قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الأزهر يهنئ المرأة بيومها العالمى.. الإمام الأكبر: فقدنا كثيرًا من طاقتها بسبب التهميش.. والمفتي: الإسلام كرمها ومنحها جميع الحقوق.. وعلي جمعة: 50 سيدة حكمن الأقطار الإسلامية عبر التاريخ

شيخ الأزهر والمفتي
شيخ الأزهر والمفتي
×

  • شيخ الأزهر:
  • فقدنا كثيرًا من طاقة المرأة بسبب تهميش المجتمع لها وإقصائها
  • مفتي الجمهورية:
  • المرأة شريك أساسى فى تحقيق البناء والتنمية.. والإسلام منحها جميع الحقوق المشروعة
  • أطالب بتضافر الجهود لوضعها في مكانها التنويري الصحيح
  • علي جمعة:
  • 50 امرأة حكمن الأقطار الإسلامية عبر التاريخ.. وتفوقن على الرجل في علم الحديث

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام، باليوم العالمي للمرأة، التي كرمها الإسلام تكريمًا عظيمًا، باعتبارها «أُمًّا» يجب برها وطاعتها والإحسان إليها، وجعل رضاها من رضا الله تعالى، وأخبر أن الجنة عند قدميها، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف، وجعل حقها أعظم من حق الوالد، وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها، فالقرآنُ والسنةُ يحُضَّان على معاملة المرأة بعدلٍ ورِفقٍ وعَطفٍ.

ويرصد «صدى البلد» في هذا التحقيق أهمية دور المرأة في الإسلام وتاريخها المشرف، فكانت حاضرة في الحرب ودروس العلم، وأفتت وتفوقت في العلوم الشرعية خاصة علم الحديث.

وهنأ الأزهر الشريف نساء مصر والعالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، مشددًا على دعمه التام للمرأة، ومساندته لدورها الفاعل فى بناء الأسرة والمجتمع، ولمشاركتها الإيجابية فى كل الميادين والمجالات.

وقال الأزهر الشريف إن الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة؛ أمًّا وأختًا وزوجةً وبنتًا، جميع الحقوق التي تُعينها على القيام بدورها، وحرمت أي مساس بكرامتها أو انتهاك لإنسانيتها، وأقامت ميزان العدل بينها وبين الرجل؛ أبًا أو زوجًا أو أخًا أو ابنًا، بما يكفل لكليهما أداء دوره بفاعلية في بناء أسرة صالحة ومجتمع قوى مترابط، ويحقق للأمة نهضتها ورقيها.

وقدم الأزهر الشريف، بهذه المناسبة، التحية لنساء مصر على ما يبذلنه من جهد وما يقدمنه من عطاء وبذل، خاصة أولئك اللاتى يَعُلْن أسرهن، لما فى ذلك من مشقة وكدح وعناء، سائلًا المولى -عز وجل- أن يجازيهن خير الجزاء، وأن يعينهن على أداء تلك المهمة الشاقة، وأن يحفظ بلدنا مصر من كل سوء ومكروه.

وأكَّدَ الإمامِ الأكبر الدكتور أحمَد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، أنَّ العالمَ العربيَّ والإسلاميَّ الآنَ، وأكثر من أيِّ وقتٍ مَضَى، في أمَسِّ الحاجةِ لإعلاءِ مكانةِ المرأة ودورِها في دَعمِ مسيرة التَّطوير وتنميةِ المجتمعات، لا سيِّما في ظلِّ التَّحدياتِ الرَّاهنة الَّتي تشهدُها مجتمعاتُنا العربيَّةُ والإسلاميَّة، وهُو ما يتطلَّب التأكيد على أهميَّة تعظيم دَور المرأة، وتكريمها، وإنصافها، واستغلالِ طاقاتها المُهدرة، واحترام حقوقِها التي كفَلَها الإسلام.

