استقبلت جميع المواقع والمتاحف الأثرية اليوم الأربعاء جمهورها من المصريين والعرب المقيمين بالمجان فى إطار احتفال وزارة الآثار، باليوم العالمي للتراث الذي يوافق 18 أبريل من كل عام، وذلك بناء على قرار الدكتور خالد العنانى وزير الآثار.
وقال الباحث الأثري تامر المنشاوي إن مصر تشارك دول العالم احتفالها باليوم العالمى للتراث الذي يهدف إلى الحفاظ وحماية التراث البشري من خلال إقامة العديد من الفعاليات الثقافية والأثرية، مشيرا إلى أنه يوجد فى مصر 7 مواقع متنوعة مسجلة على قائمة التراث العالمي وهي دير أبو مينا بالإسكندرية والقاهرة التاريخية وجبانة منف (من أبو رواش إلى دهشور)، وآثار النوبة (من فيلة إلى أبو سمبل)، وطيبة القديمة (الأقصر) وسانت كاترين بالإضافة إلى وادي الحيتان كموقع للتراث الطبيعي.
واستعرض المنشاوى أهم ماتحتويه تلك المواقع من آثار حيث تضم جبانة منف أقدم الأهرامات (هرم زوسر) بسقارة وتم بناؤه على هيئة مصاطب في عهد الملك زوسر وقام مهندسه المعماري أيمحتب باستخدام الأحجار على نطاق واسع إلى جانب منطقة دهشور التى تضم هرمين للملك سنفرو وهما المنحني والأحمر وكذلك توجد أهرامات الدولة الوسطي للمك سنوسرت الثالث وأمنمحات الثاني والثالث.
وأضاف أنه يوجد في هضبة الجيزة أكبر وأعظم الأهرامات والذي يعود لعهد الملك خوفو من عصر الأسرة الرابعة وكذلك هرمي الملك خفرع ومنكاورع ومجموعة أهرامات صغيرة للملكات وكذلك تمثال أبو الهول الذي بناه الملك خفرع وهو من أروع التماثيل الموجودة في هذه المنطقة.
وتابع أن منطقة ميت رهينة تضم بقايا معالم مدينة منف القديمة ومنها بقايا معبد بتاح وحتحور ومقصورة الملك سيتي الأول وتمثال أبو الهول ويعودان لعصر الدولة الحديثة ومجموعة تماثيل للملك رمسيس الثاني ومنها التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني والذي تم نقله إلى باب الحديد ثم تم نقله مؤخرا إلى المتحف المصري الكبير .
وأشار إلى أن آثار النوبة المسجلة على قائمة التراث تضم معبدين لأبوسمبل والذي بناه الملك رمسيس الثاني ومعبد فيلة والذي شيد للمعبودة إيزيس، فيما تضم منطقة سانت كاترين بجنوب سيناء أحد أقدم الأديرة في العالم وهو دير سانت كاترين.
وبالنسبة لمنطقة القاهرة التاريخية..قال المنشاوي إن أهم ما تحتويه مسجد عمرو بن العاص أقدم مسجد وجامع في مصر إلى جانب مجموعة من المساجد الأثرية الفريدة منها مسجد أحمد بن طولون ومجموعة المساجد والمنشآت في شارع الصليبة والمعز وقلعة صلاح الدين الأيوبي والتي تعد من أهم القلاع في العالم الإسلامي.
وأوضح أن منطقة آثار طيبة الأقصر تضم معبد الأقصر وأقيم على أحد صروحه مسجد أبي الحجاج والذي يؤكد تعانق الحضارة المصرية والإسلامية، إلى جانب معابد الكرنك وأسسها العديد من ملوك مصر العظام..لافتا إلى أنه من أهم معالم طيبة وجود مقابر وادي الملوك والملكات والتى تضم مقبرة الملك توت عنخ أمون ورمسيس الثاني وسيتي الأول والملكة نفرتاري .
ونوه بأن آثار طيبة تضم كذلك معبد سيتي الأول بالقرنة والمعبد الجنائزي بالدير البحري للملكة حتشبسوت وبقايا معبد منتوحتب نب حتب رع أقدم المعابد وهو يعود لعصر الدولة الوسطي ومعبد الرامسيوم الذي شيده الملك رمسيس الثاني وآثار ومقابر عمال دير المدينة .
وفى الإسكندرية..أشار الأثري تامر المنشاوى إلى أنه تم تسجيل دير أبو مينا كمنطقة تراث عالمي وهو إحدى المناطق المهمة والتاريخية في مصر وكان مدفنا للقديس مينا، فيما قامت اليونسكو بتسجيل وادي الحيتان بالفيوم ليكون موقعا للتراث العالمي وهو الوحيد المسجل لمصر ضمن التراث الطبيعي وأعظم منظر يشاهده الزائر في هذه المنطقة وجود هياكل عظمية للحيتان .
وأكد المنشاوي أنه منذ فجر التاريخ قدمت مصر تراثا حضاريا ليس له مثيل متنوع بسبب تعددية الثقافات والحضارات يمتد إلى أقدم العصور التاريخية مرورا بالعصر العتيق والدولة القديمة التي بدأت ببناء المصاطب حتى بناء الهرم الكامل، ثم عصر الدولة الوسطى الذي أعاد لنا المجد بعد فترة الضعف، وظهرت قوة مصر في الدولة الحديثة في المعارك والبناء من خلال إنشاء معابد الكرنك والأقصر، والعصر المتأخر الذي أظهر لنا الصحوة المصرية، وفي العصر اليوناني الروماني شهدت مصر تاريخًا جديدًا في بناء المعابد وظهرت لنا الفنون والعمارة القبطية .
وأوضح أنه في العصر الإسلامي شهدت مصر قمة الحضارة في بناء المساجد والأسبلة والمنشآت، وظهرت عمارة عصر أسرة محمد علي باشا ولذلك تمتعت مصر بتنوع في الفنون والتراث..مطالبا باستغلال فعاليات اليوم العالمي للتراث فى تعريف النشء والشباب بالقيمة الأثرية والتراثية للحضارة المصرية إلى جانب العمل على حماية هذا التراث وترميم المباني التي تعبر عن عظمة الحضارة عبر العصور .