فوائد «الزنجبيل» المذكور في القرآن.. أستاذة بالأزهر: يساعد في هضم الطعام ويقلل أعراض الغثيان والقيء.. وله دور فعال في التئام قرح المعدة وعلاج ارتجاع المرئ.. ويقلل من الإصابة بالسرطان

أستاذة بالأزهر تكشف فوائد مشروب الزنجبيل المذكور فى القرآن
"الزنجبيل" النبات الوحيد المذكور في القرآن ومعه الإشارة إلى تكرار تناوله
يساعد في عملية هضم الطعام ويقلل أعراض الغثيان والقئ
له دور فعال في التئام قروح المعدة وعلاج ارتجاع المرئ
له القدرة على وقف البروستاجلاندين المتسبب في الألم والتهابات الأوعية الدموية
الشعوب التي تتناول الزنجبيل هى الأقل في نسبة الإصابة بالسرطانقالت الدكتورة أماني عبد الله الشريف، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي، بكلية الصيدلة للبنات – جامعة الأزهر، إن هناك آيات كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى تتحدث عن نعيم أهل الجنة وما أعده الله لعباده المتقين ومنها وصف ما يأكل ويشرب أهل الجنة.
وأوضحت، فى تصريح لها، أن من تلك الآيات الكريمة، قوله تعالى "ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلا" سورة الإنسان:17. منوهة أن اللافت للنظر في ذكر الزنجبيل في القرآن الكريم هو الإشارة إلى ذكر كيفية استخدامه، حيث يشير القرآن الكريم إلى أنه من شراب الجنة مزيج من الزنجبيل مع ما يحبه المرء من مشروبات، فتلك إشارة واضحة ليس لأهمية الزنجبيل فحسب، بل ولضرورة تكرار شرابه وذلك بإضافته لمشروباتنا التي نشربها بصورة دورية، كما أن الزنجبيل هو النبات الوحيد الذي ذكر في القرآن ومعه الإشارة إلى تكرار تناوله وكيفيته، وللزنجبيل تاريخ قديم في الاستخدام كبهار وكعقار في الطب الشعبي.
وأشارت، إلى أن الزنجبيلZingiber Ginger نبات ريزوميي له ساق زاحفة تحت سطح التربة وموطنه الأصلي الصين ويزرع بالمناطق الاستوائية، ويمكن استخدامه بعدة صور طازجا أو يجفف ويطحن فيستخدم كبودرة أو يستخدم زيته، ويحتوي على 115 مركب كيميائي له قيمة علاجية وعلى رأس تلك المركبات مجموعة "الجينجيرول" وهي مركبات زيتية تتميز بخصائصها القوية كمضادات للأكسدة ومضادات للالتهاب.
وأثبتت الأبحاث العلمية والإكلينيكية أهمية تلك المركبات للحفاظ على صحة الإنسان، بل إنها تنصح بضرورة تكرار تناول الزنجبيل أكثر من مرة في اليوم الواحد، ذلك دون معرفتهم بتلك الآية الكريمة التي تشير بجلاء إلى أهمية تناول الزنجبيل باستمرار وأنه يمزج مع ما يشربه أهل الجنة، لتلتقي توصيات علماء الغرب مع ما أشار إليه القرآن الكريم من قبل أربعة عشر قرنا.
وذكرت، أن الزنجبيل يساعد في عملية هضم الطعام ويقلل أعراض الغثيان والقئ. وينصح بتناول الزنجبيل كشاي للتخلص من غثيان الحمل، كما يساعد الزنجبيل في التخلص من شعور الغثيان المصاحب للعلاج الكيماوي وذلك بمجرد شربه أو تناوله يوميا، وأثبتت الدراسات أن تناول الزنجبيل يساعد على تنشيط حركة المعدة وتخليصها من الطعام المهضوم والذي يتسبب ركوده في المعدة نتيجة ضعف حركتها إلى أعراض الحموضة، حيث وجد أن 40% ممن يعانوا من الحموضة تعزو إلى بطء حركة المعدة وضعف قدرتها على دفع الطعام المهضوم خارجها مما يسبب تخمره وإنتاج الأحماض التي تسبب الشعور بالانتفاخ والحموضة.
كما يساعد تناول الزنجبيل باستمرار على صحة القناة الهضمية ومنع تراكم الطعام وركوده بالأمعاء وذلك لتأثير الزنجبيل على عضلات الجهاز الهضمي والذي يؤدي إلى سهولة تدفق الطعام المهضوم مما يساعد على تحسين عملية امتصاص الغذاء المهضوم وتخليص الجسم من الفضلات وعدم تخمرها، ومن ثم لا يحدث انطلاق شواطر سامة قد تؤدي إلى إلتهابات بجدار الأمعاء وانسداد معوي وأورام بالقولون. وينعكس انتظام عملية هضم الطعام وامتصاص الغذاء المهضوم والتخلص من الفضلات بالإيجاب على صحة جهاز المناعة ويقويه.
كما أثبتت الدراسات أن الزنجبيل له دور فعال في التئام قروح المعدة وعلاج ارتجاع المرئ.
