قال نابليون بونابرت إنه لا يوجد كلمة مستحيل إلا فى قاموس الضعفاء، كما قال أيضًا إن قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه.. ومنذ تكليف سيادة الرئيس بتطهير وإعلان سيناء خالية من الإرهاب كان لابد من خطة عسكرية محكمة فوق الأرض وتحت الأرض.. فالارهاب فكره يتجدد مع كل نسمة صباح جديدة، ولم يكتف الإرهابيون بزرع الإرهاب فوق أراضى سيناء ولكن أقاموا مزارع المخدرات فى تلك الأراضى وأقاموا مسطحًا من المتفجرات تحتها أيضًا.
ولذا تضمنت كلمة الرئيس فى زيارته لغرفة العمليات بشرق القناة الإشارة الى أنه والسادة الوزراء والحضور يتحدثون من غرفة عمليات تحت الأرض بحوالى 27 مترًا لكى يطمئن الجميع ويصل برسالته الى الإرهابيين أن القيادة على علم بما تحويه أراضى سيناء مترًا مترًا .
من المتوقع أن تحقق عملية التطهير نجاحًا يصل الى مائة بالمائة، ولكن لأن قلب القائد فى عقله اقترنت تلك العملية العسكرية بالتعمير ومشروع التنمية الشاملة لشبة جزيرة سيناء وهذا هو المصل الوقائى لعدم رجوع بؤر الإرهاب مرة أخرى فى تلك الأراضى.
فالفراغ العمرانى هو الذى يجعل منها مادة خصبة وغنية لكى يترعرع الإرهاب وينتشر ويكون قاعدة قوية له تستطيع أن تغزو باقى المدن المصرية. فالطبيب عندما يستئصل ورمًا كبيرًا وينجح بالفعل فى إزالته تمامًا يتبقى أثر ذلك الورم فراغا، يّمكن ذلك الفراغ ترعرع الخلايا المتبقية على حواف ذلك الجرح فيعود الورم مجددًا! فيذهب معه مجهود الجراح الماهر ونعود للمربع صفر.
هكذا الحال تمامًا فى سيناء فبعد التطهير الكامل من الوارد جدًا أن يتبقى عناصر معدودة تعود بعد فترة لإقامة بؤر جديدة ولكن سرعة إحلال التنمية الشاملة فور انتهاء العملية العسكرية الشاملة بيوم واحد يؤكد الحيلولة دون الرجوع للمربع صفر مرة أخرى.
التنمية الشاملة تتضمن التعمير الاقتصادى والتعليمى واقامة مجتمعات عمرانية كاملة بمرافق كاملة ومستشفيات واستثمارات ومقاصد سياحية وتعليمية يعمل بها أهالى المنطقة هناك تحقق لهم العيش الكريم تحد من البطالة التى تقدم عناصر خام للإرهاب وتضمن التواجد الأمنى المستمر .
كما تقلل من الأماكن الخاوية التى توفر مأوى للإرهابيين كما تتخذ أهالى سيناء درعًا بشريًا مدافعًا للوطن وعاملا بشريًا قانونيًا فعندما يكون للمواطن السيناوى مجتمعًا عمرانيًا يعمل تحت مظلته ويحقق ربحًا اقتصاديًا وعلميًا يكون هو المحارب الأول والمدافع الأول عن الأرض ضد أى عنصر مخرب وتكفيرى، ضد أى يد تمتد على مستقبل أولادهم.
فبادرة التنمية الشاملة من قبل الحكومة والقيادة السياسية ما هى إلا وثيقة طمأنينة بادرت بها الدولة تجاه أهالى سيناء تمد يد التعاون لهم مطالبة اياهم أن يكونوا تحت جناح الدولة وأن يكونوا طرفًا فى الصراع من أجل حرب الوجود لا حرب القضاء فقط بل حرب التعمير والتنمية أقوى مصل خلق ضد وباء الإرهاب.