المرأةَ شريكةُ الرَّجلِ في الحُقوقِ والواجباتِ

وأضاف شيخ الأزهر: "إنَّ المرأةَ في شريعةِ الإسلامِ شريكةُ الرَّجلِ في الحُقوقِ والواجباتِ، فالإسلامُ هو أوَّل نظامٍ في العالمِ حرَّر المرأةَ مِن جميع الأغلالِ والقُيودِ الظَّالمةِ الَّتي كانتْ عليها، وذلكَ لأنَّ ظلمَ المرأةِ وتهميشَ دَوْرِها كانَ جُزءًا مِن طبيعةِ النِّظامِ الاجتماعيِّ قبلَ الإسلامِ، فَجاء الإسلامُ ليَقفَ بجوارِ المرأةِ: أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجةً، ويَضْمَنَ لها جميعَ حُقوقِها".

الإسلام بريء من تهميش المرأة
وأوضح الإمام الأكبر: "ولهذَا؛ فإنَّه مِن الخطأ النَّظر إلى أنَّ بعضَ ما تُعانيه المرأةُ الشرقيَّة من تهميشٍ إنَّما هو بسبب تعاليمِ الإسلام، فهذا زَعْمٌ باطلٌ، والصحيح أنَّ هذه المعاناةَ إنَّما لحقتْها بسبب مخالفةِ تعاليمِ الإسلام الخاصَّة بالمرأة، وإيثار تقاليدَ عتيقةٍ وأعرافٍ باليةٍ لا عَلاقةَ لها بالإسلام، وتقديم هذه التقاليدِ على الأحكام المتعلِّقة بالمرأة في الشريعةِ الإسلاميَّة".

فقدنا كثيرًا مِن طاقات المرأة المبدعةِ
وبيّن شيخ الأزهر أنَّ المرأةَ المسلمةَ عانَتْ بسبب كثيرٍ من القُيود خارجَ إطار الشريعةِ الإسلاميَّة، وهو ما أدَّى إلى ظُهور العديد مِن المشكلات؛ مثل العُنوسة والحرمانِ من الميراثِ وغيرها، بل إنَّ المجتمعَ المسلمَ فَقَدَ كثيرًا مِن طاقاتِه المبدعةِ حين سَمَحْنا –نحنُ المسلمينَ- بتهميش دَور المرأة وإقصائِها عَن مواقعِ التَّأثيرِ في مجتمعاتِنا.

المرأة نصف المجتمع
ورأى الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن المرأة شريك أساسي في تحقيق البناء والتنمية فى الدولة باعتبارها نصف المجتمع فهى إما أنها أم أو أخت أو زوجة أو ابنة، وما تقوم به من دور كبير فى تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع وقادرة على العمل والبناء لا يمكن لأحد أن ينكره.

الإسلام منح المرأة حق الحياة
ونبه مفتي الجمهورية، على أن الشريعة الإسلامية تحتفى بالمرأة وتمنحها جميع حقوقها المشروعة، مؤكدًا أن المرأة كانت ولا تزال محل العناية والرعاية في شريعة الإسلام، فقد جعل لها الإسلام حق الحياة بعد أن كانت تُدفن حية بعد أن تسودَّ وجوه من بُشِّروا بها، فى قول الله تعالى: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ»، وقول المولى عز وجل: «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ».

الشريعة الإسلامية جاءت لتنصف المرأة
ونوه الدكتور شوقي علام بأن الشريعة الإسلامية جاءت لتنصف المرأة وتكرمها وتعلي من شأنها بعدما كانت تتعرض للكثير من الظلم والمهانة قبل الإسلام في الجزيرة العربية وغيرها، كما أن الشريعة الإسلامية تكرم المرأة وتمنحها جميع حقوقها المشروعة، داعيًا إلى ضرورة تضافر جهود المؤسسات والهيئات المعنية من أجل وضع المرأة في مكانها التنويري الصحيح.

بر الأم ثلاثة أضعاف الأب
ولفت مفتى الجمهورية إلى أن الإسلام جعل بر الأم ثلاثة أضعاف الأب حتميًّا على الأبناء، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات أي بطاعة الأبناء لهن، وأعطاها حق العمل ومشاركة الرجال في تنمية البلدان والمجتمعات، وبلغ الاعتداد بالمرأة في الإسلام مبلغًا لم تصل إليه تشريعات البشر الوضعية إلى يومنا هذا ولا تستوعبه حتى قيام الساعة.

