الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«سيناء 2018» تستنزف الإرهاب وبنيته التحتية


نزلت حرب الاستنزاف، الشاملة، التي تشنها حاليا القوات المسلحة المصرية على الإرهاب في جميع أنحاء مصر، كالصاعقة على رؤوس أجهزة المخابرات التي بنت إستراتيجيتها على استنزاف اقتصاد مصر وتدميره ، في إطار تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير القائم على تفتيت الدول العربية إلى دويلات متحاربة على أسس دينية، وعرقية، ومذهبية، وعشائرية.

ومن لا يعتقد في مدى هول الصدمة التي تتلقاها حاليا هذه الأجهزة الاستخباراتية جراء عملية" سيناء 2018"، عليه تتبع الخيوط الأولى لمخطط الشرق الأوسط الكبير وما تم تحقيقه في إطار ما أطلق عليه أبان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن (2001-2009) نشر الفوضى الخلاقة في ربوع دول المنطقة بزعم الانتقام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد واشنطن ونيويورك.

فعندما التقى مجموعة من رؤساء أجهزة الاستخبارات الغربية بمشاركة مائير داجان، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في باريس عام 2005 لمتابعة مخطط تقسيم الدول العربية، بعد أن لاح في الأفق اقتراب نجاح عملية تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات شيعية، وسنية، وكردية، شدد رئيس الموساد على ضرور التعامل مع الدول التي ستستعصي على التقسيم من خلال استنزاف اقتصادها.

وكان موقع استخباراتي فرنسي كشف عن أن رئيس الموساد توقع أن تكون مصر هي الدولة العربية الكبرى الوحيدة التي ستستعصى على التقسيم، وبرر ذلك بغياب المذهبية والطائفية عن مصر رغم اعترافه بوقوع بعض الأحداث الطائفية بين الحين والآخر بين المسلمين والمسيحيين في صعيد مصر.

واعتبر رئيس الموساد أن تمويل وتشجيع جماعات إرهابية ترتدي عباءة الإسلام، هي السبيل الوحيد والأمثل المتاح لزعزعة استقرار مصر من خلال استنزاف اقتصادها وإضعافه، وتابع بحماس قائلا: "إن مصر تعاني انفجارا سكانيا رهيبا وإنه لو تم استنزاف مصر اقتصاديا من خلال تشجيع الجماعات الإرهابية على استهداف الاقتصاد المصري، خاصة قطاع السياحة بوصفه العمود الفقري للاقتصاد المصري ومصدر الدخل الرئيسي من العملات الأجنبية، فإن ذلك سيؤدي إلى تزايد أعداد العاطلين عن العمل، لا سيما بين الشباب الذي يمثل نسبة كبيرة من المصريين".

وأعرب رئيس الموساد عن يقينه بأن انتشار الإرهاب في مصر وإشاعة مناخ غير آمن في ربوعها سيحول دون تدفق الاستثمارات العربية والأجنبية، مؤكدا أن ذلك سيؤدي لتراجع الاقتصاد، ما سيمهد الطريق لاحتقان شعبي، سيثمر دون شك عن اندلاع ثورات شعبية تسفر عن فوضى شاملة تتساوى نتائجها مع نتائج التقسيم.

ويبدو أن رئيس الموساد لم يكن يتوقع عندما شارك في اجتماع باريس في 2005 أن الشعب المصري سيولي أمره لعبد الفتاح السيسي، وهو رجل استخبارات من الطراز الأول، يدرك تماما ما يحاك ضد مصر من مؤامرات، ومن هذا المنطلق كلف الرئيس السيسي القوات المسلحة بشن حرب لاستنزاف واستئصال الإرهاب من جميع ربوع مصر، برا، وبحرا، وجوا في سيناء، والصحراء الغربية، والظهير الصحراوي للصعيد والدلتا، مع السيطرة على الحدود مع غزة، وإسرائيل، وليبيا، والسودان، لمنع أي تدعيم مادي أو لوجيستي للجماعات الإرهابية.

وتستهدف سيناء 2018 تدمير البنية التحتية للإرهاب بشكل تام، ومنع وصول التمويل المادي لهذه الجماعات، وملاحقة كل من يتعاونون معها ويستفيدون من الفوضى التي يحدثها الإرهاب، خاصة تجار المخدرات، وتجار السلاح، والمهربين واللصوص والخارجين عن القانون في وقت تتهيأ فيه كل الظروف أمام مصر لتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية تستند على ثروة هائلة من الغاز حباها الله لمصر وتزامن ظهورها مع وصول السيسي للسلطة في من إلهي سيساعد بكل تأكيد الجهود التي يبذلها السيسي في بناء دولة حقيقية.

وتأتي سيناء 2018، لتأمين البلاد مع بدءا ستعادة السياحة لعافيتها، خاصة مع اقتراب عودة السائحين الروس لشرم الشيخ، فعلى الرغم من أن الرئيس السيسي يولي اهتماما كبيرا بالزراعة والصناعة على أساس أن السياحة قد تتعرض للتراجع مع وقوع أي عمل إرهابي، إلا أنه يمكن لو تم القضاء نهائيا على الإرهاب أن تمثل السياحة مصدر دخل هائلا لمصر، فمصر بما تمتلك من أماكن سياحية متنوعة من آثار وشواطئ في شمال البلاد وجنوبها قادرة على استضافة السائحين طوال العام، الأمر الذي يمكن أن يصل بعدد السائحين الذين يزورون مصر إلى 40 مليون سائح.

كما تأتي سيناء 2018 لإشاعة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد لتهيئة المناخ لجذب مزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية والوطنية، فالاستثمارات لا تزدهر إلا في مناخ آمن خاصة بعد أن سلحت مصر نفسها بمنظومة من القوانين الاستثمارية قادرة على جذب رؤوس الأموال من جميع بلاد العالم.

ولا يمكن تجاهل أهمية سيناء 2018 لتأمين البلاد في مواجهة مخططات من يريدون إحباط إجراء الانتخابات الرئاسية في نهايات مارس القادم بأمل توصيل رسالة للعالم الخارجي بوجود فراغ سياسي في إطار مخطط ضرب مصر اقتصاديا.

كما تتزامن سيناء 2018 مع تحول مصر إلى أحد أهم منتجي الغاز في العالم، مع بدء الإنتاج في حقل "ظهر" أكبر حقل غاز في المياه البحر المتوسط العميقة، وتؤكد معلومات علمية أكيدة أن منطقة البحر الأحمر بعد ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية ينتظرها مستقبل واعد في مجال البترول والغاز، حيث من المتوقع أن تنافس هذه الاكتشافات حقل "ظهر" في غزارة الإنتاج.

فهل من الممكن بعد أن تم إحباط مؤامرة تقسيم مصر ونشر الفوضى في ربوعها أن يتركها من حمل الأمانة بمقتضى ثورة 30 يونيو في مواجهة مجموعات إرهابية تعمل على استنزاف إقتصاد مصر لصالح جهات أجنبية؟ بالطبع لا، فسيناء 2018 هي التي تستنزف الإرهاب من أجل تأمين السياحة ليعاد فتح باب الرزق لأكثر من 6 ملايين مصري يعملون بهذه الصناعة واستكمال مشروع ازدواج قناة السويس لتتحول لمنطقة اقتصادية، صناعية، لوجيستية، تكنولوجية، سياحية، وتأمين ثروات مصر الهائلة من الغاز والبترول، فضلا عن توفير الأمن والأمان لأكثر من 100 مليون مصري.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط