مرض شديد العدوى قتل الملايين من الناس على مدى 1400 سنة الماضية، ولايزال يتفشى بشكل متقطع في 36 بلد حول العالم، وربما واحدة من أكبر الأسرار المرتبطة بالطاعون هو كيف وأين يستطيع المريض به أن يبقى على قيد الحياة في ظل تفشي المرض.
ومثل العديد من مسببات الأمراض الأخرى، لا يمكن للبكتيريا التي تسبب الطاعون، البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن في البيئة دون حماية، وعلى الرغم من ذلك، تتكرر حالات تفشي الطاعون باستمرار في العديد من المواقع، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة ـ"daily mail" البريطانية.
أشارت الصحيفة إلى أن البكتيريا قادرة على العثور على ملجأ والبقاء فيه على قيد الحياة لعدة سنوات، حتى بعد تفشي المرض، لتبدأ دورة العدوى من جدبد.
وتظهر الدراسة التي أجريت مؤخرًا في مركز أبحاث الأمراض المعدية التابع لجامعة ولاية كولورادو، أن الأميبا، وهي "الكائنات الشائعة في التربة والمياه التي تنقلها البكتيريا" هي السبب في انتشار البكتريا، وبالتالي يتمكنوا من التحكم بها فور توصلهم لحل يقتل نشاطها في التربة.
يذكر أنه الطاعون قد تسبب في ثلاثة حوادث مفجعة في جميع أنحاء العالم، طاعون جستنيان قتل الملايين من الناس في الإمبراطورية البيزنطية بين عامي 541 و 750، بعد ذلك، دمر الموت الأسود السيئ السمعة الكثير من آسيا وأوروبا في الفترة من عام 1330 إلى 1480، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 30% من كل الأوروبيين.
وفي الآونة الأخيرة، ظهر الطاعون مرة أخرى في الصين في عام 1855 وانتقل إلى الموانئ في جميع أنحاء العالم على مدى القرن التالي، مما أسفر عن مقتل حوالي 12 مليون شخص.
جزء مما يجعل هذا المرض معقد للغاية، أنه قادر على إصابة أكثر من 250 نوع من الثدييات، والكثير من الحشرات عبر أكثر من طريقة لنقل العدوى، على سبيل المثال، يمكن أن تنتقل عن طريق لدغة من برغوث مصاب أو عن طريق استنشاق بكتيريا السعال من قبل الحيوان المصاب.
وقد يحدث تفشي الطاعون أيضا في بيئات متنوعة جدًا، وتستخدم آليات مختلفة للبقاء في كل مكان، ومنها وجود الأميبا في التربة، والتي تتمكن من البقاء حية في التربة لفترات طويلة، حيث توصلوا إلى أنها عاشت في التربة لفترة من 10 آلاف إلى 40 ألف عام مضى.