الإسلام حافظ على المرأة وأعلى من شأنها
وكشف عن أن الجزيرة العربية كان لديها أنماط عديدة من العلاقات بين الرجل والمرأة وهي علاقات غريبة ولا ينتج عنها تكوين أسرة حقيقية تؤدي لاستقرار المجتمع، حتى جاء الإسلام وألغى كل هذه الأنماط غير السوية وحصرها في العلاقة الشرعية وهي علاقة الزواج بين الرجل والمرأة، حفظًا لكرامة المرأة وإعلاء لشأنها، مضيفًا: "يكفي أن إكرام المرأة واتقاء الله فيها من خواتيم وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «استَوْصُوا بالنساء خيرًا».

الإسلام جعل للمرأة حقًا في الميراث
وشدد على أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة وجعلتها وارثةً نصيبًا مفروضًا بعد أن كانت تورَّث بذاتها وتتنقل بين الرجال انتقال التركات، وأفرد لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لم تعرفها في الجاهلية، مؤكدًا أن الإسلام ضمن للمرأة حقها في الميراث وحرم أكله بالباطل، منبهًا على أن العادات والتقاليد الفاسدة هي التي رسخت لمفهوم حرمان المرأة من الميراث، وينبغي أن نصحح ذلك لأن القرآن عندما نزل حدد للمرأة ميراثها وحقوقها.

نساء كثيرات أَثَّرْنَ في مسيرة الأمة الإسلامية
وأشار الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى أن هناك نساءً كثيرات أَثَّرْنَ في مسيرة الأمة الإسلامية، وساهمن في رفعة مجدها في جميع المجالات، ولقد بدأ الدور النسائي في المسيرة الإسلامية مبكرًا جدًا.

وقال إن المرأة المسلمة تفوقت على الرجل في جوانب كثيرة في علوم الحضارة الإسلامية، خاصة في جانب علم الحديث ومعرفة رواته، ويسجل تلك الشهادة أئمة علم الحديث والمصطلح، فيقول الإمام الذهبي: «وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها». «ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للإمام الذهبي»، ويؤكد الحافظ بن حجر ذلك الأمر، حيث يقول: «لا أعلم في النساء من اتهمت ولا تركت».

وأضاف أن التاريخ الإسلامي يذكر أن هناك أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ، بداية من ست الملك إحدى ملكات الفاطميين بمصر، التي حكمت في بداية القرن الخامس الهجري، مرورًا بالملكة أسماء والملكة أروى، اللتين حكمتا صنعاء في نهاية القرن الخامس الهجري، وزينب النفزاوية في الأندلس، والسلطانة رضية التي تولت الحكم بدلهي في منتصف القرن السابع الهجري، وعائشة الحرة في الأندلس، وست العرب، وست العجم، وست الوزراء، والشريفة الفاطمية، والغالية الوهابية، والخاتون ختلع تاركان، والخاتون بادشاه، وغزالة الشبيبة، وغيرهن كثيرات.

دور المرأة في تربية الأبناء

وجه الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، تهنئة للمرأة المصرية أمًا وأختًا وزوجة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة؛ مؤكدًا دورها الفعال في المجتمع فهي شريك أساسي في بنائه وتنميته، وهي من تقوم على تربية وإعداد جيل من الشباب قادر على مواجهة التحديات والوقوف أمام الصعاب.

المرأة أثبتت تفوقها في شتى المجالات
وقال عفيفي إن الإسلام كرّم المرأة وجعل لها مكانة اجتماعية خاصةً في كل المجالات، مشيرًا إلى أن المرأة على مدار التاريخ أثبتت قدرتها على التفوق في شتى المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإبداعية غيرها، منبهًا على أن الإسلام أعطى للمرأة جميع حقوقها وجاءت هذه الحقوق واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.