قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قصة خلاف بين أشهر مؤرخ في تاريخ مصر ومحمد علي باشا تسببت في مقتل ابنه


على الرغم من أنه المؤرخ الأهم للعصر الحديث إلا أنه لم يسلم كثيرًا من الأذى بسبب موقفه المعارض لمحمد علي هو «الجبرتي» ناقل التاريخ وأحد أشهر كتبته.

عبدالرحمن الجبرتي أشهر مؤرخ في تاريخ مصر،ولد المؤرخ الكبير بالقاهرة عام 1167هـ/1754م بحارة الصنادقية المطلة على الجامع الأزهر، وينسب إلى أسرة نزح أجدادها من جبرت إحدى مدن الحبشة الإسلامية التي رحل منها أجداد الجبرتي إلى مصر.

وعن علاقته بمحمد علي كان الجبرتي رافضًا لسياسته حتى أن كتب يقول: ««إنه قد استغل في تحصيل الأموال بأي وجه واستحدث المكوس، وجعلها في دفاتر تحت يد الأفندية وكتبة الروزنامة فصارت من جملة الأموال الميرية في ضبطها».

كما وصفه الجبرتي:«من طبعه الحسد والشر والطمع والتطلع لما في أيدي الناس وأرزاقهم وأنه محب الشوكة ونفوذ أوامره ولا يصطفي ويحب إلا من لا يعارضه ولو في جزئية أو يفتح باب يهب منه ريح الدراهم والدنانير أو يدله على ما فيه كسب أو ربح».

أما عن أسباب الخلاف فكانت لما يراه الجبرتي بظلم محمد علي بسبب الضرائب حتى أنه كان رافضًا لطريقته مع المماليك رغم كل ما فعلوه مع المصريين، الخلاف بين محمد علي والجبرتي لم يكن عاديًا حتى أنه تسبب في خسارته ابنه.

وفقًا لكتاب «الفكر المصرى في القرن الثامن عشر بين الجمود والتجديد لـ عبد الرحيم عبد الرحمن يقول: «يمكن القول إن الجبرتي كان وسطا في بعض الأحيان في حكمه على محمد علي، ومن ذلك قوله: "له مندوحة لم تكن لغيره من ملوك هذه الأزمان، فلو وفقه الله لشيء من العدالة على ما فيه من العزم والرياسة والشهامة والتدبير والمطاولة، لكان أعجوبة زمانه وفريد أوانه، وهكذا يتضح أن الجبرتي لم يتجن على محمد علي، بل كان منصفا في عرضه لأعماله؛ فذكر ما له وما عليه، وهذه هي إحدى شيم المؤرخ الحقيقي الذي لا يحابي ولا ينحاز لأحد مهما عظم نفوذه، ولا يغمط الحقيقة حقها مهما كانت العواقب».

ويضيف: «وربما لو عاش الجبرتي فترة أطول وشاهد الطور الأخير من حكم محمد علي، لتغير موقفه منه، خاصة وأن الجبرتي توقف في كتابته عند عام 1236هـ/1821م، أي في وقت لم تكن فيه جهود محمد علي العمرانية والحضارية قد اتضحت بعد ومن المعلوم أن محمد علي أوعز إلى بعض الموالين له بنقد كتاب الجبرتي وتجريحه، فكتب الشيخ خليل الرجبي كتابا بعنوان: تاريخ الوزير محمد علي باشا، عرض فيه لمآثر محمد علي وأشاد بأعماله، ورد على ما جاء في كتابات الجبرتي بشأن محمد علي».

ويتابع: «موقف الجبرتي من محمد علي قد عرض حياته وحياة أسرته للخطر، وجلب عليه الضرر البليغ؛ ففقد ابنه خليل الذي قتله جنود محمد علي في شبرا بعد صلاة الفجر بأوامر من محمد بك الدفتردار صهر محمد علي ثم ربطوه برجل حماره، ولما أصبح الصباح عرفه الناس بما كان يحمله من دفاتر مكتوبة، وآلات لرصد النجوم والكواكب، وأخذ الناس في تناقل الخبر ونتيجة لحزن الجبرتي على ابنه، فقد بصره، وترك الكتابة والتأليف، وظل في داره منزويا حتى مات، يضاف إلى ذلك أن منزله بالصنادقية ومكتبته الحافلة بذخائر المخطوطات قد أحرقا خشية أن يكون فيهما أوراق أو كتابات معادية لمحمد علي».