قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بقايا سوريا.. تفاصيل المشاريع الشيطانية التي مزّقت دمشق

×

تدحرجت الثورة السورية التي اندلعت في مارس 2011 ، ضمن موجات الربيع العربي التي انطلقت آنذاك في كل من مصر وسوريا واليمن وليبيا إلى العنف والدم منذ لحظاتها الأولى.

وأصبحت حربا أهلية ضارية بين النظام السوري بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه روسيا والصين وإيران وميليشيا حزب الله التابعة لإيران من جهة. وبين جماعات المعارضة السورية والجيش الوطني الحر من جهة. والفصائل والميليشيات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم داعش من جهة ثالثة،

وأصبح المسرح السوري ميدانا لأبشع وأكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث مع وجود أرقام دولية ترصد فواجع على الساحة السورية بمقتل ما لايقل 350 ألف سوري. وتشريد ما بين 5-6 ملايين من اللاجئين السوريين.

والحاصل أنه عندما تتداخل وتتوحد الأجندات الأجنبية والاستخباراتية على دولة ما فإن مصيرها سيصبح بلا شك مثل سوريا.

وما جرى في سوريا ولا يزال يعتبر نموذجا حيا، لصراع استخباراتي ودولي شرس جرت وقائعة ولا تزال على المسرح السوري بعدما فرطت الأطراف السورية في وطنها.

فالرئيس السوري بشار الأسد ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية لم يترك ولم يخلق أي مجال للسياسة او للتفاهم أو حتى لطرج مباردة للتهدئة. ولكنه سريعا ما ألقى بنفسه في أحضان حلفائه من الروس والإيرانيين وميليشيا حزب الله، والذين صوروا له الأمر منذ الأيام الأولى، أنه مجرد مؤامرة كبرى منصوبة على دمشق فاتخذ قرارا بالقصف والإبادة.

وعلى الناحية الأخرى لم تكن المعارضة السورية بريئة كما يتصور البعض. فقد بحثت شتى الأطراف المعارضة السورية التي خلقت في الظلام وداخل عواصم عربية عدة عن مدد عسكري وسياسي من الخارج فتدخلت قطر وتدخلت السعودية وتدخلت دول وأجهزة استخباراتية أخرى صورت للعالم أنها تقف في صف المعارضة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

لكنها لم تكن تبحث سوى عن مكان في دمشق.

فالوطن السوري ومنذ أن لجأ طرفاه " النظام والمعارضة " واستقويا بالخارج اصبح نهبًا لأجندات سياسية وإقليمية ودولية شتى.

ومما زاد الطين بلة أو بالأحرى ما أدى إلى انجرار سوريا الى آتون الحرب الأهلية الدائرة حتى اللحظة، هو ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية على المسرح السوري منذ اللحظات الأولى

فظهرت القاعدة ومعها جبهة النصرة وبعدهما زحف داعش وأصبحت سوريا متخمة بالإرهابيين والخونة وبائعي الوطن.

واصبح كل طرف يلعب لحساب داعميه..

واليوم ما الوضع ؟

للأسف حرب أهلية مريرة ليس لها نهاية ولن تكون لها نهاية قريبة لأنها لم تعد حتى بين السوريين بعضهم البعض. ولكنها أصبحت حربًا إقليمية ودولية بالوكالة وصراع مشاريع شيطانية عدة ..

فهناك مشروع روسي في دمشق تسانده 9 قواعد عسكرية روسية جرى إنشاؤها خلال الحرب ومكاسب عدة يحصدها الدب الروسي.

وهناك مشروع أمريكي يظهر من خلال الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية وتسانده نحو 20 قاعدة عسكرية أمريكية ونقظة إرتكاز كبرى.

وهناك مشروع إيراني طائفي مذهبي وحشي من الدرجة الأولى تسانده نحو 5 قواعد إيرانية تنتشر بالقرب من دمشق على بعد اثني عشر كيلو مترًا من العاصمة السورية.علاوة على قواعد إيرانية أخرى في كل من "مطار السين" و"مطار دمشق الدولي"، وأخرى في حلب تضم مقاتلين من ميليشيات حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وقاعدة في القنيطرة.

كما أن هناك مشروعا تركيًا سافرًا بكل المعايير يضرب في شمال سوريا ويلعب لحساباته الخاصة وتسانده 3 قواعد تركية

ولم تترك بريطانيا الفرصة، فقامت هى الأخرى ببناء قاعدة عسكرية لها في منطقة "التنف"، كما تمتلك ميليشيات حزب الله اللبناني 4 قواعد عسكرية ونقاط كبرى للتمركز.

وبعد فهل يتوقع أحد أن تهدأ المذابح أو تتجه أطراف سوريا للتسوية؟

للأسف إن سوريا اليوم تحتاج إلى حل توافق عليه ثلاث دول كبرى هى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا، وتوافق عليه دول اقليمية متصارعة داخل دمشق في مقدمتها إيران وتركيا كما تحتاج إلى موافقة تنظيمات إرهابية كبرى مثل القاعدة والنصرة.

لم تعد هناك سوريا ولكن بقايا وطن باعه أبناؤه ومزقته المشاريع والأجندات.