نصح خبراء التجميل بالتخلص من صبغات الشعر واستخدام الحناء، وأكدوا أن كل شيئ قديم يعود مرة أخرى ولا سيما وأن كان له فوائد عديدة مثل الحناء التي استخدمت قبل آلاف السنين في مناطق زراعتها في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية ، ومثلما فعل قدماء المصريين الفراعنة حسبما ذكرت صحيفة "نيو ستريتس تايمز" الماليزية.

وذكرت الصحيفة، أنه عثر على مومياء الفرعون المصري رمسيس الثاني الذي توفى عام 1213 قبل الميلاد بشعر مصبوغ بالحناء، ونقلت عن الباحثة الأكاديمية الأمريكية "كاثرين كارترايت- جونز" قولها إن البحث الأثري المكثف في شرق البحر المتوسط ومصر اكتشف استخدام الحناء في العصر البرونزي (3200 – 600 قبل الميلاد)، بيد أن هذا لا يستبعد الاستخدام المبكر للحناء في مناطق أخرى.

وأضافت الصحيفة أنه بنفس الطريقة التي يتجنب بها بعض المستهلكين تناول الأطعمة المصنعة لصالح الأغذية الطازجة الصحية، فهم يتطلعون إلى منتجات التجميل الأقل ضررا على أنفسهم والبيئة، ورغم ذلك يحذر مسؤولو الصحة في بريطانيا من استخدام مادة "بارافينلين داي آمين" الكيمائية بإضافتها إلى أوراق الحناء المجففة والمطحونة لأنها ليست آمنة على الجلد عندما يتم تزيين البشرة بها في رسومات الحناء على الجسم لجعل الحناء غامقة أكثر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطلب على مستحضرات التجميل الطبيعية التي لا تحتوي على مواد كيماوية قوية، جعل الناس أكثر إقبالا على الحناء التي أصبحت بديلا راقيا بل وجعل صالونات التجميل خارج حدودها التقليدية، ومنها متجر بريطاني شهير لمستحضرات التجميل، يقبل عليها ويعتمدها ضمن مواد التجميل الأساسية.

ويستخدم المتجر الشهير مواد طبيعية مع إضافة كميات ضئيلة للغاية من المواد الكيماوية، ويستخدم الحناء من إيران في أربعة ألوان مع خلطها بأشياء مثل اللون النيلي والقهوة لإيجاد تنوع في الألوان.

ونوهت الصحيفة إلي أن العديد من المجتمعات في ماليزيا خاصة مجتمعي الملايو والهندية لديها تقاليد عريقة في استخدام الحناء في المناسبات التقليدية المهمة مثل أعياد الميلاد والختان والزواج، رغم أن استخدامها كأداة تجميل قل بصورة ملحوظة في العصر الحديث ليحل محلها أصباغ الشعر الكيماوية وطلاء الأظافر ومساحيق الزينة "المكياج".

كما أشارت الصحيفة إلى أن الحناء تعتبر خيارا جيدا للناس المشغولين لأنه سيتم استخدامها عند الحاجة إلى تغطية نمو الشعر الجديد، ولا تتطلب أي شئ بعد ذلك سوى غسل الشعر بالشامبو العادي، مؤكدة أن الحناء أيضا لتغذية فروة الرأس مما يعطي الشعر لمعانا طبيعيا.

ومن الألوان التي يستخدمها أحد صالونات التجميل في ماليزيا اللون العنابي وهو الأحمر الغامق الأقرب إلى اللون الطبيعي للحناء، كما يمكن استخدامه في منح خصلات الشعر ظلالا أغمق، كما يضيف زيت شجرة الشاي لعجينة الحناء للتخلص من قشرة الشعر مما يترك إحساسا منعشا على فروة الرأس. ثم يأتي دور البخار بتعريض الشعر لمدة 30 دقيقة مما يساعد على توسيع بصيلات الشعر لكي يتم امتصاص الحناء بشكل أكبر بحيث يصعب إزالتها.