قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مدينة نيوم: صُنع فى مصر


عندما صار قلب الوطنى العربى مكلوما لما لحق بسوريا الشقيق جراء ذلك الغزو الإرهابى وتسلسل الوباء الداعشى فى أوعية بلدة من أجمل بلاد الوطن العربى تنبهت للخطر كثير من دول العالم العربى ولكن اعتلت عرش الريادة مصر.

كانت حرب مصر على الإرهاب منذ البداية قائمة على محورين هامين وهما: تجفيف منابع الإرهاب من المصدر ومحاربة الإرهاب فكريًا قبل عسكريًا.

فحتم دور مصر الريادى عليها أن تنبه أشقاءنا وتأخذ على عاتقها تصدير ثقافة الوسطية والفنون الراقية والاستثمارات الناجحة، فكانت رائدة فى مقاطعة قطر هى ودول الحصار ومفاوضات دولية خاصة بفلسطين وسوريا ولكن تظل الشقيقة الكبرى هى صاحبة النصيب الأكبر من ذلك التعاون الذهبى المثمر.

استجابت المملكة العربية السعودية لرسائل مصر الضمنية وتنبيهات سيادة الرئيس عن خطر الإرهاب، وبدأت تغير من شكل المجتمع السعودى وتضع رؤية لها تحت عنوان "السعودية 2030".

وداخل تلك الرؤية كان مشروع مدينة نيوم، تلك المدينة الجاذبة للسياحة والتى ستضم الروبوتات - أى عدد كبير من الإنسان الآلى- أكثر من البشر نفسهم بداخلها.

لا أحد ينكر هدف الاستثمار والسياحة المستفاد من ذلك المشروع، ولكن فى وجهة نظرى أن الهدف الأول من وراء إنشاء مثل تلك المدينة هو الانفتاح الثقافى الحضارى للمجتمع السعودى ليحصنه من أى فكر متطرف يستطيع أن يغزوه فى ظل أى نوع من أنواع الكبت المفرط والبعد عن الفن الراقى والموسيقى والمسارح.

ولكن من الصعب جدًا انفتاح مجتمع ظل مغلقًا قرون عديدة فجأة! فالتحول من الانغلاق المجتمعى إلى قمة الانفتاح الحضارى قد يخلق خلخلة فى المجتمع وعدم توازن ويثير القلق ويحدث اصطدام يفشل من المشروع ولذا تعاونت مصر والأردن فى مشروع مدينة نيوم.

إن مساحة السعودية اثنان مليون وربع المليون كيلومتر مربع، أى ضعف مساحة مصر وامتداد مدينة نيوم إلى ألف كيلومتر مربع من جنوب سيناء ليس لأن السعودية تحتاج لأرض مصرية ولا لأنها تحتاج تمويلا، على العكس فهى تملك التمويل الذى يكفى ذلك المشروع ولكن الذى تحتاجه من مصر هو ما لا يُشترى بالمال وهى الثقافة الوسطية المنفتحة المستنيرة المتحضرة وطبيعة المجتمع الموجودة تحديدًا فى جنوب سيناء حتى تختلط بثقافة المواطن السعودى تمهيدًا للانفتاح العالمى الكبير على جنسيات مختلفة.

أى أنها تأخذ من تلك البقعة درجة من درجات السلم على الانفتاح بخلق منطقة وسطية، فلا يمكن أن ينتقل الإنسان من درجة حرارة شدية الغليان إلى درجة حرارة تحت الصفر! فهى حالة قاتلة ولكنه يستطيع أن ينتقل من درجة حرارة عالية إلى درجة حرارة متوسطة الى درجة حرارة شديدة البرودة.

فضلا عن التأمين الحدودى لخليج العقبة والاستفادة المادية لمصر من استضافة ذلك المشروع والتعاون المشترك به وتوطيد العلاقات المصرية السعودية وإثراء الاقتصاد المصرى وتوحيد القوى فى الحدود الشرقية لنا فى وجه إسرائيل، فالمشروع مثل سفن تعبر معبرنا الملاحى يجرى على أراضٍ مصرية بل يُصنع على أراضٍ مصرية ولا يتعدى على ملكيتها.