الموهبة هبةٌ من الله عز وجل يختص بها من يشاء من عباده, وهي وحدها لا تخلق مبدعاً بل لابد من توافر الظروف البيئية المناسبة بالإضافة إلى التعليم والتدريب والممارسة حتى تنمو هذه الموهبة الفطرية, كما تحتاج الموهبة أيضا إلى رعاية مبكرة لأنها لا تنمو إلا في مناخٍ يرحب بها ويشجعها ويتيح لها الفرصة للنمو والازدهار وإلا تذبُل وتموت.
وبحكم تخصصي الموسيقي دعوني أهمس في أُذُنِكم ببعض التفاصيل التي تخص الطفل الموهوب موسيقيا، وهو ذلك الطفل الذي يمتلك قدرات موسيقية فطرية غير عادية, فلديه حساسية فائقة للأصوات والإيقاعات مما يجعله يظهر احتراما مستمرا للموسيقى وإحساسا واضحا للاستجابة لها, الأمر الذي يمكنه من الأداء الموسيقي المتميز والمتفرد قياساً بأقرانه العاديين.
وهنا يجب مُخاطبة عزيزي الأب وعزيزتي الأم قطبي الأسرة المصرية لأذكرهما بأن للأسرة دورا فعالا في رعاية طفلها الموهوب وتنمية قدراته الإبداعية، عن طريق توفير الجو المنزلي المُشجع للموهبة، وإتاحة الفرصة لها بتوجيهها الوجهة السليمة عن طريق إلحاق الطفل الموهوب بأحد قصور الثقافة أو النوادي أو مراكز الشباب المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية, أو الالتحاق بأحد المراكز المتخصصة في رعاية وتنمية المواهب الموسيقية سواء الحكومية منها أو الخاصة مثل "مركز إشعاع الموسيقى العربية والعالمية" التابع لكلية التربية الموسيقية/ جامعة حلوان, أو "مركز الإبداع الفني" و"مركز رعاية الموهوبين" التابعين لدار الأوبرا المصرية.
ولكن سُرعان ما يتبادر لنا سؤال يطرح نفسه وهو:
كيف تكتشف الأسرة أن في بيتها طفلاً موهوباً ؟
الإجابة:
إن اكتشاف الطفل الموهوب ليس أمراً يسيراً, فقد اختلف الباحثون في وسائل وطرق اكتشاف الموهبة المبكرة لدى الطفل, وهنا نورد بعض الأمور التي يجب على الوالدين ملاحظتها على طفلهم بعد إتمامه العام الثاني من عمره، وقد تساعدهم هذه الأمور في الكشف عن موهبة طفلهم الموسيقية:
• هل يحب الغناء ويمكنه التمييز بين الألحان المختلفة, ويقلد الأغاني؟
• هل يتمايل (بانتظام) مع إيقاع الموسيقى حين يسمعها, أو يصاحبها بتوقيع يديه أو قدميه؟
• هل يستطيع التمييز بين أصوات الآلات المختلفة, وكذلك أصوات المغنيين المختلفة؟
• هل هو شغوف باستخدام الآلات الموسيقية البسيطة المتاحة أمامه؟
إن الإجابة عن هذه التساؤلات (دون تحيز) يمكن أن تساعد الأسرة في اكتشاف الموهبة الموسيقية لدى أطفالها في وقت مبكر, ومن ثم توجيهها الوجهة السليمة كما أشرنا، وعلى ذلك يمكننا القول إن الأسرة في يدها إحياء موهبة طفلها أو القضاء عليها في مهدها ....... دُمتم بخير وفن.