وأضافت، أنه بتناول الزنجبيل بانتظام يمكن أن نحمي أنفسنا من أكثر أسباب الوفاة انتشارا وهي السكتة القلبية، فالزنجبيل يحتوي على مواد لها تأثير مضاد لتجلط الدم والتي تقلل نسبة الإصابة بالجلطات والذبحة الصدرية. كما أن احتواء الزنجبيل على نسبة عالية من البوتاسيوم والمنجنيز يساعدان على صحة عضلة القلب وتقويتها.
كما أثبتت دراسة علمية أن تناول شاي الزنجبيل ثلاث مرات يوميا لمرضى يعانون من ارتفاع نسبة الكولستيرول أدى إلى خفض نسبة الكولسترول في الدم ووصولها إلى المستوي الطبيعي دون الحاجة لأخذ أي دواء معه.
ونصحت، بضرورة تناول الزنجبيل يوميا لمرضى السكر حيث ثبت قدرته على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين؛مما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في مستوى السكر بالدم للمرضى. ليس ذلك فحسب، بل ثبت أن الزنجبيل يقلل بنسبة كبيرة مضاعفات مرض السكر مثل ضعف الإبصار، فقد أثبت العلم الحديث ما كان سائدا قديما من أن الزنجبيل يجلي البصر.
وأكدت، أن من أهم خصائص الزنجبيل قدرته الفائقة على تدفئة الجسم إضافة إلى احتوائه على عدد من مضادات الأكسدة مما يساعد على تكسير السموم المتراكمة في أعضاء الجسم والخلايا المختلفة، كما أنه يساعد على تنظيف الغدد الليمفاوية والتي تعد بمثابة "جهاز الصرف الصحي" بجسم الإنسان فبفضل تناول الزنجبيل باستمرار يتم تنقية القنوات الليمفاوية من السموم وتزيد قدرة الجسم على التصدي للعدد كبير من الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي وبخاصة الموسمية مع تغير فصول العام. وينصح بتناول عصير الليمون المضاف إليه الزنجبيل ثلاث مرات يوميا للتخلص من التهابات وحساسية الجهاز التنفسي. كما يمكن وضع قطع الزنجبيل أو3 نقط من زيته في الماء المغلي ثم استنشاق البخار الخارج من المياه وذلك لتخفيف أعراض البرد والأنفلونزا.
وأثبتت الدراسات قدرة الزنجبيل بتناوله يوميا على تقليل حجم سرطان القولون بل وضموره. كما أثبتت قدرته على القضاء على أنواع أخرى من الأورام السرطانية، شريطة تناوله أكثر من مرة في اليوم الواحد. مرة أخرى يؤكد العلماء ما أخبرنا به القرآن الكريم دون أن يعلموا عنه شيئا.
ويعمل الجينجيرول وهو المادة الفعالة بالزنجبيل على تسكين الألم حيث أنه يؤثر على النهايات العصبية ومستقبلات ومسارات الألم. وقد ثبت تأثيره المضاد للآلام المصاحبة للطمث، وتمت دراسة تأثير الزنجبيل على إلتهاب المفاصل حيث وجد أنه يزيل آلام الركبة والمفاصل ويقلل الشعور بالألم المصاحب للحركة أو الوقوف لفترات طويلة.
كما اثبتت الدراسات فوائد الزنجبيل في علاج الصداع النصفي بسبب قدرته على وقف البروستاجلاندين المتسبب في الألم والتهابات الأوعية الدموية.
وأوضحت، أن شرب شاي الزنجبيل يمنع الألم الذي لا يطاق ويوقف الدوخة والشعور بالغثيان. كما يمكن عمل لبخة أو عجينة من الزنجبيل ووضعها علي الجبهة لمدة نصف ساعة .
وأثبتت الدراسات القدرة الهائلة للزنجبيل كمضاد لكثير من أنواع البكتيريا، بما في ذلك البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؛ بل أنه عند مقارنة الزنجبيل مع المضادات الحيوية نجد أن قدرة الزنجبيل فاقت قدرة المضاد الحيوي في القضاء على كثير من أنواع البكتيريا.
وتبين أنه أعلى نبات من ضمن 29 نبات عرفوا بمقدرتهم الفائقة في القضاء على الفطريات. ويمكن الاستفادة من قوة الزنجبيل القاضية على الميكروبات بتناول شراب الزنجبيل أو زيته ثلاث مرات يوميا عند الإصابة بأي ميكروب، إضافة لما سبق نجد أن الزنجبيل يدخل في برامج التغذية والتخسيس لتأثيره الفعال في زيادة نسبة الحرق، وكذلك لتقليل تساقط الشعر والحفاظ على حيوية البشرة وتجديد الخلايا نتيجة تنشيطه للدورة الدموية، كما أن نسبة المنجنيز الموجود في الزنجبيل تنشط إفراز هورمون التستستيرون الذكري ويزيد القدرة الجنسية.
وجدير بالذكر أن الشعوب التي تتناول الزنجبيل يوميا مثل الهند والصين واليابان هي الأقل على مستوى العالم في نسبة الإصابة بالسرطان خصوصا سرطان القولون والمستقيم.
وفي النهاية نبهت إلى أنه يجب علينا الاعتدال في تناول الزنجبيل فنأخذ منه كميات صغيرة على عدة مرات خلال اليوم. كما يجب علينا التوسط والاعتدال في كل شيء لضمان عدم حدوث أية آثار جانبية نتيجة الزيادة المفرطة لأي مركب يدخل الجسم ، عملا بقول الله تعالى : (وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚإِنَّهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).