مدير القومي للترجمة: حاجتنا للترجمة اليوم أشد من ذي قبل
أكد الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة، إن: "الترجمة نشاط يزداد أهميته، وإذا احتجنا إليه من قبل فالآن نحن أشد احتياجا له، والترجمة تحتاج لثقافة ومعرفة وقبلهما إرادة".
جاء ذلك خلال ندوة "إعداد المترجم" التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع المركز القومي للترجمة، بمقر المركز في ساحة دار الأوبرا.
وتحدثت الدكتورة نادية جمال الدين، عضو لجنة الترجمة وأستاذ الأدب الإسباني ورئيس قسم اللغة الأسبانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، عن العوامل التى يقوم عليها المترجم الجيد، وقالت إن من أهم مقومات المترجم الجيد بالإضافة إلى إتقان اللغة الأجنبية، إتقان اللغة الأم واكتساب حب القراءة، والعقلية النقدية التى تتشكل عبر إعمال العقل، والقدرة على التأمل.
وأشارت إلى أنه يفترض فى المرحلة الجامعية أن تنمو هذه المهارات الأكثر تخصصا.
وولفتت جمال الدين إلى أن المترجمين يعتبروا ثروة قومية، ويجب أن يكون مترجم النص الإبداعى قارئ جيد وناقدا قبل أن يكون مترجم، وأن يتمتع بالقدرة على التخيل مثل المبدع حتى يلين له النص ويفصح له، ولا يستغل قدرته على الترجمة فى تغيير الترجمة، وعدم الحديث عن مترجم آخر بشكل سئ، واقترحت إنشاء أكاديمية تتولى إعداد المترجم من خلال أساتذة لهم دراسات ثرية عبر ورش عمل ولقاءات، وتنفيذ أعمال بحثية عبر فرق لمبدعين عرب وأجانب، وأن تتولى الأكاديمية عمل دراسات لترجمات سابقة.
وأكدت أن نجاح عملية الترجمة لا يعتمد فقط على المترجم بل على متلقى الترجمة أيضا ونضجه وثقافته.
وعن المركز القومى للترجمة، تحدث مقرر اللجنة الدكتور محمد حمدى إبراهيم، كاشفا أنه شهد ميلاده منذ أن كان مشروعا، وإنه واثق أن ربان السفينة قادر على أن يمضى بها فى أمان.
وأكد أهمية الدراسة حتى لو كان المترجم يملك الموهبة فلابد أن يثقل الموهبة بالدراسة، فالموهبة تموت بغير دراسة، وتحدث عن أهمية تفكيك النص حتى يتسنى للمترجم تركيبه، ويجب ألا يتعجل المترجم الأمر حتى يصل للترتيب الصحيح، وإذا زاد طول جملة فى الترجمة أكثر أو أقل من اللازم فقدت جمالها، والكلمة لها مفهوم دلالى ومفهوم نجده من السياق.
وقال ابراهيم إن البعض يظن أن معرفة اللغة تكفى للترجمة، لكن هناك صعوبة شديدة في إثراء اللغة وتوصيل الصورة والمضمون.
ومن جانبه، تحدث الدكتور محمد عناني، عضو لجنة الترجمة وأستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، عن المترجم رفاعة الطهطاوى وكيف اتهمه البعض أنه عدو الدولة لأنه يفتح عقول الناس على أشياء غريبة ونفاه إلى السودان.
كما ألقي الضوء علي مارتن لوثر الذى علق على باب الكنيسة ٩٥ سؤالا، وترجم الكتاب المقدس من اليونانية الأصلية إلى الألمانية المعاصرة، وكان هدفه أن الفلاح وراء المحراث من حقه أن يقرأ الكتاب المقدس، وتساءل هل يختلف إعداد المترجم عن إعداد دارس اللغة، أجاب بالطبع كل المتخصصين بعلوم اللغة لم يخرج من بينهم مترجم جيد، وحول إقحام بعض الكلمات الأجنبية فى سياق الحديث، قال: استشرى هذا المرض خاصة بين خريجى المدارس الأجنبية.
وأوضح منهجى اسمه إعداد المترجم مع اعتبار المترجم حاصل فى البداية على شهادة جامعية، أى يعرف فى البداية اللغة العربية، فقد آن الأوان أن تكون إجادة اللغة العربية شرطا للالتحاق بقسم اللغة الإنجليزية.