ذكرت صحيفة "العرب اللندنية"، أن تصريحات وزير الخارجية القطري، بشأن رغبة بلاده في استعادة العلاقات مع مصر، هي محاولات من قطر لشق صف الدول المقاطعة لها عبر استمالة القاهرة.
وبيّنت الصحيفة في تقرير نشرته صباح اليوم، الخميس، أن الكلام الإيجابي لوزير الخارجية القطري بشأن العلاقة مع مصر، بالإضافة إلى قفزة على واقع العلاقة شديدة التوتر بين البلدين لا يتجاوز كونه محاولة جديدة للبحث عن متنفس لأزمة نظام الدوحة عبر شق صف الدول المقاطعة لقطر، والتي تبدي مزيدا من التماسك والتضامن بوجه السياسة القطرية المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.
وأضافت الصحيفة، أن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حاول التقليل من حجم الخلافات بين بلاده ومصر، قائلًا إنها غير أساسية، وأن الدولةتسعى لسد الفجوة مع القاهرة، نافيا في نفس الوقت تورط قطر في محاولات زعزعة استقرار مصر.
وبدا كلام الوزير في منتدى دافوس بسويسرا والذي تضمّن جلسة بعنوان “رؤية مشتركة للعالم العربي”، منفصلا تماما عن الواقع ومخالفا لمعطياته التي تظهر وصول الهوّة في العلاقة بين مصر وقطر إلى درجة غير مسبوقة من الاتساع بسبب سياسات ممنهجة تتبعها القيادة القطرية تجاه الدولة المصرية منذ سنوات وترتقي إلى مرتبة “حرب” معلنة متعدّدة الأوجه، إعلامية وسياسية واقتصادية على خلفية موقف قطري واضح من النظام المصري يعتبره “غير شرعي” ولا يخفي رغبته في إسقاطه وتصعيد جماعة الإخوان المسلمين المصنّفة إرهابية في مصر وعدد من الدول العربية، مجدّدا إلى الحكم بعد أن تمّ إسقاطها بثورة شعبية سنة 2013.
وتُؤوي قطر على أراضيها عناصر الإخوان الفارّين من مصر وتفتح لهم منابرها الإعلامية لمهاجمة القاهرة والتحريض ضدّها وتغدق عليهم تمويلات سخية في مختلف مقرّات إقامتهم في تركيا وعدد من البلدان الأخرى، بحسب الصحيفة نفسها.
وانطوى كلام الوزير القطري على تناقض جوهري، فمقابل التهوين من حجم الخلافات مع مصر حرص على تضخيم حجم الخلافات داخل مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي إليه بلاده إلى جانب الدول الخليجية الخمس الأخرى.