قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الدكتورة إيمان مكتشفة ديناصور المنصورة: "قضينا 21 يوما في الصحراء.. وأهلي سبب دعمي".. صور

الدكتورة إيمان الداوودي مكتشفة الديناصور المصري المنصوراصورس
الدكتورة إيمان الداوودي مكتشفة الديناصور المصري المنصوراصورس
×

الدكتورة إيمان إحدى مكتشفات ديناصور المنصورة
- الفريق العلمي بدأ منذ 9 سنوات
- يتكون الفريق من رجل و4 سيدات
- الفريق المصري مكتشف المنصوراصورس والأجنبي كتب البحث العلمي


شابة عشرينية التحقت بدراسة جامعية تندر فرص وظائفها، لكنها أكملت دراستها حالمة باليوم الذي ترتدي فيه القبعة وتمسك في يدها فأس صغير وتنقب عن الكنوز المخفية في بلادها، وأصبح الحلم حقيقة بعدما انضمت لفريق استكشافي تابع للدكتور الجامعي الذي يدرس لها، لتقف في وجه من يحبطها نظرًا لأن الفريق يغلب عليه لقب «فريق نسائي» إذ أنه مكون من رجل وأربع نساء، لتصر هي وزميلاتها على الحصول على ألقاب جديدة للمرأة المصرية، فسافرت لعدة سنوات تجوب في صحاري مصر وتواجه الكثير من الصعاب.. تنقب هنا وهناك دون جدوى، حتى توجت رحلاتها برفقة الفريق بنجاح كُتب به سطر جديد في التاريخ بعد اكتشافهم لأول ديناصور مصري في الواحات الداخلة.

تخرجت إيمان عبد العزيز الداودي في كلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة عام 2012، واستكملت بعدها الدراسات العليا (الماجستير)، مؤكدة أن التحاقها بهذه الكلية جاء بسبب حبها لعلم طبقات الأرض والتي درست نبذة عنه في المرحلة الثانوية، وأرادت التعمق في دراسته خلال الجامعة رغم قبولها بقسم الكيمياء في بداية الأمر.

انضمت الدكتورة إيمان (28 عامًا) إلى أول فريق استكشافي مصري بقيادة الدكتور هشام سلام وهي في الفرقة الثالثة، ويعتبر هذا الفريق أول فريق مصري يبحث عن الحفريات الفقارية، وجاء تأسيس هذا الفريق مصريا خالصا، بسبب عادة الاعتماد في تدريبات البحث والاستكشاف على غير المصريين، كما قالت إيمان لـ"صدى البلد"، لافتة إلى أنه عندما يذهب الفريق الأجنبي لأي رحلة استكشافية، يأخذ معه العينات التي عثر عليها وبالتالي لا يتسنى الفرصة للمصريين دراسة عينات أثرية داخل بلدهم.

بدأ الفريق المكون من خمسة أشخاص، البحث في صحاري مصر والقيام بأكثر من رحلة استكشافية منذ حوالي 9 سنوات، إذ يقود الفريق الدكتور هشام سلام، ويتكون من إيمان عبدالعزيز تخصص حفريات الديناصورات، والمعيدة سناء تخصص حفريات الأسماك، والمعيدة سارة تخصص حفريات التماسيح، والمعيدة مي تخصص حفريات الحيتان.

وتكون الرحلات الاستكشافية مبنية على أساس اتباع الخريطة الجيولوجية التي تقسم مصر لمكاشف من خلال الحقبات الزمنية، وأشارت إيمان الداودي لـ"صدى البلد": "لو الفريق هيدور على حفريات لديناصورات بيكون في مناطق الواحات البحرية والداخلة والخارجة، ولو حفريات للثدييات بنروح الفيوم أو سيوة، وبنعتمد على الخريطة الجيولوجية اللي بتقسم مصر لمكاشف اللي بتقسم مصر لحقبات زمنية".

وتستغرق رحلات البحث، الكثير من الوقت والجهد والمال، مؤكدة أنها بدأت الرحلات الاستكشافية منذ عام 2008، وفي بعض الرحلات قد يضطرون للسير إلى مسافات طويلة، لافتة إلى أن الفريق استغرق في إحدى رحلاته أكثر من 15 كم سيرًا على الأقدام.

وتبدأ رحلات البحث في أماكن وفقًا للخريطة الجيولوجية، ويبحث الفريق في المناطق التي تكون فيها الطبقات الأرضية واضحة، إذ يسيرون على الأقدام للعثور على علامة تجعلهم يحفرون في هذه الأرض، مؤكدة أن عمليات البحث شاقة جدا، حيث تكون العلامة التي يبحثون عنها جزء من عظام حفرية تتخذ نفس لون الرمال وهذا الأمر قد لا يبدو واضحًا للكثير.

وعن رحلات البحث عن الديناصورات بدأ الفريق الاستكشافي في عام 2008 رحلته البحثية، في جنوب الصحراء الغربية، حيث الطبقات الأرضية الرسوبية التي تعود للعصر الطباشيري في الفترة من 70 إلى 80 مليون سنة، وبعدها بخمسة أعوام تحديدًا في ديسمبر 2013 عثروا على أول عظمة للديناصور في الواحات الداخلة.

وأكدت أن هذه الرحلات الاستكشافية مكلفة جدا، لهذا قدم الدكتور هشام سلام دراسة للحصول على التمويل اللازم من جامعة المنصورة بعد عثوره على دلالات تدل على وجود حفريات، وحصل الفريق على التمويل بالفعل، وعادوا لنفس الموقع في فبراير 2014 لاستخراج العظام كاملة.

استغرق الفريق 21 يوما، لاستخراج عظام الديناصور كاملة، فيما اقتصر دور الفريق الأجنبي على كتابة البحث العلمي وتبين من دراستهم وجود رابط بين الديناصور المكتشف وديناصورات أوروبا، واستعانوا في البحث بكتاب "جيولوجيا مصر" للعالم رشدي السعيد، لافتة إلى هذا الأثر يعتبر أول أثر حفري يتم العثور عليه مكتمل، واستغرق الأثر الكثير من عمليات التنظيف والكتابة التي استغرقت حوالي 4 أعوام.

تم عرض الآثار الحفرية للديناصور الذي أطلق عليه الفريق اسم «المنصوراصورس» في مركز جامعة المنصورة للأحافير الفقارية "Muvp" في كلية العلوم، وحصل الفريق على معمل خاص بهم بداخل كلية العلوم وتم تحويله ليصبح بمثابة متحف صغير لمعالجة العينات الذين يعثروا عليها.

لاقت إيمان الداودي دعما من عائلتها الذين شجعوها على البحث والدراسة والذهاب في هذه الرحلات الاستكشافية، الأمر الذي قد لا يقبله البعض من أهالي محافظة المنصورة ولكنها قامت بذلك بعدما اطمأن والدها وقابل الدكتور هشام شخصيا، وتحولت علاقتها بالفريق إلى علاقة صداقة وأخوة، كما جعلت الصعوبات علاقتهم أقوى.

وتطلب إيمان، المزيد من الاهتمام بهذا المجال في مصر، قائلة: "محتاجة دعم وإننا ننشر العلم ده لناس كتير جدًا عشان يكونوا فاهمين أهمية الحفريات القارية لكي تعرض في المتاحف حفريات مصرية وتبقى متاحة لناس تشوفها.. وفي البداية مالاقيناش حد مقدر الكنز ده".