قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قوم يا مصري.. عندك نزولة يابو الرجولة


مائة عام مضت بين أغنية "قوم يا مصري .. مصر دايما بتناديك" (انتاج 1919) وأغنية "عندك نزولة يا بوالرجولة" (انتاج 2018)، وفي الواقع لا توجد مقارنة بين الأغنية الأولى والتي وضع كلماتها "بديع خيري"، ووضع لحنها وغناها "سيد درويش"، وبين الأغنية الثانية التي وضع كلماتها "تامر حسين" ولحَّنَها "عمرو مصطفى" وغناها "حكيم".

ولا يعني عدم تَذَكُر الشباب للأغنية الأولى والتفافهم حول الأغنية الثانية؛ أن الأولى ماتت والثانية ستعيش، هذا ليس مقياسًا عادلًا، ولكن يمكننا القول أن هناك أغاني تستحق الوصف بأنها أغان وطنية لعبت دورًا سياسيًا واجتماعيًا هامًا ولم تُنْسَ بالرغم من مرور عشرات السنين مثل (اسلمى يا مصر، مصر تتحدث عن نفسها، الجيل الصاعد، الأرض بتتكلم عربي، عظيمة يا مصر، الله اكبر فوق كيد المعتدي، النهر الخالد، الوطن الأكبر، أحلف بسماها وبترابها، وغيرها).

وهناك أغان يمكن وصفها بأنها (مَوْسِمِيَّة)، أي أنها تظهر لمواكبة حدث مُعين (الانتخابات الرئاسية مثلًا) ثم تنتهي، وأقرب مثال لذلك أغنية (بُشرة خير) التي وضع كلماتها "أيمن بهجت قمر" ولحَّنها "عمرو مصطفى أيضًا" وغناها المطرب الإماراتي "حسين الجسمي"، لتدعو الأغنية المواطنين للنزول للتصويت في انتخابات الرئاسة في جمهورية مصر العربية يومى 26 و27 مايو عام 2014، وقيل أنها أصبحت الأغنية الرسمية لمؤيدي الرئيس السيسي، ولكن أين هذه الأغنية الآن؟.

أعتقد أنه لا مجال لسماعها الآن حيث إنها أغنية (مَوْسِمِيَّة) كما سبق وأن ذكرت، وذلك ما دعا مُلحِنُها "عمرو مصطفى" للاستعانة بنفس اللحن تقريبًا وتغيير الكلمات لتكون أغنية "عندك نزولة يا بو الرجولة" لتواكب الانتخابات الرئاسية 2018، وربما سنستمع إلى نفس اللحن أيضا بكلمات أخرى في انتخابات الرئاسة عام 2022!.

ولا يمكن أن نُنْكر بأي حال من الأحوال الدور الوظيفي الهام لهذه الأغنيات الموسمية، حيث إنها تساهم في الحشد والتأثير في المواطنين، فضلًا عن بث روح البهجة والنشاط.

وتأكيدا لأهمية دور الأغاني الموسمية، يجدر بنا الإشارة أيضًا إلى أغنية "تسلم الأيادي" التي وضع كلماتها ولحَّنها "مصطفى كامل" كما شارك في غنائها مع مجموعة كبيرة من المطربين، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته هذه الأغنية إلا أنها (من وجهة نظري) من الأغاني الموسمية أيضًا، لكونها تُعبِّر عن موقف محدَّد وموجّه لدعم مؤسّسة الجيش عقب ثورة 30 يونيو.

الخلاصة: يمكن القول أن الأغنية الوطنية المصرية ارتبطت بمحطات تاريخية وأحداث سياسية عدة مرَّت بها مصر، إلى أن أصبحت جزءًا من ذاكرة المصريين وأداة توثيق لكثير من المراحل التي ساهمت في تشكيل وجدان الشعب المصري وعموم الشعب العربي ... دُمتُم بخير وفن.