"فاطمة نسل شاه".. سيدة تربعت على عرش مصر 11 شهرًا.. طاردتها اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم

بين صفحات التاريخ العديد من الحكايات التي كان الحظ أو الصدفة البطل الرئيسي فيها، كتلك التي قاد القدر فيها فاطمة نسل شاه لتتولى عرش مصر بعد الإطاحة بالملك فاروق عقب ثورة 23 يوليو 1952.
في اسطنبول ولدت الأميرة الصغيرة، فاطمة نسل شاه، بتاريخ 4 فبراير عام 1921، لتصبح بذلك إحدى حفيدات الخليفة العثماني، عبد المجيد الثاني ووالدها الأمير شاه زاد عمر فاروق، أما الأم فهي الأميرة رقية صبيحة التى كان يطلق عليها «صاحبة السمو الملكي».
غادرت نسل شاه مع والدها وأمها إلى فرنسا لتعيش فيها خاصة بعد إلغاء الخلافة العثمانية في 1924 لكن الظروف الصعبة التي عاشوها أجبرتهم على المغادرة خاصة مع انطلاق الحرب العالمية لتستقر هي وأسرتها في مصر.
جمالها الفتان جعل العديد من الأمراء للصراع عليها من أجل الزواج منها وبالفعل نجح الأمير محمد عبد المنعم نجل ولي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الزواج منها وحصلت على لقب الأميرة ، وبعد زواجها من الأمير محمد عبد المنعم، أنجبت عباس حلمي الثالث والأميرة إقبال، وأصبحت نسل شاه أميرة مصرية بجانب كونها أميرة عثمانية.
بعد حركة الضباط الأحرار غادر الملك فاروق مصر فى 26 يوليو 1952 ظلت مصر مملكة حتى تم إعلان قيام الجمهورية فى 18 يونيو 1953 أى لمدة 11 شهرا تقريبا، خلال هذه المدة كان ملك مصر الرسمى هو أحمد فؤاد الثانى ولى عهد المملكة المصرية ذو الأشهر الستة والذى تنازل له أبوه عن العرش فى الوثيقة الشهيرة.
وبسبب سن أحمد فؤاد الثاني الصغيرة وكونه قاصرًا تكون مجلس للوصاية على العرش بدأ في 2 أغسطس 1952 من الأمير محمد عبد المنعم ابن الخديوي عباس حلمي الثاني خديوي مصر الأخير، والقائم مقام رشاد مهنا وهو أحد قادة حركة الضباط الأحرار، وبهى الدين بركات باشا وهو من الذين تولوا وزارة المعارف المصرية مرتين فى العهد الملكى.
لم يستمر مجلس الوصاية كثيرًا فتم القبض على رشاد مهنا ثم استقال بهى الدين بركات باشا فظل الأمير محمد عبد المنعم وصيا على العرش منفردا لتشغل زوجته فاطمة نسل شاه مركز سيدة مصر الأولى لمدة 11 شهرا هى مدة فترة الوصاية على عرش آخر ملوك مصر أحمد فؤاد الثانى.
لم يستمر الامر كثيرًا فألغيت الملكية وبقيت الجمهورية لكن في عام 1957، ألقي القبض على الأمير محمد عبد المنعم وزوجته الأميرة نسل شاه واتهم بالمشاركة في مؤامرة ضد الرئيس جمال عبد الناصر لقلب نظام الحكم ، وأجبر على الخروج من البلاد بعد مصادرة ممتلكاته.
عاش الزوجان لفترة قصيرة في أوروبا قبل ان تعود الأميرة نسل شاه وزوجها إلى مسقط رأسها تركيا وحصلت على لقب أكبر أفراد العائلة العثمانية بعد رحيل ارطغرول عثمان عثمان اوغلو في عام 2009 وقضت أواخر سنوات حياتها في تركيا حيث توفيت بها في 12 أبريل عام 2012.