتصحو الضمائر اهتداء بهدى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأن نحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب، وأن نكثر من الدعاء.. فشهر رمضان يستجاب فيه الدعاء إكراما لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد. فأقوالنا لله وأعمالنا لله وحياتنا لله " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"

فاللهم سلمنا جميعا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلًا.. يارب العالمين