قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

إيران.. الاحتلال الجديد

×

يمثل نظام الملالي الحاكم في إيران لغزًا محيرًا للعالم أجمع ولغزًا أصعب بالنسبة للمصريين.. وهو يمثل هاجسًا للعالم كله، كما أن هناك احتشادًا دوليًا في مجلس الأمن وخارجه ضد التدخلات الإيرانية السافرة في مختلف دول المنطقة.. بدءًا من سوريا ومرورًا بالعراق ولبنان واليمن وغيرهم.

وليس هذا فقط بل إن تدخلاته تمثل صداعا هائلا لمختلف الدول العربية والاقليمية والدولية التي تحس بوطأة أنفاس الملالي في كافة أرجاء المنطقة.

لكن مع هذا الإحساس المتزايد بالدور الخطير الذي يقوم به النظام الإيراني والتدخلات السافرة، يبدو التجاوب الشعبي والسياسي المصري مع الدور الإيراني باهتًا أو فاترًا بأصدق تعبير.

فالمصريون والنخبة السياسية المصرية، لاتحس بخطورة هذا الدور ولا تتفاعل كما يتفاعل العالم كله مع المشكلة التي يمثلها.

وهو ما يعتبر مؤشرًا خطرًا، لأنه إهمال في غير وقته وتجاهل ليس في مصلحة أحد.

والحاصل أن نظام الملالي الحاكم في طهران يمارس دورا مشبوها – قولا واحدا – ولا مبرر سياسي أو اقتصادي لتدخلاته السافرة المزعجة في مختلف شؤون المنطقة سوى أنه ينفذ حرفيا مبادىء ثورته التي اندلعت في عام 1979 وتنص على تصدير مبادئها للخارج، بالرغم من أنها في الأساس كانت ولا تزال ثورة ايرانية محلية خرجت في طهران لإزاحة نظام الشاه وجاءت بالملالي مكانه ..

فما ذنب العالم ولماذا يفرض عليه؟ وتفرض على المنطقة ان تتجاوب وتتقبل هذه الثورة الدينية التي اندلعت في طهران قبل أربعة عقود؟!

الواقع ومن قراءة محايدة تماما للدور الإيراني فإن ما تقوم به طهران، ويزعج الولايات المتحدة الأمريكية ويزعج السعودية، ومختلف دول مجلس التعاون الخليجي – باستثناء قطر لتحالفها مع الملالي –

يزعج مصر أيضًا ويعتبر مهددًا للأمن القومي العربي في الصميم.

فالدور الإيراني المساند لميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن يبدوا مهددا للسعودية والأمن القومي الخليجي.

والدور الإيراني في العراق أكثر خطور من أن تصفه كلمات قليلة.

ويكفي أن يقال إن إيران تسيطر سيطرة كاملة على مجريات الأمور في بغداد.

وكذلك الحاصل في لبنان فإن دور حزب الله التابع لإيران باعتراف زعيمه حسن نصر الله يبدو معيقا للعملية السياسية الطبيعية في بيروت.

أما في فلسطين فإن التأييد الإيراني السافر والمكشوف لحركة حماس كان ولايزال عامل قلق على الساحة الفلسطينية.

وفي سوريا فإنه دور خطير بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. لأنه لايساند نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد العصابات الإرهابية وخصوصا القاعدة وداعش، ولكنه يختلق صراعا دينيا مذهبيا وهو ما يستحق مقالات ودراسات كاملة مستقلة.

إيران الملالي مصدر خطر .. وقيامها بابتلاع الأوطان العربية واحدا تلو الآخر يؤكد أنه احتلال جديد!

شاء من شاء وأبى من أبى

أما حكايات وأوهام التقارب المصري – الإيراني والرغبة في ذلك من قبل البعض.. فلا مجال للرد عليها أكثر من أن كافة القيادات السياسية المصرية الحاكمة منذ عام 1979 كانت تتحسب تماما لهذا الدور الإيراني في المنطقة وأحجمت عن التجاوب معه أو اقامة علاقات طبيعية.