- عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:
- معجزة الإسراء والمعراج ذات معنى خاص تجاوزت النطاق الذاتي للرسول
- الإسراء والمعراج تمثل تكريمًا من الله ليس للنبي وحده ولكن للأمة الاسلامية
- أحمد عمر هاشم:
- رحلة الإسراء والمعراج كانت من أجل النبي ودخول المشركين في الإسلام ليس هدفها
- الإسراء والمعراج تُعد امتحان وتصفية للمنافقين
- علي جمعة:
- معجزة الإسراء والمعراج تمت في 27 من رجب بإجماع العلماء
- الإسراء والمعراج معجزة لا مثيل لها على الإطلاق في الوجود
- وزير الأوقاف:
- الفرج بعد الشدة والتسامح أهم دروس الإسراء والمعراج
يشهد اليوم السابع والعشرين من شهر رجب الهجري، ذكرى معجزة الإسراء والمعراج، والتي اختلف العلماء في كل أبعادها وملابساتها، سواء التوقيت أو الأحداث ذاتها، بل إن البعض عجز عن استيعابها تمامًا، عندما نسبها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحولها ثارت الأسئلة والفتاوى والجدل، وهو ما رصده «صدى البلد».
التوقيت الحقيقي
أكد الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن معجزة الإسراء والمعراج حدثت في الفترة المكية بعد عام الحزن، منوهًا بأن تحديد شهر ويوم حدوثها فقد فحص العلماء حتى أجمعوا على أنها تمت في 27 من رجب.
وأوضح «جمعة» أنها تمت في الفترة المكية بعد عام الحزن بعد التمحيص والتدقيق في الروايات أجمع العلماء أن الإسراء والمعراج 27 من رجب الأصب الأصم الفرد، مستندًا إلى أن هذا الشهر من الشهور الحرم التي حرم الله فيها القتال، والثلاثة تأتي سردًّا معًا، بعضها وراء بعض، ويأتي رجب وحيدًا فردًا.
وقال المفتي السابق، إن رحلة الإسراء والمعراج الغرض منها كشف أمور الغيب من جنة ونار وأحداث الساعة والإيمان بوجود الملائكة والحساب ويوم البعث والقيامة والجن والصراط المستقيم، مؤكدًا أن معجزة الإسراء والمعراج لا مثيل لها على الإطلاق في الوجود، والملحدون يعترضون على ذلك لأنهم يريدون أشياءً يقومون بالتجارب عليها حتى يقتنعوا، فبالنسبة لهم ذلك ليس اعتقادًا.
المشركون ليسوا هدف الرحلة
وقال الدكتور أحمد عُمر هاشم، عالم الحديث وعضو هيئة كبار العلماء، إن معجزة الإسراء والمعراج لم يكن الهدف منها إيمان أولئك المشركين ودخولهم إلى الإسلام، ولكنها كانت من أجل النبي - صلى الله عليه وسلم- فقط، ولكنها جاءت لتفرز أولئك الصادقين من أولئك المنافقين، لا لكي يؤمن المشركون، لأن الله يعلم أنهم قالوا له من قبل كما ورد بالآية 98 من سورة الإسراء: «أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ».
واستشهد «هاشم» أيضًا بقول الله تعالى في سورة الحجر: «وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)»، مشيرًا إلى أنها اختبار يُظهر المُحق من المُبطل، كما قال الله: « وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ».
ما بعد الإسراء والمعراج
وقال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، إن "النبي محمد أدى صلاة قبل رحلة الإسراء والمعراج، حيث كان يصلى ركعتين، وبعد الإسراء والمعراج زيدت فى الحضر ركعتين وبقيت فى السفر"، منوهًا بأن بعض الروايات تقول إن النبى كان يصلى ركعتين فى الصباح ومثلهما فى المساء وكانت هى طريقته في التعبد إلى الله.
أهم دروسها
ورأى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه ينبغي أن نقف في هذه الذكرى العطرة على درسين مهمين: الأول: عن الرحمة والتسامح، والدرس الثاني فهو: الفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر، فعندما تحدث الحق سبحانه وتعالى عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وعندما تحدثت السيدة عائشة -رضى الله عنها- قالت: «كان خلقه القرآن».
وأضاف أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت بعد وفاة السيدة خديجة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانت الصدر الحاني، وكانت خير رفيق، وخير معين لرسول الله في طريق الدعوة بعد الله -عز وجل-، فحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوفاتها حزنًا شديدًا، ثم وفاة أبي طالب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يحوطه ويغضب له، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف لعله يجد آذانا صاغية، فما وجد إلا الإعراض والتكذيب.
وتابع: "وبعد خروجه -صلى الله عليه وسلم- من الطائف دعا ربه «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي..»، وهنا نزل ملك الجبال يستأذن أن يطبق عليهم الأخشبين، وهنا تتجلى رحمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله الا الله. فقال جبريل: صدق من سماك الرؤوف الرحيم»".
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الدرس الثاني هو: الفرج بعد الشدة والضيق، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج، فمن المحن تأتي المنح، ولا يغلب عسر يسرين، حيث يقول -عز وجل-: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» [الشرح : 5 ، 6]، فإذا كان أهل الأرض لم يقدروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ينبغي فأهل السماء ينتظرون قدومه -صلى الله عليه وسلم-.
معجزة ذات معنى خاص
وبيّن الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الله -عز وجل- اختار لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وصف العبودية عند حديثه عن هذه الرحلة العظيمة، فقال تعالى «الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ»، والتي تدل على قمة الحب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبيان لأشرف منزلة يمكن أن ينالها الإنسان.
وأفاد بأن هذه الرحلة دعوة للتعايش وقبول الآخر، ومن ثم يجب على الناس جميعًا أن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، وأن هذه الرحلة المباركة جاءت ابتلاءً واختبارا من الله -عز وجل- لخلقه، فثبت من آمن وانقلب من ضعف يقينه.
وأوضح أن الإسراء والمعراج معجزة تمثل تكريمًا من الله ليس للنبي وحده ولكن للأمة الاسلامية كلها بعدما شهدت الرحلة إقرارًا بالصلاة، منوهًا بأنها ذات معنى خاص، وأن الإعجاز فيها لا يقف عند حد أنها حدث غير متكرر، بل أنها تعدت النطاق الذاتي للنبي، وكان لأمته نصيب منها، وهو أول ركن من أركان الإسلام، وهو إقامة الصلاة.