قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بس مِيِلِي واتْبَسِّمِيلِي


من كلمات الشاعر سيد حجاب وألحان فاروق الشرنوبي، وتوزيع أمير عبدالمجيد غنى "علي الحجار" في أوائل التسعينيات أغنيته الجميلة «مكتوبالي»، ودعوني أذكركم بمطلع الأغنية:
دي مكتوبالي ..مترتبالي
شئ مش بإيدي ولا بإيدك
شُفْتِك قُبالي .. بلبلتي حالي
ومن ساعتها قلبي يريدك
وبس ميلي واتبسميلي ....

وقبل أن أتحدث عن "علي الحجار" سأحدثكم بداية عن العلاقة الطردية بين الابتسام والمَيْل، فإننا لا نبتسم ابتسامة حقيقية إلا لمن نَمِيلُ إليه، فإن الابتسامة تُعد تعبيرًا واضحا عن الانجذاب إلى شخص معين، فبعد النظرة يأتي الابتسام كوسيلة دبلوماسية راقية تلفت بها نظر الطرف الآخر ببداية المًيْلِ نحوه، بدون أي كلمات قد تُؤخذ عليك.

فمن خلال الابتسامة تستطيع (جس نبض) الطرف الآخر، ومن ثم إذا بادلك الطرف الآخر الابتسام فيكون ذلك بمثابة موافقة مبدئية ببداية المَيْل، بل و إذن مقنع لك بالانجذاب نحوه، وتحل الابتسامة هنا محل كلمات عديدة تحمل معنى واحد وهو التصريح لك بالاقتراب، وقد يتطور الانجذاب والمَيْل إلى حُبٍ حقيقي يُثمر عن رباط مقدس يجمع بين الطرفين ويقره المجتمع، وعلينا أن نتذكر أن البداية كانت (وبس مِيلي واتْبَسِّمِيلي).

أما عن "علي الحجار" هذا الصوت المصري الأصيل الذي لا يختلف اثنان على إمكاناته الصوتية المتفردة، ودفء مشاعره الصادقة التي تظهر في كل حركاته وسكناته بل وأنفاسه أيضًا.

وهنا أستعير جملة قالها صديقي العزيز الشاعر "أشرف جلال معاني" حيث قال إن (صوت علي الحجار هو العلاج الطبيعي لهشاشة الغناء)، وأنا أوافقه في هذا التوصيف الجميل، حيث أن الغناء العربي في الوقت الحالي يعاني الكثير من (الهشاشة).

وقد لا ينجذب البعض من الشباب إلى صوت "علي الحجار"، ودعوني أبرر لكم سبب ذلك من وجهة نظري:
إن صوت علي الحجار ينتمي للمدرسة الواقعية الكلاسيكية الراقية التي تحتاج إلى (أُذُنْ) مُدَرَّبة مسبقًا ومستعدة لاستقبال هذا الصوت وهذا الأسلوب الخاص في الغناء.

واسمحوا لي أن أنقلكم نقلة غريبة بعض الشئ، فأنا أرى أن صوت علي الحجار يشبه في رُقِيهِ القوالب الآلية في الموسيقى العالمية مثل (الصوناتا والسيمفونية والكونشرتو) وكلها قوالب آلية لا يوجد بها غناء وتم تأليفها من صفوة الموسيقيين العالميين، وقد صُمِّمَت هذه القوالب لتناسب طبقة النبلاء من الملوك والأمراء وعِلْيَة القوم من الطبقة الأرستقراطية.

وأنا أرى (من وجهة نظري) أن صوت علي الحجار يخاطب هذه الطبقة غير المنتشرة في زمانا الحالي، لذلك قد يَعْزِفُ البعض عن سماع أغنيات علي الحجار، بالرغم من محاولات علي الحجار الجادة للوصول لجميع طوائف الشعب، فقد غنى مختلف ألوان الغناء حتى يؤدي رسالته على الوجه الأكمل، فقد غَنَّى باللهجة الصعيدي و كذلك اللهجة الفلاحي، ولم يسعى لشهرة زائفة، بل حقق نجاحات حقيقية واقعية مستمرة نراها ونفتخر بها، وسنظل نذكر اسم "علي الحجار" كلما تحدثنا عن الغناء العربي الأصيل،،،، دمتم بخير وفن.