"شارع الألفي" يقع على بُعد 600 متر تقريبًا من ميدان التحرير، ويُعد أكثر شوارع منطقة وسط البلد رقيًا وجمالًا، ولقبه البعض بــ«شانزليزيه وسط البلد» نظرًا لأنه يضاهى فى بهائه الشارع الفرنسى العالمى الذى قصده السائحون على مدار عشرات السنين، وعلى الرغم من مرور الكثير من العصور على منشآت الشارع إلا أنها مازالت تحتفظ بعظمتها وعراقتها.
عدسة "صدى البلد" تجولت بشارع الألفى بمنطقة وسط البلد لرصد آراء التجار وزائري الشارع فيه عقب تطويره.
استهل الحاج فهمى عزت، أحد زائري الشارع، حديثه قائلًا: "أنا زرت الشارع قبل تطويره ولكننى سعدت بهذا التطوير لأنه أعطى منظرا حضاريا للشارع"، مشيرا إلى أن تطوير الشارع يجذب السائحين الأجانب والمصريين لأنه أصبح من أرقى شوارع وسط البلد، موضحًا أن أهم ما يلفت انتباهه المقاعد الجديدة بالشارع ومكتبة القراءة.
وعلقت زينب على تطوير الشارع قائلة: "ربنا يخلى لينا السيسي لأنه يهتم بكبار السن والغلابة"، مشيرًة إلى أن الشارع تطور حضاريًا واجتماعيًا، حيث ازداد الإقبال على زيارته والجلوس فيه على أحد المقاهى أو أحد مقاعد الشارع.
وأوضحت نور طارق أن الشارع أصبح يضاهى شوارع أوروبا، خاصًة فى الليل، مطالبًة المسئولين بالاهتمام به وعدم إهماله مرة أخرى، وقالت: "مكنتش بحب أقعد فيه أنا وصحابى لكن دلوقتى بنحب نتصور فيه وبنشوف سياح يتصوروا فيه أيضًا والأهم عدم وجود ما يزعجهم من الشباب بهذا الشارع".
فيما أكدت "غفرا هانى" أن الشارع أصبح مبهجا بعد التطوير، لافتًة إلى أنها تقصده رغم سكنها البعيد عنه، واصفًة الشارع بـ "شانزليزيه مصر".
وكان قصر الألفى، أكبر قصور بركة الأزبكية وأكثرها بهاءً وجمالًا، من بين عشرات القصور التى أحاطت بالبركة، والتى نُسبت إلى أمراء وبكوات المماليك، فقد كانت منطقة الأزبكية وضواحيها، أحد أهم الأماكن الجاذبة لرجال الدولة المهمين فى تلك الآونة، وضمت الكثير من أصحاب النفوذ والسلطة، فقد كان المرور بجوار حديقة وبركة الأزبكية أحد الأحلام التى راودت المصريين فى ذلك الوقت.
وبعد مرور ما يقرب من 80 عامًا على إنشاء القصر العظيم، تولى الخديوى إسماعيل الحُكم، وكان مدركًا لقيمة الحلم الذى تركه له جده محمد على باشا وأبوه إبراهيم باشا له، فمنذ لحظات حكمه الأولى لمصر، أراد أن يضع مصر فى مصاف الدول الأوروبية التى شهدت تقدمًا ملحوظًا فى مجال المعمار فى ذلك الوقت، وأولى اهتمامًا كبيرًا بالمعمار بالعاصمة، حيث استعان بكبار المعماريين الفرنسيين والإيطاليين لتحقيق ما أراده.
وبدأت إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، واللجنة القومية لحماية القاهرة التراثية، في تنفيذ الخطة التى وضعت لتطوير القاهرة الخديوية، والحفاظ على كل ما تم انجازه من قبل، حيث وجه المحافظ بعمل اتحاد شاغلين بشوارع وسط البلد التى تم تطوير واجهتها لضمان حماية وصيانة العمارات والشوارع بشكل مستمر، كما حاول التواصل مع جهات لتمويل تطوير العمارات من الداخل أيضًا واختار عمارتين للبدء فى تطويرهما من الداخل كتجربة وقياس حجم النفقات المُخصصة لذلك.