من الأقوال المأثورة لـ(مالكوم اكس) الناشط الحقوقى أن التعليم هو جواز سفرنا للغد، لأن الغد ملك لمن يعدون له اليوم . ونتيجة لعهود معتمة تآكلت فيها البنية التحتية البشرية بكل صورها فى مصر منها الابداعية والثقافية والتعليمية والحياتية نتيجة فساد وأولويات شخوص فوق أولوية بناء وطن، كان التعليم والصحة والأمن والاقتصاد من أكثر أربعة أشياء تآكلت بنيتهم التحتية لمدى أهميتهم فى تصنيع أجيال جيدة.
ولأنه فى الأربع سنوات الماضية بذل سيادة الرئيس بالتعاون مع الكوادر البارزة جهودًا مضنية لتأمين الحدود وترميم الاقتصاد من أساسه وهما كانا فى الصدارة لأنهما عنصرا الحائط الذى يحمى الوطن كشريحة أولى فى الاصلاح.
ويأتى بعد ذلك التعليم والصحة والبيئة والرفاهية الخ.. ويتصدر الشريحة الثانية من الاصلاح : الاصلاح التعليمى والسياسى.
ولن ينصلح حال التعليم بتجديد الفصول الدراسية ولا حتى بناء المدارس الجديدة ولا التجارب الجديدة، فاليابان عندما بدأت اصلاح التعليم بدأت باصلاح العقول وغرست فى نفوس الأطفال كل مبدأ ومعتقد يثبتهم فى تلك الأرض ويجعلها الأولوية الأولى عن الهوى الشخصى وكان سر نجاح التجربة اليابانية,لأنه بعد ثلاثين عامًا ظهر جيل منقوش فى ادراكه وذهنه معنى الأولوية والولاء للوطن والاخلاص الحقيقى فى كل عمل صغير حتى أصبحت اليابان "اليابان"!
وعندما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى استفتاءات غير رسمية عن فكرة تدريس المواد العسكرية فى المناهج التعليمية اعترضت الفئة المعترضة دائمًا وأبدًا وأكثروا من شعارات تبدو براقة ولا لعسكرة الدولة ولا لتدخل الشئون العسكرية فى المناهج التعليمية . ولكن فى الحقيقة انها فكرة وطنية جدًا بعيدة عن كل تلك الشعارات الخداعة، فإدخال المواد العسكرية ليس طغيانًا على مدنية الدولة فى فكر الطفل أبدًا ! على العكس هو ترسيخ لفكرة الدولة فى عقله ! فكرة الدولة التى تحرمها تيارات الاسلام السياسى , فكرة الدولة التى حاربتها تيارات الفساد . فعندما يتعلم وينقش فى عقل الطفل فى سن صغيرة منذ نعومة اظافره معنى ( دولة ) ومعنى جيش بأبسط المصطلحات, معنى قيمة السلاح المدافع عن الأرض والعرض , فيقدر ما يفعله غيره من الشباب لكى يبقى هو فى أمان فلا نجد شابًا فى مقتبل العمر يحاول التهرب من التجنيد بشتى الطرق على العكس سنجد جيلا يتناحر لحماية الوطن . لن نجد شابًا يسب وطنه ويرى أى بلد أخرى ملاذًا حسنًا عن بلده.
لن نجد شابًا لسانه يردد السخط على كل ما فى ارضه من أخضر ويابس.جنبًا الى جنب تدريس الأسلحة العسكرية ومبادئ العسكرية الشريفة التى تنادى بشرف حماية الأرض قبل الروح واثرها على ترويض الاخلاق وتقليم أظافر النفس وأيضًا مع تدريس الحروب العلمية والاسلحة المعنوية والمصطلحات العامة وكل ما يخص كلمة دولة.
لا صبًا فى أذهان الطفل وتجميد العملية العقلية من التفكير بالصم والحفظ قدر الاعتماد على التفاعل والابداع وتحرير عقلية التعليم التى تجُمدت عن عمد بالمؤامرة على الوطن طيلة العهود الماضية.
فشعارات مؤتمرات الشباب اليوم دائمًا هى ابدع انطلق تحرر من قيود حرمت على الطفل والشاب التفكير ولكن يجب أن تقال للمسئولين عن تطوير المناهج بأن يبدعوا وينطلقوا ويطلقوا السراح لعقول الأطفال حتى يصنعوا الغد باعدادهم اليوم .