قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عودة الروح الوطنية


نعم عودة الروح المصرية من جديد، فى السبع سنوات العجاف الماضية، كنت أسمع من كبار السن ممن عاصروا حروب مصر القديمة والعدوان الثلاثى على مصر، كنت أستمع لقصص وحكايات عن بطولات الشعب المصرى العظيم فى دفاعه عن أرضه بكل ما يملك من قوه وبعض من المال ولو بالقليل، كنت أستمع عن ما فعله أهالى بورسعيد من دفاع عن أرضهم، عندما أسقطت طائرات العدو الجنود على أرض بورسعيد وخرج الأهالى يتصيدون الجنود بالحجارة وبأغطية الحلل وغيرها من أساليب الدفاع البسيط ، خرجوا وسطروا ملحمة عظيمة عن دفاع الشعب عن وطنه وعرضه وأرضه.

كنا نشاهد عبر التراث السنمائى المصرى قصص لبطولات فى السويس وبورسعيد ومدن القناة عامة، عن دور السيدات فى مد الجنود بالغذاء ومداواة المرضى ، استمعنا أيضًا للتبرع للمجهود الحربي من خلال الأطفال فى المدارس ، والدور العظيم التى قامت به سيدة الغناء المصرى ، حينها عندما قامت بإقامة حفلات فى جميع الدول لجمع الأموال للقوات المسلحة، شاهدنا أيضًا سيدات المجتمع وزوجات المسؤلين فى الدوله ودورهم البطولى فى خدمة الجرحى أثناء الحروب التى خاضتها مصر عبر تاريخها الطويل

شاهدنا التفاف الشعب حول قادته ، وكم استجاب الشعب لكلمة شد الحزام واتباع حالة التقشف من أجل نجاح الاقتصاد المصرى أثناء حالة الحرب وبعدها أيضًا ، كم تحمل هذا الشعب وصبر وتحلى بالجلد ، من اجل الدفاع عن أرض وتراب هذا الوطن الغالى.

وكنت دائما أتسال أين هذه الروح الوطنية الشديدة ، فى مواقف عدة مرت على بلدنا الغالى منذ 25 يناير ، كم أصابتنا حاله من الدهشة والذهول أحيانًا على مواقف وأحداث مرت بمصر وارى جموع الشعب تقف مكتوفة الأيدى ، وكأننا نشاهد شعب غير الشعب المصرى.

حتى جات ثورة 30 يونيه ، وعاد الشعب المصرى واستحضر التوراث الحضارى الذى بداخله من جديد ، وفاجأ العالم أجمع بكيفية فرض إرادة الشعب ورغبته فى البقاء بالشكل الذى يريده من أجل حاضره ومستقبله

كم أثبت الشعب العظيم للعالم أجمع صموده أمام الأزمة الاقتصادية التى مر بها فى 2017 والارتفاع الجنوني للأسعار ، مما حير خبراء الاقتصاد العالميين وعلى رأسهم صندوق النقد الدولي.

وأخيرًا الملحمة التى قام بها أمام المسجد عندما ناشد المواطنين أثناء صلاة الجمعة بالذهاب لحماية الكنيسة من الهجوم الإرهابى الغاشم ، وبطولة عم صلاح وولده عندما أنقض بكل جساره على الإرهابى ، دفاعا عن أهالى المنطقة، وكم رأينا الجموع الغفيره من أبناء الشعب البواسل يقفون جنبًا الى جنب للتصدى للإرهابيين وحماية للكنيسة ومساعدة لقوات الأمن من الشرطة والجيش دون ان يعبء أحد بخطورة الوضع من قبل الإرهابيين

هذه هى مصر، وهذه هى الروح المصري ، وهذه هى الجينات الحضارية الموروثة بداخلنا، وأخيرًا لم يتبق غير كلمة تحيا مصر تحيا مصر بأبنائها ورجالها ونسائها وشيوخها.. وللحديث بقية.