قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

القنبلة النووية الإيرانية..خيال

×

ينشغل العالم كله الآن بالحديث عن مستقبل الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. خصوصا وأن هناك حالة هلع حقيقية داخل إيران من أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي في 12 مايو المقبل.وتشير أغلب الترجيحات أن ذلك سيكون قرار ترامب بالفعل.

فما هى حقيقة القنبلة النووية الإيرانية.. وهل هى موجودة فعلًا لدى طهران أو أنها امتلكت تقنيتها ؟ وما هى المكاسب التي حققتها طهران من وراء الاتفاق النووي وتخشى انسحاب ترامب منه فينهار على عقبيه؟

الحقيقة- قولًا واحدًا – أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الكبرى في الاتفاق المبرم تحت عنوان 5+1 قد ضمن لطهران الكثير على مدى العامين الماضيين فقد رفع الحصار الاقتصادي عن إيران بعد توقيعه، وافرج بموجبه عن عشرات المليارات من الاحتياطات المالية لإيران لدى الولايات المتحدة الامريكية وتدفقت على أثره بعض الاستثمارات في النفط داخل إيران. كما تنفست طهران بموجبه الصعداء كل ذلك مقابل أن توقف إيران نشاطتها النووية وبالتحديد وقف تخصيب اليورانيوم.

لكن الحقيقة أن طهران بموجب هذا الاتفاق الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وكان مغرمًا بالملالي ويخافه أشد الخوف بلا سبب!!

لم يحقق للعالم أي استقرار. صحيح أن إيران من خلاله وافقت مرغمة على تفتيش مواقعها النووية وأوقفت تخصيب اليورانيوم لكنها زادت من نشاطات صواريخها الباليستية وزادت من تسمين وتقوية ميليشياتها الإرهابية المنتشرة في سوريا واليمن ولبنان والعراق وغزت بها المنطقة!

هنا جاءت الحقيقة مجردة على لسان ترامب منذ انتخابه وهى أن الاتفاق النووي مع إيران أسوا اتفاق في العالم وأنه يسعى الى انسحاب واشنطن منه أو تعديله بما يفرض رقابة على الأنشطة الصاروخية لإيران ويفرض رقابة على تحركات الميليشيات الإرهابية التابعة لها.

وتعرف إيران ويعرف العالم كله أن انسحاب واشنطن منه يعني موت الاتفاق ونهايته التامة ولا تصبح له أية قيمة.

هنا تسود حالة من الهلع داخل إيران من انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق، وتهدد عبر رئيسها حسن روحاني وعبر وزير خارجيتها جواد ظريف باستئناف تخصيب اليورانيوم واستكمال أنشطتها النووية..

وهنا تأتي القضية الأهم.. فهل إيران فعلًا لديها قنبلة نووية أو هل بإمكانها أن تصل إليها حقا بتهديداتها هذه وتصبح من الدول النووية؟!

الحقيقة أن هذا خيال لا يقبع إلا في ذهن الإيرانيين فقط. ومجرد بالونة ضخمة أطلقتها طهران في الهواء لأن نظام الملالي القابع في طهران لايمكن ولن يتمكن من تطوير قنبلة نووية أو حيازتها.

فهذه ليست لعبة جميلة يمسكها بيده، وهو نظام شديد التطرف ويسعد العالم بذلك أو يتفرج عليه وهو يلهو بلعبته.

فإيران أولا دولة تنتمي للعالم الثالث وهذه حقيقتها وعارها معًا رغم كل الصراخ . ومعنى هذا أن تكاليف حيازة أسلحة نووية وقنبلة نووية يبدو صعب المنال.

كما أن طهران نظام متطرف يعادي العالم أجمع ، علاوة على أن امتلاكه لقنبلة نووية لن يمر بسلام أبدا ففي لحظة وصول معلومة استخباراتية واحدة للسعودية أن إيران امتلكت قنبلة نووية - وهو تم التصريح به علانية- وقبل أن تخرج القنبلة من معملها ستكون الرياض قد امتلكت قنبلة نووية مماثلة وربما أكبر. فالقضية لا تحتمل المزاح أبدًا.

كما ان اسرائيل العدو، ومن منطلق حساباتها الخاصة كذلك لن تسمح للملالي في ظل خطاباته العنيفة الإرهابية بامتلاك أسلحة نووية .

فالملالي عادي العرب قبل اليهود واخترق الدول العربية وينفذ مشروع الهيمنة الفارسية في الدول العربية بكل وحشية منتهكًا السيادة والاستقلال.

فهل يسمح له أحد بامتلاك قنبلة نووية؟!

المؤكد أن موضوع القنبلة النووية الإيرانية موضوع تضخم محليًا داخل طهران وذلك لإلهاء الإيرانيين عن معاناتهم الشديدة فهناك ملايين يعيشون الفقر والبطالة وهناك انتفاضة إيرانية عارمة انطلقت في أكثر من 120 مدينة إيرانية كبيرة في ديسمبر 2017 الماضي تحتج على سياسات الملالي وتفضح ارتباكه وفشله.

هنا علت بالونة القنبلة علّها تلهي الإيرانيين وتشغلهم عن الوضع المزري داخل طهران.