قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أكذوبة الأغنية الشعبية


لا شك أن الأغاني الشعبية ترسم صورًا واضحة صادقة لحياة الشعوب الاجتماعية والسياسية والفكرية، فهي معارض فنية تضم لوحات تعبيرية خصبة منها الزراعي البهيج، والبدوي القاسي، والبحري المتجدد، وأيضا منها القاتم الحزين الممتلئ بالألم والآهات، وهي على اختلاف أنماطها وتعدد مواضيعها تؤلف ثروة باقية خالدة وهي في جميع البلدان المتحضرة كانت ولا تزال مصدر وحي وإلهام للمؤلفين الموسيقيين؛ لهذا يُعنى الناس في مختلف الأمم بجمعها والحفاظ عليها بشتى الطرق.

وهي ضرورة حياتية يمارسها الناس في غالبية مناسباتهم؛ فهي رفيقهم في ساعات الفرح وساعات الضيق والألم وفي المناسبات الاجتماعية والدينية والقومية أيضا، كما أنها تصاحبهم في عملهم إذ يلجأون إليها لتساعدهم في إنجاز أعمالهم الشاقة.

وتتميز الأغنية الشعبية ببساطتها وسهولة ترديدها فهي عادة قصيرة ولا يزيد لحنها عن جملتين لحنيتين أو ثلاث، وربما لا تزيد عن جملة لحنية واحدة لجميع أبيات الأغنية.

ومن سماتها الأساسية أيضًا أن يتفاعل فيها اللحن مع الكلمة ويستحيل التقرير أيهما جاء قبل الآخر، بل ويضاف إلى الكلمة واللحن عنصر ثالث هو جماعة المغنيين، وهذه العناصر الثلاثة تُكَوّن ثالوث الغناء الشعبي.

ويغلب على الأغنية الشعبية أن تكون باللهجة العامية، وأن ترتبط بحياة الإنسان ومعتقداته وعمله وأوقات سمره وفرحه وحزنه، كما أن لها صفة الدوام؛ لا عن طريق التدوين ولكن عن طريق الانتقال بالمشافهة، ويمكن أن يكون ذلك من أسباب ما يلحق بالأغنية الشعبية من تغيير على عكس الأغاني الأخرى المدونة والتي تصدر من مؤلفين معروفين.

ودعوني أُذكركم ببعض الأغاني الشعبية على سبيل المثال لا الحصر وأرجو أن تبادروا بسماعها حتى يترسخ في مسامعكم المعنى الحقيقي للأغنية الشعبية:

(آه يازين، عطشان يا صبايا، بفته هندي، يا وابور الساعة اتناشر، يا برتقال أحمر، الحنة يا قطر الندى، يا نخلتين في العلالي، يمامة حلوة، إدلع يا رشيدي، يا بو العيون السود، سلَّم عليّ، يا عزيز عيني، وسالمة يا سلامة).

وأنا أقول على مسؤوليتي الشخصية أننا إذا قمنا بعمل تحليل البصمة الوراثية الـ (DNA) للأغاني الشائع تداولها في الميكروباص والتوك توك والتي تُسمى في أكثر الأحيان (أغاني المهرجانات) فسيثبت عدم نسبها للأغنية الشعبية، وأنها أتت من علاقة غير شرعية، وبمعنى آخر (أغاني بنت حرام).

وأخيرًا .... وبعد هذه المعلومات؛ أرجو من شبابنا عدم إطلاق اسم (الأغاني الشعبية) على هذه (الأكاذيب) المتداولة حاليًا في الأسواق........ دُمتم بخير وفن.